البطريرك الرّاعي يستقبل مفتي طرابلس والشّمال ويؤكّد على وحدة المدينة والعيش المشترك
وتناول اللّقاء واقع العلاقات المتينة بين رؤساء الطّوائف في طرابلس، وأكّد المجتمعون على توحيد الجهود لما فيه خير المدينة وأهلها، مشدّدين على أنّ وجه طرابلس هو وجه الوحدة والعيش المشترك.
وبحث المجتمعون في المشاريع المشتركة الهادفة إلى تلبية حاجات المدينة، ومنها مشروع "فرصة" لإنشاء مركز لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، ومشروع "شبكة الأمان" وهي مبادرة شبابيّة جامعة من مختلف الطّوائف. وأثنى البطريرك الرّاعي على هذه الجهود "الدّؤوبة والمباركة"، مذكّرًا بكلام القدّيس يوحنّا بولس الثّاني الّذي خلّص لبنان من الحرب ونشر ثقافة العيش المشترك، وداعيًا إلى تنقية الذّاكرة والعودة إلى الوحدة وبناء لبنان يومًا بعد يوم.
وفي ختام اللّقاء قدّم البطريرك لضيوفه كتاب "الوادي المقدّس قديشا بضفّتين- حلقة لقاء بين قنّوبين والفيحاء" تأليف مجموعة باحثين، تقديرًا لجهودهم ومساعيهم المشتركة.
وبعد اللّقاء أكّد المفتي إمام أنّ "اللّقاء كان مناسبة سنويّة نحرص عليها لتعزيز التّواصل والحوار بين القيادات الرّوحيّة."
وقال: "اللّقاء مع غبطة البطريرك هو دائمًا مناسبة للتّباحث في القضايا الوطنيّة والتّحدّيات المشتركة، ويجري في أجواء من التّعاون الصّادق والمحبّة المتبادلة. وضعناه في صورة أوضاع الشّمال وطرابلس وتطلّعات أبنائها، وأثنينا على هذا التّعاون المستمرّ والمسيرة المشتركة الّتي تعزّز الوحدة واللّحمة بين اللّبنانيّين."
وأضاف: "لبنان هو رسالة ورمز للعالم، وتثبيت ثوابته يحفظه من الانقسامات والرّياح العاتية. التّواصل مع غبطة البطريرك بالنّسبة لنا تكريم ونحمل إليه تحيّاتنا وتحيّات سماحة مفتي الجمهوريّة. والبطريرك دائمًا يعبّر عن محبّته لطرابلس والشّمال، ونحن نستعدّ لزيارة كبيرة سيقوم بها إلى المدينة منتصف كانون الأوّل بعد أن تأجّلت في وقت سابق بسبب الظّروف الصّحّيّة".
وإختتم المفتي إمام مؤكّدًا أنّ هذه اللّقاءات ترسّخ الأمل والتّفاؤل وتعزّز المحبّة والرّعاية الّتي يوليها البطريرك الرّاعي للشّمال وطرابلس.
المطران يوسف سويف أعرب بدوره عن سعادته بهذه الزّيارة الّتي جمعته بـ"صاحب السّماحة الأخ والصّديق العزيز ورفيق الدّرب في الرّسالة الرّوحيّة والإنسانيّة والوطنيّة".
وأشار المطران سويف إلى أنّ اللّقاء تناول تبادل الأفكار حول ثقافة العيش المشترك والحوار بين مكوّنات الشّمال، "وهي الثّقافة الّتي نعيشها يوميًّا والّتي تحتاجها منطقتنا في مواجهة الانقسامات والصّراعات والحروب". وأكّد أنّ للبنان مسؤوليّة كبيرة ليس فقط على مستوى الدّاخل بل أيضًا في محيطه، "حتّى يُبنى السّلام الحقيقيّ والعادل الّذي لا يتحقّق إلّا بالمحبّة والحوار وصون كرامة الإنسان".
وثمّن البطريرك "النّشاطات والمشاريع المشتركة والثّقافة اليوميّة الّتي تجمع المرجعيّات الرّوحيّة في الشّمال"، مؤكّدًا أنّ مهمّة لبنان هي مهمّة سلام وأمان، "ولا يمكن أن تتحقّق إلّا بالمبادرات الإيجابيّة والحوار البنّاء".
وإختتم شاكرًا البطريرك الرّاعي والمفتي إمام على هذا اللّقاء الجامع، مشيدًا بدورهما في تعزيز ثقافة العيش المشترك وصون مستقبل لبنان الحقيقيّ.
البطريرك الرّاعي استقبل أيضًا في الدّيمان بطريرك الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة إغناطيوس يوسف الثّالث يونان
وخلال اللّقاء، تناول البطريركان الأحوال الرّاهنة في لبنان ومنطقة الشّرق الأوسط، لاسيّما في سوريا والعراق والأراضي المقدّسة، والحضور المسيحيّ فيها، وما تقوم به الكنيسة للوقوف إلى جانب المؤمنين في هذه الظّروف الصّعبة.
كما تطرّقا إلى شؤون مسكونيّة وكنسيّة عامّة تهمّ الكنيستين الشّقيقتين.
كما استقبل النّائب العامّ الاستئنافيّ في الشّمال القاضي هاني الحجّار والزّميل جوزيف محفوض بحضور مدير الإعلام في البطريركيّة المحامي وليد غيّاض والأمين العامّ الجديد الأب فادي تابت وعرض معه أمورًا تتعلّق بالمحاكم وقصر العدل في الشّمال.
وظهرًا استقبل مدير عامّ وزارة الأشغال المهندس بيار معلوف يرافقه المهندسان إلياس عقل وفادي بطحيش وتمّ خلال اللّقاء بحث موضوع طريقي وادي قنّوبين والقرية عبر رصفهما وتمّ تسليم المدير معلوف الخرائط والدّراسات المعدّة لهما إضافة إلى الدّراسات المتعلّقة بالأثر البيئيّ والمعدّة من قبل وزارة البيئة والموافق عليها من مديريّة الآثار.