لبنان
31 تشرين الأول 2018, 14:29

البطريرك الرّاعي يدشّن مركز الينبوع في ساحل علما

دشّن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم، مركز الينبوع لذوي الاحتياجات الخاصّة في منطقة ساحل علما، بحضور فعاليّات رسميّة وثقافيّة وسياسيّة واجتماعيّة ودينيّة والأهالي.

 

إستهلّ الحفل بالنّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ تلته كلمة للمقدّم طوني بارود رحّب فيها بالبطريرك الرّاعي والحضور لافتًا إلى "أنّ جميع الطّوائف اللّبنانيّة ساهمت بتطوير مركز الينبوع بوسائل متنوّعة، وذلك تحت رعاية الكنيسة الّتي ترأسها يا صاحب الغبطة بكلّ محبّة وصدق وصلاة وعطف فأنتم غبطتكم خير مثال للإنسانيّة الصّادقة المعطاء."

ورأى بارود أنّ طلّاب المركز هم "الّذين أدخلوا الفرح إلى القلوب وأعطوا الأمل بغد أفضل ولا ينقصهم هم الّذين رفعوا شعار "خطوة ترسم بسمة"، سوى خطوة غبطتكم  لتدشين بيتهم الثّاني مركز الينبوع، الّذي وبإلهام من الرّوح القدس تمّ إنشاؤه منذ 25 عامًا بمبادرة من شخص قضيّته هي الكنيسة والإنسان وهو أساس هذا المركز المونسنيور لويس البواري".

ثمّ كانت كلمة للمونسنيور لويس البواري شكر فيها الرّاعي على رعايته لهذا الحفل "بكلّ حبّ وإيمان."

ورأى البواري أنّ مركز الينبوع هو على غرار "حبّة الخردل الّتي زرعت وكبرت لتكون مركزًا لأشخاص هم يشكّلون قيمة بحدّ ذاتهم. إنّهم قلب المركز مع ما يحملونه من مواهب روحيّة وأخلاقيّة وعلائقيّة نادرة يفتقدها مجتمعنا اليوم لأنّه يسعى وراء الرّبح والسّلطة والتّسلّط."

وعرض البواري لمراحل تأسيس المركز ونموّه منذ العام 1988 حتّى اليوم بمساعدة المرحوم الوزير جورج افرام و الخيّرين من لبنان وبلاد الانتشار منوّهًا "بالالتزام العلمانيّ الّذي يشهده الينبوع، هذا الالتزام المتميّز بالإيمان والعطاء والرّجاء."

بعدها قدّمت مجموعة من الطّلّاب لوحات تعبيريّة راقصة ووجّهوا تحيّة للبطريرك الرّاعي وللحضور على دعمهم وتشجيعهم.

بدوره حيّا البطريرك الرّاعي الحضور ومجلس الإدارة والقيّمين على المركز والطّلّاب والأهالي وقال: "كم هو جميل هذا اللّقاء المميّز، فهو لقاء مع أشخاص لا يعرفون الحسد ولا الحقد ولا البغض ولا الكراهيّة ولا العداوة، إنّهم لا يعرفون إلّا الحبّ النّقيّ الصّافي، وأنا باسمهم جميعًا أوجّه تحيّة للحاضرين معنا وإلى كلّ من ساهم ويساهم في نموّ هذا البيت الرّائع."

وقال: "لقد استمعنا من المونسنيور بواري إلى مراحل نموّ مركز الينبوع، والفنّان طوني بارود وضعنا في الأجواء الحلوة الّتي تسود المركز حيث يتمّ الاعتناء بإخوتنا الطّلّاب بكثير من الحبّ، فيظهرون مواهبهم الّتي تساعدونهم على تنميتها وتبذلون جهدًا كبيرًا في سبيل تطويرها حتى يتمكّنوا هم من العيش بفرح اجتماعيّ، فيندمجون في المجتمع ليلعبوا دورهم بكلّ كرامة."

وتابع: "أشكركم باسم المجتمع على ما تقومون به وعلى تطوير مواهب ذوي الاحتياجات الخاصّة سواء كانت علميّة أم تربويّة أم مهنيّة، وتساعدونهم على الانخراط في المجتمع. لقد قيل، يقاس تقدّم الدّول بطريقة تعاطيها مع ذوي الاحتياجات الخاصّة، أنّه مبدأ عالميّ. ونحن هنا يقاس وطننا ومجتمعنا بقدر اهتمامنا بذوي الاحتياجات الخاصّة. لقد انطلقتم من منطلق لاهوتيّ أنّ هؤلاء الأشخاص هم صورة الله وهيكل الرّوح القدس، وهم في الحياة الرّوحيّة تمامًا كالحربة الّتي تمتصّ الصّواعق، إنّهم الحربة في مجتمعنا الّتي تمتصّ غضب الله."

 

وأضاف: "الشّرّ كثير في العالم والخطايا كثيرة أيضًا ونحن نراها تزداد يومًا بعد يوم ولكن أبناؤنا ذوو الاحتياجات الخاصّة يمتصّون تمامًا كالحربة الغضب الإلهيّ لذلك لا ينبغي الشّفقة عليهم، وإنّما يفترض تكريمهم وتعزيزهم واحترامهم لكي يتمكّنوا من إدراك قيمتهم ومدى احترام كرامتهم ودورهم وحقّهم في ممارسة هذا الدّور في المجتمع."

وتوجّه البطريرك الرّاعي بالكلام إلى العاملين في المركز قائلاً: "أنتم تمثّلون الينبوع الرّوحيّ والإنسانيّ من خلال اهتمامكم وتضحياتكم. ونحن كلّما نظرنا إلى إخوتنا ذوي الاحتياجات الخاصّة نلمس ما يحافظون عليه في قلوبهم من جوهر للإنسانيّة الّتي إن فقدناها فقدنا كلّ شيء معها. كلّ عمل تقومون به هو دين عند الله والله لا ينام على الدّين بل يردّه ودائمًا بمقياسه فربّنا هو الينبوع."

وفي الختام، أزاح البطريرك الرّاعي السّتارة عن لوحة تذكاريّة عند مدخل المركز بعد تلاوة الصّلاة،  ثمّ جال على أقسام المبنى وبارك الطّلّاب واطّلع من معلّميهم على أبرز النّشاطات الّتي يقومون بها. هذا ويحتضن مركز الينبوع نحو 55 طالبًا بات نحو 12% منهم يعملون في السّوق اللّبنانيّة بإشراف المركز.