أميركا
25 أيلول 2018, 10:59

البطريرك الرّاعي ينقل وجع مسيحيّي الشّرق إلى مجلس أساقفة كندا الكاثوليك

ألقى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي مداخلة في مجلس أساقفة كندا الكاثوليك المنعقد في كورن وول- أونتاريو، تحدّث فيها عن التّحدّيات وآفاق الكنائس في الشّرق لافتًا إلى ما تعرّض له المسيحيّون في العراق والمسيحيّين في الشّرق الاوسط بسبب الإرهاب والحركات الأصوليّة الّتي وللأسف تدعمها بعض الدّول الأجنبيّة أكان بالمال أو بالسّلاح .

وتناول في مداخلته، بحسب "تيلي لوميار/ نورسات"، الأزمة العربيّة الإسرائيليّة الّتي ما زالت تؤثّر على الوضع في المنطقة ككلّ، في ظلّ عدم احترام القرارات الدّوليّة، مشيرًا إلى أنّ لبنان لم يعد يستطيع تحمّل عبء النّزوح السّوريّ الّذي بلغ عدده أكثر من مليون ونصف مليون نازح، لما لهذا النّزوح من انعكاسات على الوضع الاقتصاديّ والاجتماعيّ والدّيمغرافيّ والأمنيّ، إضافة إلى الوجود الفلسطينيّ على الأرض اللّبنانيّة. 
وأكّد أنّ المسيحيّين في الشّرق خلقوا مع المسلمين حضارة مشتركة، وكان لهم الدّور الأكبر في ثقافة الشّرق الأوسط وحضارته، وفي خلق الاعتدال لدى المسلمين .
وأعلن الرّاعي رفضه لأن يكون لبنان ضحيّة لصراعات المنطقة، داعيًا المجتمع الدّوليّ دعم لبنان في قضاياه المحقّة وأن يكون إلى جانبه في هذه المرحلة الدّقيقة .
كما دعا إلى ضرورة فصل الأزمة السّياسيّة في المنطقة عن موضوع عودة النّازحين السّوريّين إلى بلادهم، ومساعدتهم على هذه العودة. وأعرب عن أسفه كيف أنّ بعض المنظّمات الدّوليّة وضعت شروطًا لإعادة إرسال المساعدات للنّازحين السّوريّين في لبنان شرط بقائهم فيه وعدم العودة إلى بلادهم .
وتناول في مداخلته وضع الموارنة في كندا وعلاقتهم مع الكنائس كافّة، موجّهًا الشّكر لدولة
كندا على استضافتها لأبناء الجالية ودعمها لهم .
وما لم تجمعه السّياسة جمعته الكنيسة، لأنّ رسالتها رسالة سلام ومحبّة وتسامح، بحيث استقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في صالة كاتدرائيّة مار مارون في مونتريال- كندا، وفودًا من الأحزاب اللّبنانيّة في مونتريال رحّبت به في زيارته الثّانية إلى كندا منذ انتخابه بطريركًا، واستمع إلى مطالبهم وهواجسهم .
وشدّد الرّاعي أمام الوفود على أهمّيّة تضامن أبناء الجالية اللّبنانيّة في بلاد الاغتراب عامّة، وفي كندا خصوصًا، داعيًا إيّاهم لأن يبقى لبنان في قلبهم وأن يبقى التّواصل قائمًا بين لبنان المقيم ولبنان المغترب. 
ولفت البطريرك الرّاعي إلى أنّ ما يهدّد لبنان هي الانقسامات الدّاخليّة، مؤكّدًا أنّه من دون اتّفاق الموارنة واتّحادهم لا يقوم لبنان. كما دعا إلى ضرورة الابتعاد عن الانقسامات والخلافات القائمة في لبنان وعدم نقلها إلى الخارج، كما دعاهم إلى تعزيز الحوار بين بعضهم البعض، والحفاظ على ميزة لبنان في العيش معًا.