البطريرك العبسيّ لأصحاب الإرادات الصّلبة في زحلة: أخذنا منكم رجاء وقوّة
حضر الأمسية بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ وأعضاء السّينودس المقدّس: ابراهيم مخايل ابراهيم، يوحنّا جانبرت، ميخائيل أبرص، جورج بقعوني، ياسر عيّاش، يوسف متّى، جان ماري الشّامي، جورج المصريّ، جورج كحّالة، جورج خوام، المدبّر البطريركيّ على أبرشيّة الأرجنتين جان أبو شروش، الرّئيس العامّ للرّهبانيّة الحلبيّة الأرشمندريت إيلي بطيخة، النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت إيلي معلوف، الآباء: المنسّق العامّ شربل أوبا، أومير عبيدي والياس ابراهيم، وعدد كبير من المؤمنين الّذين جاؤوا من مختلف رعايا المدينة والمنطقة.
تخلّلت السّهرة فقرات تراتيل وشهادات حياة وتأمّلات روحيّة حول معنى الألم وأهمّيّة الرّجاء في زمن التّجربة، إضافة إلى طلبات شفاعة وصلوات خاصّة من أجل الّذين يتألّمون جسديًّا ونفسيًّا، والّذين يُظهرون بطوليّة روحيّة من خلال ثباتهم وإيمانهم رغم معاناتهم اليوميّة.
هذا وكانت كلمة للبطريرك العبسيّ قال فيها بحسب إعلام أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك :
" عندما دعاني الأب شربل اوبا مع إخوتي الأساقفة للمشاركة في هذه الصّلاة معكم اليوم أحبّائي، لم أعرف ما هو الموضوع تحديدًا، لكن الآن بعد أن رأينا ولمسنا أصبحنا نعرف أكثر وأكثر.
وفي جوّ الصّلاة الجميل، وبعد الكلمات الّتي ألقيت والشّهادات الّتي أعطيت، يصعب على الإنسان أن يتحدّث، ماذا سيقول؟
عند إلقاء الشّهادات، كنت أحاول أن أتلمّس معهم وأنظر إليهم، تحرّكت في داخلي ثورة: لماذا تحصل مثل هذه الأمور في الحياة؟ لماذا يسمح الرّبّ أن تحصل مثل هذه الأمور؟ من الصّعب أن نفهمها نحن البشر. وبالفعل هناك الكثير من الأمور في الحياة يصعب علينا أن نفهمها، كما هي الحال عند إخوتنا الّذين لديهم بعض الحاجات، لكن هناك أمر أكيد أحبّائي أنّ الرّبّ يحبّنا وعلينا أن نثق بهذا الأمر، الرّبّ يحبّنا ولو في ألمنا.
أتخيّل العذراء مريم من الأمّهات اللّواتي تحدّثن اليوم، ابنها تألّم أمامها، كان يصلب ومات أمامها وبين يديها. العذراء الّتي نحن في مقامها اليوم هي تعطينا هذا المثل لكي نتحمّل المصاعب. لم تكن تفهم هذه الأمور إلّا بعد القيامة.
أحبّائي، هناك الكثير من الأمور لا نفهمها في وقتها إنّما نستطيع فهمها في ما بعد، الرّبّ ينوّرنا، ومثلًا الأمّهات اللّواتي تحدّثن اليوم، كيف بعد معاناة عرفن الحقيقة، عرفوا أنّ الرّبّ يحبّهم ومشين مع الرّبّ.
نحن اليوم أخذنا منكم رجاء وقوّة، تعلّمنا منكم كيف الإنسان بالرّغم من ضعفه يبقى لديه القوّة، نحن نعتبر في الكثير من الأوقات في حياتنا أنّنا أقوياء لكن إذا عدنا إلى ذواتنا نرى أنّنا ضعفاء. ليس من الضّروريّ أن يكون الإنسان ضعيفًا في جسده، لكن أوقات كثيرة نحن ضعفاء في أرواحنا، في أفكارنا، في عواطفنا. نطلب دائمًا من الرّبّ أن يساعدنا لكي يرفعنا وينتشلنا ويأخذنا إليه ويرينا مدى محبّته لنا.
اليوم نحن معكم أحبّائي، لا تعلمون كم هي سعادتنا كبيرة، وكم استمدّينا منكم القوّة. نحن هنا لنشكركم ونقول لكم إنّنا نحبّكم."
وفي ختام السّهرة، أُضيئت الشّموع وارتفعت الصّلوات في جوّ من الخشوع، وأقيم زيّاح القربان المقدّس.
يُذكر أنّ هذه السّهرة هي محطّة تحضيريّة أولى في ثلاثيّة خميس الجسد، الّذي يُحتفل به هذا العام بشكل مميّز لمناسبة اليوبيل المئويّ الثّاني للأعجوبة الّتي أنقذت زحلة من وباء الطّاعون عام 1825.