الأراضي المقدّسة
29 كانون الثاني 2018, 09:28

البطريرك ثيوفيلوس: القدس مفتاح السّلام ولا حلول بدونها

قال بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردنّ البطريرك ثيوفيلوس الثّالث إنّ القدس هي مفتاح السّلام في المنطقة وربّما في العالم أجمع، وإنّه لن تكون هناك حلول سلميّة دائمة وعادلة ما لم تكن القدس في جوهرها. و جاء ذلك خلال استقباله لوفود متضامنة معه ومع الكنيسة الأرثوذكسيّة جرّاء الاعتداء الّذي تعرّض له موكبه في السّادس من الشّهر الجاري في مدينة بيت لحم أثناء توجّهه والوفد المرافق إلى كنيسة المهد لترؤّس الشّعائر الدّينيّة لاحتفالات عيد الميلاد حسب التّقويم الشّرقيّ.

 

وأكّد أنّ الوفود الّتي تأتي إلى مقرّ البطريركيّة من كلّ أصقاع الأرض وخاصّة الأراضي المقدّسة لتُظهر دعمها للكنيسة الأرثوذكسيّة "أمّ الكنائس" على خلفيّة الاعتداء في بيت لحم، إنّما تؤكّد أنّ أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة والكنائس الشّقيقة وإخواننا المسلمين يمتلكون من الوعي والعقلانيّة ما يمكنهم من تجاوز الحملات التّضليليّة الّتي تقف خلفها جهات استيطانيّة متطرّفة، وليعبّروا عن ثقتهم بأنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة ورئاستها الرّوحيّة تسير على الطّريق الصّحيح في الحفاظ على الأوقاف والأملاك الأرثوذكسيّة والوجود المسيحيّ الأصيل في الأراضي المقدّسة، مشيرًا الى أنّ حادثة الاعتداء في بيت لحم لن تمرّ مرور الكرام وأنّ لجان من أبناء الرّعيّة الأرثوذكسيّة تدرس حاليًّا سبل التّعامل مع هذا الاعتداء الّذي جاء نتيجة حملة تضليل وتشهير كاذبة تتعرّض لها "أمّ كنائس" العالم.

 وشدّد البطريرك ثيوفيلوس على أنّ السّلام في الشّرق الأوسط يحتاج الى إرادة سياسيّة حقيقيّة نابعة من الإيمان بأنّ حياة الإنسان وكرامته وأمنه هي أثمن من المكاسب السّياسيّة الدّاخليّة والمزايدات الّتي تدور في أروقة مُغلقة بعيدة عن حياة الإنسان البسيط. وإنّنا نرى أنّ الفشل في تحقيق سلام حقيقيّ في المنطقة أساسه حسابات سياسيّة ضيّقة ونزعة عنصريّة لا ترى بأنّ البشر ولدوا متساويين.

وثمّن دور الجهات الرّسميّة الأردنيّة وعلى رأسها صاحب الوصاية الهاشميّة على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس الملك عبد الله الثّاني، وبطاركة ورؤساء كنائس القدس، ومجلس كنائس الشّرق الأوسط ومجلس الكنائس العالميّ والفاتيكان والأوقاف الإسلاميّة، لدعمها لبطريركيّة القدس في معركتها للدّفاع عن العقارات والحقوق الأرثوذكسيّة، لافتًا إلى أنّ البطريركيّة المقدسيّة ستستمرّ في دعم جهود السّلام والوئام وحماية مقدّساتها وأوقافها وأملاكها من كلّ طامع بغض النّظر عن هويّته ومكانته وقدراته التّضليليّة.