العراق
10 كانون الثاني 2023, 06:55

البطريرك ساكو ترأّس قدّاسًا جنائزيًا في العراق على نيّة البابا بنديكتوس

تيلي لوميار/ نورسات
رفعت الكنيسة الكلدانيّة في العراق مساءً الصّلاة من أجل راحة نفس البابا بنديكتوس السّادس عشر، في قدّاس جنائزيّ ترأّسه البطريرك مار لويس روفائيل ساكو في كاتدرائيّة مار يوسف- الكرادة، بمشاركة السّفير البابويّ في العراق رئيس الأساقفة متيا ليسكوفار والمطران شليمون وردوني والمطران باسيليوس يلدو، وكهنة بغداد، وبحضور رؤساء الطّوائف المسيحيّة والبعثات الدّبلوماسيّة والأخوات الرّاهبات وجمع من المؤمنين.

خلال القدّاس، ألقى ساكو كلمة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "نشكر الله على كلّ ما أغدقه على الكنيسة والمجتمع البشريّ من نِعم من خلال خدمة البابا الفخريّ الرّاحل بندكت السّادس عشر، الّذي قدّم صورة جميلة عن الكنيسة من خلال صلاته وكتاباته اللّاهوتيّة الرّزينة بوضوحها وعمقها، وكانت الذّروة بشجاعته في تقديم الاستقالة عندما شعر بعدم تمكّنه من مواصلة مسؤوليّاته.

عرفتُ البابا بندكت كدارس بروما وكنت أشاهده يتنزّه على تلّ جانيكولو مع سيّدة أعتقد كانت أخته وهو يتلو صلاة الورديّة، فتأثّرت به وأخذت أصلّي المسبحة.

من أجل الشّرق وكانت المبادرة منّي عندما زرته ضمن الزّيارة القانونيّة لأساقفة الكنيسة الكلدانيّة سنة 2009 فكتبتُ طلبًا بعقد سينودس للكنائس الشّرقيّة أسوة بكنائس آسيا وأفريقيا بسبب حجم الصّراعات وتنوّع التّحدّيات الّتي تهدّد وجودها. فقال لي إنّها فكرة جميلة وأعطى موافقته حالاً.. ولاحظته أثناء انعقاد السّينودس سنة 2010 بيده قلم ويسجّل بانتباه ما يراه مهمًّا في مداخلات الأساقفة. للأسف لم نستفد كثيرًا نحن الشّرقيّين من هذه الفرصة.

ألّف الكتب اللّاهوتيّة... بإيمان وقناعة وفكر ثاقب محفّزًا لنا كرعاة الكنيسة.. وما قاله في راتيسبون حول علاقة الإيمان والعقل لم يقبله المسلمون آنذاك لكنّهم عادوا إليه لأنّ الإيمان ينبغي أن يكون مقبولاً عقليًّا.. هذا موضوع حسّاس للغاية ويجب أن تعتمده كلّ الأديان…

تقديم الاستقالة... إنتخبتُ بطريركًا في 31 كانون الثّاني 2013 وعندما زرناه ولم يتمكّن من إلقاء كلمة بالمناسبة، بل عبَّر عن سروره باستقبال آباء السّينودس الكلدانيّ.. وبعد أسبوع قدّم استقالته. قرار ناضج يُظهر شجاعة الرّجل وفضيلته.. فأعطى درسًا لكلّ المسؤولين الكنسيّين والسّياسيّين في الانسحاب عندما لا يتمكّنون من أداء خدمتهم كما يجب. بالحقيقة وصيّته قبل موته كانت معبّرة ومؤثّرة جدًّا. إنّي على يقين من أنّه سوف تعلن قداسته وسوف يعلن كملفان الكنيسة. كان أمينًا لله للكنيسة والبشريّة في حياته فمن المؤكّد أنّ الرّبّ سيعطيه إكليل الحياة.

فليرقد بسلام المسيح وليشرق عليه نوره الأبديّ".

كما كانت كمة للسّفير البابويّ باللّغة الإنكليزيّة توقّف فيها عند حياة البابا الرّاحل وخدمته للكنيسة جمعاء.

وفي ختام القدّاس قدّمت التّعازي في قاعة الكاتدرائيّة.