العراق
19 تشرين الثاني 2021, 06:00

البطريرك ساكو للشّبيبة الكلدانيّة: الكنيسة متعاطفة معكم، ليس ثمّة ما يدعو إلى اليأس

تيلي لوميار/ نورسات
في كاتدرائيّة مار يوسف في بغداد تجمّع أكثر من 450 شابّ وشابّة ليشاركوا في لقاء الشّبيبة الكلدانيّة الّذي افتُتح ظهر الخميس، والّذي يستمرّ لغاية السّبت.

وللمناسبة، توجّه بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو للشّبيبة بكلمة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة:

"أودّ أن اُعبّر لكلّ واحدة وواحد منكم عن تعاطفي معكم وتفهّمي لما  تعانوهُ من صعوبات وتحدّيات، لكن ليس هناك ما يدعو لليأس. الرّبّ يدعوكم لتكونوا كنيسة حيّة وقويّة، كنيسة حاملة لكلمته ومحبّته وخلاصه.

إنّنا ككنيسة محلّيّة حاولنا عدّة مرّات أن نُنظِّم لقاءات للشّبيبة، لكنّنا لم نتمكّن بسبب الظّروف السّياسيّة والأمنيّة وتهجير مؤمنينا من الموصل وبلدات سهل نينوى، وأعقب ذلك تفشّي جائحة كورونا وتَبِعاتها، ومع ذلك فكنيستنا تفتخر باشتراك بعض شبابنا في الأيّام العالميّة للشّبيبة الّتي كان يُحتفل بها في السّنوات الماضية وتوقّفت بسبب جائحة كورونا.

اليوم، وبالرّغم من كلّ شيء تمكّنّا من عقد هذا اللّقاء، فشكرًا للمنظّمين، وشكرًا لكم على مشاركتكم. كلّي رجاء بلقاءات أخرى أكثر عددًا و أطول مدّة.

أنتم حاضر الكنيسة ومستقبلها.

الشبيبة هي حاضر الكنيسة ومستقبلها، هذه الكنيسة الحيّة كما قال البابا فرنسيس في القدّاس الّذي احتفل به بتاريخ 7 آذار 2021، أنتم فيها كلّ من موقعه رسول يقدّم شهادة مؤثِّرة عن إيمانه، ويساهم في حيويّة الكنيسة وحضورها.

الشّباب في الكنيسة ليسوا ديكورًا، بل هم أشخاص لهم كرامتهم ومواهبهم وفكرهم ودورهم في الكنيسة. لنتذكّر كلام مار بولس: "فاعتبروا أيُّها الإخوة دعوتكم" (1 قورنثية 1/ 26). والبعض من زملائكم استشهدوا وفاءً لإيمانهم، وهم موضوع اعتزازنا.

هدف اللّقاء

هدفنا في هذا اللّقاء أن تبلور الشّبيبة الكلدانيّة دورها المسيحيّ والكنسيّ لإبراز هويّتها المسيحيّة وتمسّكها بجذورها وإرثها الكلدانيّ الأصيل، ولغتها، إلى جانب هويّتها الوطنيّة العراقيّة ولعب دورها الإيجابيّ لنهضة البلد. الأنظار موجَّهة إليكم.

أعرف أنّ هناك صعوبات ومعانات وتحدّيات، لكن علينا أن نتقدّم بحكمة لأنّ المشاكل تحمل معنى مهمًّا وأنّ الآلام تولِّد الآمال. أمام تناقص عددنا علينا التّكاتف والوحدة فالحضور المؤثّر غير مرتبط بالعدد بل بالكفاءة والنّوعيّة. وهنا أشير إلى أهمّيّة اكتشاف دعوات رهبانيّة وكهنوتيّة من بينكم.

أعرف مشكلة الخرّيجين والعاطلين عن العمل بالرّغم من صدور قرار حكوميّ يقضي بتعويض وظائف المسيحيّين المتقاعدين أو التّاركين وظائفهم بمسيحيّين آخرين حصرًا، لكن من المحزن أنّ القرار بقي حبرًا على ورق بسبب المحاصصة واستحواذ الأحزاب والميليشيّات على هذه الوظائف. لكن لا ينبغي ان نييأس ونتراجع، سوف نحاول أن نسترجع  حقوقنا وندافع عن وطنيّتنا كاملة.

ما أطلبه منكم هو:

• ضرورة أن تكتسبوا تنشئة مسيحيّة سليمة ومستدامة، وتثقّفوا أنفسكم بمعرفة لاهوتيّة رصينة تدعم شراكتكم في حياة الكنيسة.

• أسألكم أن تفكّروا هذه الأيّام كيف تتمنّون أن تكون كنيستكم وما هي الأدوار الّتي تستطيعون أن تلعبوها لتساهموا في حيويّتها وحضورها، خصوصًا ونحن مقبولون على سينودس من أجل المجمعيّة- السّينوداليّة عام 2023، اكتبوا ذلك لندرسها معًا.

• ضرورة الإلمام بالثّقافة العامّة والمجتمعيّة الّتي تساعدكم للعمل مع الشّباب الآخرين خصوصًا المسلمين عبر الحوار من أجل ترسيخ مبادئ الأخوّة والتّنوّع والعيش المشترك وتعزيز السّلام والاستقرار وبناء مجتمع مدنيّ سليم، يعيش فيه كلّ إنسان بحرّيّة وكرامة كما أكّد البابا فرنسيس أثناء زيارته التّاريخيّة للعراق من 5-8 آذار.

في الواقع، يبدو أنّ السّير معًا شرط ضروريّ لمساندة بعضنا بعضًا، ولتخطّي الصّعوبات. نحن مسيحيّين نكوِّن كنيسة واحدة في الجوهر والمتنوّعة في البُنى والتّعبير، و نحن إخوة في العائلة البشريّة ومواطنون في بلدنا الّذي هو بيتنا المشترك.

في الختام، أتمنّى لكم وقتًا مثمرًا ومفرحًا مع بعضكم البعض وبمرافقة مرشديكم."