أخبارنا
04 حزيران 2017, 17:44

البطريرك يوحنا: متجذرون بأرضنا ومتمسكون بمبادئ العيش المشترك والانفتاح

ترأس بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي القداس الاحتفالي بعيد العنصرة في كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي، بمعاونة المطارنة بولس صليبا، سلوان موسى، اغناطيوس الحوشي، جوزيف زحلاوي، غطاس هزيم، وكيل حماه الاسقف نقولا بعلبكي، الاساقفة نقولا اوزون، قيص صادق والوكيل البطريركي الاسقف افرام معلولي، رئيس دير مار الياس الشويا الاسقف قسطنطين كيال ولفيف من الكهنة والشمامسة، بحضور وزير الدفاع الوطني يعقوب صراف، السفير الروسي الكسندر زاسبيكين، النائب غسان مخيبر، النائب في البرلمان اليوناني اندراوس ميخايلزيس، النائب في البرلمان البلغاري فاسيل انطونوف، اعضاء من الجمعية البرلمانية الارثوذكسية، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم ونائبه الدكتور ميشال نجار وعمداء، مدير ثانوية البلمند عطية موسى، رئيسة الصليب الاحمر في الكورة دورا حيدر، الاسرة البلمندية وحشد من المؤمنين.

وبعد القداس القى البطريرك عظة قال فيها: "في يوم العنصرة، حيث يحل الروح القدس، نرنم ونقول بان نعمة الروح القدس قد جمعتنا، وهذا ما اراه اليوم. اذ ان نعمة الروح القدس جمعتنا من كل اقطار المسكونة. وهذا القداس الالهي قداس بولي ارثوذكسية، يشارك فيه الى ابنائنا الانطاكيين اشقاء للكنيسة من الكنائس الروسية واليونانية والبلغارية وغيرهم، الى جانب من ذكرناهم امام المذبح الالهي الاخوة المطارنة والاساقفة، من كافة انحاء الكرسي الانطاكي المنتشر في العالم، الذين انضموا الينا، للمشاركة باعمال المجمع المقدس، بحيث تنطلق اعماله يوم الثلاثاء المقبل، ونحن نرحب بهم وبكم جميعا".

أضاف مستذكرا احدى تراتيل القيامة "يا انطاكيا استنيري، وانظري ها هم اولادك قد تواردوا اليك من الشمال والجنوب والشرق والغرب كومضات نور من الله": "ان كنيسة انطاكيا متواجدة بكل انحاء العالم، في الوطن وبلاد الانتشار، ابناؤنا ورعايانا وكهنتنا واساقفتنا جميعهم ينضون تحت لواء الكنيسة الانطاكية المقدسة. وقوة انطاكيا تكمن في ان جميع ابنائها المنتشرين في العالم ينتمون الى هذه الكنيسة التي دعي فيها التلاميذ مسيحيين".

ودعا الوفود من ابناء الكنيسة الانطاكية القادمين من اميركا واستراليا بمناسبة وجود الاشقاء من الكنائس اليونانية والروسية والبلغارية، الى "ان يحملوا بقلوبهم، حين يعودون من حيث اتوا، هذه الرسالة باننا ها نحن موجودون في هذه الديار، ولن يجتثنا منها احد. رغم كل ما يتكلمون عنه من هجرة المسيحيين والنزوح المسيحي، وهو يحدث، الا اننا بنعمة الله نقول بان وجه المسيح لن يغيب عن هذا الشرق".

وأكد "اننا نواجه اياما صعبة جراء ما يعصف بالمنطقة، الا اننا كأبناء لهذه الديار، مع سائر اطياف المجتمع في بلادنا، متمسكون ومتجذرون بهذه الارض، متمسكون بمبادئنا التي لا نحيد عنها ومنها العيش المشترك، المحبة، الانفتاح على الاخر. نحن طلاب سلام، لا كما يصوروننا اننا شعب يحب القتل والخطف والضرب، نحن اشخاص بناة سلام، غايتنا الاساسية السلام ورسالتنا نشر السلام".

وجدد الدعوة الى "إيقاف هذه الحروب"، وقال: "نحن نريد ان نعيش باستقرار وامان. اضطر البعض من ابناء الكنيسة الانطاكية الرسولية القديمة ان يتركوا بيوتهم وبلداتهم واهلهم وشجر زيتونهم ويسافروا ويهاجروا الى الاميركيتين كما الى اوروبا واستراليا، طلبا للقمة العيش اولا، ولكنهم ونحن نعرفهم جيدا فان قلوبهم وافكارهم معنا. بيوتهم هنا وارضهم وكنيستهم متجذرة في هذا الشرق. وهم رسل لها ولانطاكيا حيثما حلوا ووجدوا ولهذا نحن معا. ولا شيء يفصلنا عن محبة يسوع، باي بقعة من العالم نكون، فنكون بالايمان والانتماء عائلة واحدة، نعبر عنها اليوم لاننا كنيسة واحدة وعائلة واحدة، ننتمي الى امنا الكنيسة الانطاكية، واننا مع اعضاء المجمع والمطارنة والاباء ومجالس الرعايا، في كنائسنا في الوطن وبلاد الانتشار على تواصل، سنبقى عليه وسنزيده ونقويه، لان ليس امامنا وخاصة في هذه الظروف التي تعصف بالعالم كله الا ان نضع ايدينا بايدي بعض".

وقال: "ان وجود اخوة لنا اليوم من كنائس روسيا واليونان وبلغاريا يؤكد اننا نحن ككنيسة ارثوذكسية ننتمي الى عائلة واحدة وكنيسة واحدة. وان كل كنيسة هي الى جانب الكنيسة الاخرى، وكل منها يتقوى بالاخر، وكل منها الى جانب قضايا الكنيسة الاخرى. نرجو ان يقوينا الرب، وان يجعل قلوبنا شعلة سلام، نعمة ربنا يسوع المسيح الذي هو بركة وسلام لكل العالم، تكون مع الجميع، لاسيما اننا نرى ما يحدث في العالم، من شراء للاسلحة وبيع لها، للدمار والقتل والخطف وغير ذلك، لكننا نحن وسط كل هذه العتمات نبقى ابناء الفرح وابناء السلام".

أضاف: "اخوانا المخطوفان مطرانا حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، هما في قلوبنا دوما. ونتمنى من اخوتنا في الكنائس الروسية واليونانية والبلغارية وكل من يستطيع ان يساعد في هذه القضية ان يساعد بعودة رجلي المحبة والسلام والخدمة سالمين".

وتابع: "العنصرة هي لدى حلول الروح على التلاميذ، فالروح القدس يحل عليكم، وهو يهب حيثما يشاء، وهو يفتح جميع الابواب، ولا يبقى من باب مغلق، مهما كان موصدا من الايادي الظالمة في هذا الدهر. شكرا للرب الذي اعطانا ان نجتمع في هذه الكنيسة المقدسة، وارجو ان نكون رسالة الى كل العالم، اننا سنبقى هنا لا يفرقنا شيء، اننا يد واحدة، واننا ككنائس ارثوذكسية الى جانب بعضنا البعض ونتحمل الام بعضنا البعض، وفرح الواحد منا هو فرح للاخر، كما ان الم الواحد منا هو الم للاخر".

وختم لافتا الى ان "دورة المجمع الانطاكي المقدس تنعقد الثلاثاء المقبل حيث يجتمع الاباء في الدير ويتدارسون قضايا الشعب والكنيسة، اذ ان الكنيسة هي شعب الله، ونحن مؤتمنون على هذه الوديعة، ووديعة الايمان. لذلك نجتمع لنفكر سويا، ونتدارس معا قضايانا، ويشعر الواحد منا ان اخاه الى جانبه، ونعبر عن هذه الوحدة التي هي قوة الكنيسة الانطاكية".

ثم، استقبل المؤمنين في صالون الكنيسة.