البطريرك يوحنا من صحنايا: " لا شيء يجعلنا نركع تحت المصيبة ونواجه الظلم بقوة الايمان وبالمحبة التي تعضدنا"
شاركه في الخدمة كل من الأساقفة لوقا الخوري، نقولا بعلبكي، افرام معلولي وكهنة وشمامسة بحضور فاعليات رسميّة من مسيحيين ومسلمين ومؤمنين غصّت بهم أروقة الكنيسة.
وبعد الأنجيل المقدّس، ألقى البطريرك يوحنا عظة قال فيها:" ان من يدعي الايمان الحقيقيّ عليه ان يقوم بالأعمال الصالحة والحسنة لأن الايمان ليس مجرد إيماناً نظرياً، أنّما الغيمان الحقيقيّ هو الّذي يتغلغل في داخل الأنسان وفي عقله وذهنه وقلبه وكيانه وفي كل عضو من أعضاء الجسد".
وأضاف غبطته، عندما نتكلم عن المحبة شيء وأنّ يكون الانسان محباً شيئاً آخر، مؤكداً أنّ الناس باتت بحاجة لكي ترى المحبة والوداعة والافعال الحقيقية بعيداً عن الامور الطنّانة والمناظرات.
وعن شعوره لوجوده بين رعية وأبناء صحنايا عبّر غبطته عن سروره وفرحه العميق الذي لا يوصف مستذكراً عبارة لمار الياس" حي هو البيت الذي انا واقف امامه"، معتبراً ان هذه العبارة تلخص كل ايمان ومحبة وفرح مشيراً الى ان أبناء صحنايا من مسيحيين ومسلمين قد حافظوا على غصالتهم ومحبتهم وقيمهم ونقلوا هذه الإصالة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم الى أبنائهم واطفالهم مثنياً على انسانيتهم التي ترجموها من خلال استقبالهم لاخوتهم الذين وفدوا الى صحنايا بسبب الظروف القاسية مشرعين لهم ابواب المحبة والرحمة ومد يد العون.
وتابع البطريرك يوحنا ان وجودنا مع بعضنا البعض مسيحيين ومسلمين يؤكد على ثوابتنا الوطنية وتشبثنا بأرضنا وديارنا وتمسكنا بكنائسنا ومساجدنا وعائلاتنا مؤكدا ان ما من شيء يجعلنا نركع تحت وطأة المصيبة أنّما نواجه الظلم بقوة الايمان وبالمحبة التي تعضدنا انطلاقا من ان هذه الأرض، ارض سوريا هي أرضنا وهي مهد الديانات وسطرت الثقافة الى العالم وبالتالي فأن الاعمال الإجرامية والإرهابية التي تفتك بمجتمعنا وبوطننا هي اعمال غريبة عن شعبنا ومجتمعنا سائلا الرب ان يزرع السلام في ربوع سوريا.
هذا ولم يغب عن بال غبطته من ان يستذكر الشهداء والأمهات الثكالى والمعذبين وسائر المخطوفين وعلى رأسهم مطراني حلب يولس ويوحنا رافعاً الصوت عالياً ومخاطباً المجتمع الدولي قائلا:" اننا رسل سلام وابناء المسرة فنحن لا نعرف القتل والتفجير نريد ان نعيش بهناء وسلام وهذا السلام لا يتحقق باصوات الرصاص والمدافع والقتل انما بالحل السلميّ السياسي".