لبنان
19 حزيران 2024, 11:40

البطريرك يونان للشبيبة: "إفتخروا بإيمانكم، إيمان آبائكم وأجدادكم"

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكيّ، بالقدّاس الإلهيّ يوم الثلاثاء 18 حزيران ٢٠٢٤، في إرساليّة مار يوحنّا المعمدان السريانيّة الكاثوليكيّة في مدينة مرسيليا – فرنسا. عاونه فيه لفيف من مطارنة الكنيسة وكهنتها كما شارك أيضًا الأب Pierre كاهن الرعيّة اللاتينيّة وبعضٌ من الآباء الكهنة ممثّلي الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة الشقيقية. خدم القدّاس شمامسة الإرساليّة وأعضاء الجوقة، نقلًا عن موقع البطريركيّة السريانيّة الكاثوليكيّة الرسميّ.

 

أعرب البطريرك عن فرحه بزيارته الأبويّة والراعويّة إرساليّةَ مار يوحنّا المعمدان السريانيّة الكاثوليكيّة الصغيرة بعددها والكبيرة بإيمان أعضائها، خصوصًا "بعد مضيّ ما يقرب من تسع سنوات (على اللقاء الأخير)، لكي نشترك في تمجيد الربّ معًا".  

أردف البطريرك قائلًا: "نتذكّر المأساة المريعة التي حدثت في أيلول/سبتمبر المنصرم في بغديدا - قره قوش، وذهب ضحيّتها العديد من الأبناء والبنات. نصلّي إلى الربّ أن يقوّينا ويملأنا عزاءً ورجاءً، لأنّنا نعلم أنّ حياتنا على هذه الأرض ما هي إلّا مرور إلى سعادة السماء".

أشار البطريرك إلى دعوة يسوع لنا في الإنجيل لنثبت فيه كما تثبت الأغصان في الكرمة، وإلى رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية التي تدعو إلى الاهتمام  بأمور الروح، لأنّ الأمور المادّيّة فانية، ومهما جرّبتنا ورسمت لنا التسهيلات والإغراءات، فهي تبقى زائلة. وقال: "من ثمار الروح، أن نحبّ ونسالم بعضنا بعضًا، وأن نعيش الوداعة مع بعضنا البعض، وهكذا نكون شهودًا للربّ يسوع، لأنّ المسيحيّ يتميّز بالمحبّة. باستطاعة البعض أن ينجح بالعلوم والتدبير والتجارة وسواها، لكنّ الجميع يستطيعون أن ينجحوا بالمحبّة، والمحبّة هي التي تُميِّز المؤمن بالربّ يسوع".

ونبّه البطريرك يونان المؤمنين بالقول: "لا ننغرّ بروح هذا العالم الذي نعيش فيه، خصوصًا ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعيّ، الأمور التي تغرّنا، وتغرّ على نحوٍ خاصّ الشبّان والشابّات، فننسى جوهر علاقتنا مع الربّ. ولا ننخدع فنقول إنّنا عشنا في بيئة مغلقة وصرنا اليوم منفتحين على أمور الدنيا التي لم نكن نعرفها قبلًا، فنغفل عن المهمّ والجوهريّ في حياتنا، ألا وهو علاقتنا مع يسوع. علينا أن نكون فخورين بما تسلّمناه من آبائنا وأجدادنا الذين ضحّوا بكلّ شيء كي يحافظوا على إيمانهم المسيحيّ حتّى سفك الدم".

أشار البطريرك إلى أنْ "في 18 حزيران/يونيو من كلّ عام، تحتفل الكنيسة الجامعة بعيد مار أفرام السريانيّ الذي أصبح ملفانًا أي معلّمًا في الكنيسة الجامعة، كما أعلنه البابا بنديكتوس الخامس عشر عام 1920، نحن ندعوه كنّارة الروح القدس. وعرفانًا بفضله وتشفُّعًا به، نصبنا له تمثالًا أمام مدخل الجامعة اللاتيرانيّة في روما بمناسبة الذكرى المئويّة على إعلانه ملفانًا للكنيسة الجامعة".

في الختام، توجّه البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان بالشكر إلى الحضور ومن ثمّ بالكلام إلى الشبّان والشابّات قائلًا: "أعزّاءنا الشبّان والشابّات، كونوا فخورين بالربّ يسوع المصلوب والقائم من بين الأموات من أجلكم، فهو يبقى لنا جميعًا كلّ حين الربّ والمخلّص. كونوا فخورين، بإيمانكم، إيمان آبائكم وأجدادكم، اعملوا دائمًا على المحافظة على إيمانكم المسيحيّ وعلى تراثكم السريانيّ الأصيل، العريق الذي يعود إلى آلاف السنين، وهكذا تكونون شهودًا حقيقيّين للربّ يسوع المسيح بين أصدقائكم في المجتمع حيث تعيشون".