العراق
30 كانون الأول 2018, 13:00

البطريرك يونان يزور العراق، والتّفاصيل؟

زار بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار اغناطيوس يوسف الثّالث يونان، صباح أمس السّبت مدرسةَ مار يوسف الابتدائيّة الحديثة المختلطة للسّريان الكاثوليك في قره قوش، سهل نينوى، العراق؛ بحسب "عشتار".

كان في استقبال البطريرك الأب عمّار ياكو المشرف على المدرسة، وبعض المسؤولين في الهيئة الإداريّة.  

وقام يونان بجولة على بعض الأقسام والصّفوف في المدرسة وأثنى على همّة المسؤولين عن المدرسة، مبديًا سروره وارتياحه للدّور التّربويّ الذي تؤدّيه المدرسة مثل سواها من المؤسّسات التّربوية التي "ترسّخ وجودنا في أرض الآباء والأجداد". 

ومنح البطريرك البركة الأبويّة للمدرسة، مشرفًا وإدارةً ومعلّمين وطلّابًا، متمنّياً لهم النّجاح والتّوفيق في رسالتهم السّامية لما فيه خير الكنيسة في قره قوش. 

كما قام يونان بزيارة رسوليّة أبويّة هي الثّانية لغبطته إلى الرّعيّة السّريانيّة الكاثوليكيّة في مدينة بعشيقة، سهل نينوى، العراق.

بدايةً، ألقى الخوراسقف رزق الله السّمعاني كلمةً، رحّب فيها بالبطريرك وبزيارته الرّسوليّة الأبويّة التي هي مبعث أمل ورجاء لأبناء مدينة بعشيقة الشّاهدة للمحبّة والألفة والعيش الواحد بين أبنائها على اختلاف مكوّناتهم. وكانت كلمة لكلٍّ من ممثّل الطّائفة الإيزيديّة والمسلمين في المدينة، إذ عبّر كلٌّ منهما عن مشاعر المحبّة وصلات المودّة التي تجمع بين أبناء المدينة بروح قبول الآخر والاحترام المتبادل، معربَين عن الفرح باستقبال غبطته والتّرحيب به باسم جميع المواطنين في بعشيقة، مع الدّعاء للبطريرك بكلّ خير وصحّة وعافية.

ثمّ وجّه البطريرك يونان كلمةً نوّه فيها إلى "أنّنا جئنا إلى مدينة بعشيقة، هذه المدينة المحبوبة، لكي نؤكّد لكم أنّنا قلبيًّا معكم، وأنّنا نشعر شعوركم، وسنبقى متضامنين معكم، وهذا هو وعدٌ له سبحانه وتعالى، لأنّنا كلّنا إخوة وأخوات باسمه تعالى"، شاكرًا ممثّل كلٍّ من الإيزيديّين والمسلمين في بعشيقة، على حضوره، وعلى الكلمة الترحيبيّة. 

كما أشار يونان إلى "أنّنا قبل شهر بالتّحديد كنّا مع إخوتنا البطاركة الكاثوليك، جئنا من لبنان وسوريا ومصر والقدس كي نعقد اجتماعنا في بغداد، وأتاحت لنا الفرصة للقاء فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، وتداولنا مع كلٍّ منهما الحديث عن مستقبل العراق الغالي وشعبه. إنّنا نعيش في القرن الحادي والعشرين، ونحن مدعوّون لنتابع عيش حضارة بلاد الرّافدين، حضارة ما بين النّهرين، هذه الحضارة الإنسانيّة بكلّ أبعادها، من محبّة وأخوّة واحترام الآخر مهما كان هذا الآخر كبيرًا بالعدد أو صغيرًا في المكوّنات، ونحن نفكّر ونأمل ونطالب أن يكون جميع العراقيّين والعراقيّات على قدم المساواة، وهذه هي دعوة ربّانية، لأنّنا كلّنا إخوة باسمه تعالى، وهو الخالق والمدبّر، والذي أوكل إلينا هذه الرسالة، رسالة المحبّة والأخوّة. أهنّئكم لهذه الرّوح الأخويّة التي تجمعكم في هذه المدينة المحبوبة، وأنتم مثال ليس فقط بالتّعايش، لكن بالعيش الحقيقي الأكيد، لأنّكم جميعًا مواطنون بالدّرجة نفسها، لأنّكم أعضاء متشاركون في الإنسانيّة. وأستذكر بأسى ما جرى لمدينة بعشيقة ولكلّ البلدات والقرى المجاورة والمنطقة من اقتلاع لسكّانها من جذورهم، ومن تخويف وإرهاب وقتل وسبي باسم الذين يدّعون أنهم يمثّلونه تعالى، وبشكل خاص إخواننا الإيزيديّين الذين تألّموا وعانوا الكثير مثل المسيحيّين والآخرين، لاسيّما ما عاناه الإيزيديّون في جبل سنجار، والإيزيديّات اللّواتي كنّ رهائن وسُبينَ وقُتِلنَ. وفي الوقت ذاته، ونحن نعيش هذه الذّكريات المريرة، نهنّئ هذه الطّائفة لما قامت به من سُبُل الحوار البنّاء والدّفاع عن الحقوق. وأوجّه التّهنئة أيضًا للّسيّدة الإيزيدية ناديا مراد التي حازت على جائزة نوبل للسّلام، وهكذا مثّلت طائفتها ومثّلت الشّعب العراقيّ وآماله وطموحه في مستقبل باهر. وأخيرًا أطلب من الله أن يحفظكم دومًا في هذه الرّوح الطيّبة، وفي الصّراحة البنّاءة والانفتاح الأخويّ، لأنّنا جميعنا سنُحاسَب، ليس على لوننا ولا لغتنا ولا طائفتنا ولا ديننا ولا قوميّتنا، بل سنُحاسَب أمامه تعالى على أعمالنا الصّالحة."

وبعد أن أدّى البطريرك صلاة الشّكر، ورنّم الكهنة والشّمامسة والجوق باقةً من التّرانيم الميلاديّة. 

كما زار يونان كنيسة مارت شموني للسّريان الأرثوذكس، في مدينة بعشيقة، سهل نينوى، العراق.  وأدّى البطريرك صلاة الشّكر، ثمّ وجّه تحيّة المحبّة الأخوية إلى البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثّاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسّريان الأرثوذكس، وإلى مطران أبرشية دير مار متّى مار تيموثاوس موسى الشماني، مؤكّدًا الوحدة العميقة التي تجمع الكنيستين السّريانيتين الشّقيقتين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، بالإيمان والتّاريخ والشّعب واللّغة. وفي الختام، منح البطريرك يونان البركة الأبويّة للكهنة والمؤمنين من الرعيّتين السريانيتين الكاثوليكية والأرثوذكسية.

وإستقبل مطران أبرشيّة الموصل وكوردستان للسّريان الأرثوذكس، مار نيقوديموس داود شرف، البطريرك يونان في مقرّ مطرانيّة الموصل وكركوك وكوردستان للسّريان الكاثوليك، في كنيسة سلطانة السّلام، عينكاوه، اربيل، العراق. وقدّم  المطران داود التّهاني القلبيّة للبطريرك بمناسبة عيد ميلاد الرّبّ يسوع وحلول العام الجديد، متمنّيًا له دوام الصّحّة والعافية والعمر المديد والنّجاح والتّوفيق في كلّ ما يقوم به من أعمال جليلة في رعاية الكنيسة المقدّسة والشّعب المؤمن. كما هنّأ البطريرك بنجاح زيارته الرّاعويّة إلى أبرشيّة الموصل وكركوك وكوردستان، متمنّيًا له عودة سالمة إلى مقرّ كرسيه البطريركيّ في بيروت.

وبدوره، شكر البطريرك يونان المطران مار نيقوديموس داود شرف على محبّته ومشاعره الطّيّبة، مبادلاً إيّاه التّهاني بعيد الميلاد المجيد وبحلول العام الجديد، داعيًا له بالصّحّة والعافية، ولأبرشيّته، إكليروسًا ومؤمنين، بالنّجاح والازدهار. كما دارت أحاديث مختلفة تناولت محطّات زيارة غبطته، والوضع العامّ في العراق، والحضور المسيحيّ فيه.