متفرّقات
29 آب 2022, 05:15

البلمند أطلقت المشروع الصحي البيئي "تعزيز الابتكار البحثي ودعم المجتمع"

الوكالة الوطنيّة للإعلام
نظّمت كلية الصحة العامة وعلومها في جامعة البلمند حفل إطلاق مشروع البحوث الصحية البيئية تحت عنوان "تعزيز الابتكار البحثي ودعم المجتمع"، من خلال مركز GeoHealth لتغير المناخ والصحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نهار الخميس 25 آب 2022 في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر في أوديتوريوم أبي اللمع - حرم جامعة البلمند في الدكوانة.

تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز نقاط القوة في كلية الصحة العامة، وتزويد أعضاء هيئة التدريس والطلاب بفرص بحثية ونقل المعرفة العلمية وتحسين صحة ورفاهية المجتمع من خلال البحوث والنهوج المبتكرة.
هاير 
إستهلت الحفل الدكتورة هدى أبو سعد هاير، عميدة كلية الصحة العامة وعلومها في جامعة البلمند، بكلمة شددت فيها على هدف الجامعة في "الإرتقاء بكلية الصحة إلى المستوى العالمي، عبر تحويل وتحسين التعليم والرعاية الصحّية والإستجابة الدائمة لإحتياجات السكان". 
وأعربت الدكتورة هاير عن "إلتزامها بالحفاظ على تبادل المعرفة لاسيما بعد فترة إنتهاء تمويل المعاهد الوطنية للصحة". 
وأضافت: "لدينا البنية التحتية المطلوبة، ونحن نتطلع إلى التعاون الدولي لإطلاق GeoHealth Hub  بأفضل طريقة ممكنة"، معلنة "إن رؤيتي لإنشاء مراكز امتياز في مختلف المجالات، وهذا المشروع التعاوني، قد مهدا الطريق لإنشاء هذه المراكز في مجال الصحة البيئية. ونحن على يقين أن المزيد من المشاريع ستتحقق".
الدليمي 
وفي مداخلته، تحدث الدكتور وائل الدليمي من جامعة كاليفورنيا سان دييغو، عن تأثير التغير المناخي على الصحة من خلال الإرتفاع الزائد في الحرارة، التي قد تمتد لأيام، والنقص الكبير في المياه. وقد سلّط الضوء على الهدف الأساسي للمشروع وهو مساعدة المنطقة بطريقة علمية ودعم المؤسسات للأفراد العاملين فيها، لافتا "أن المشروع قد نافس سبع مشاريع مشابهة وحظي بدعم المنظمات الدولية".
مراد 
أما الدكتورة ميريام مراد، مديرة المشروع، فقد أوضحت بدورها أن الهدف من GeoHealth Hub هو معالجة آثار تغير المناخ على الصحّة والبيئة، تحديد مجالات التنمية، بناء القدرات، وتدريب موظفي التعليم العالي في لبنان والأردن والمغرب على تقنيات نمذجة تلوث الهواء وجودة المياه وطرق علم الأوبئة البيئية المتقدمة. 
وأكدت مراد "أن لهذا المشروع إمكانات تحويلية كبيرة للمنطقة لأنه "بغض النظر عن المتغيرات والفروق الدقيقة، فإن معظم البلدان في المنطقة تعاني من مشاكل بيئية مماثلة يمكن إرجاعها جميعها إلى نفس السبب الجذري: سياسات الصحة البيئية المحدودة وغير الفعالة".
وأضافت "يعتمد تطوير استراتيجيات الصحة البيئية على إنتاج أبحاث عالية الجودة وأدلة موثوقة لتوجيه الاستراتيجيات المذكورة وإعلامها. كما تلعب مؤسسات التعليم العالي في إقليم شرق المتوسط دورا كبيرا في العمل المناخي، وذلك في تحسين الجودة وزيادة حجم أبحاث المناخ والصحة البيئية وبناء قدرات موظفيها لزيادة عدد الخبراء في مجال".
ابي طايع 
بدوره، عرض الدكتور جورج ابي طايع، من مستشفى اوتيل ديو، نتائج البحث الذي يجري مع كلية الصحة في جامعة البلمند عن التعرض البيئي للرضع اللبنانيين وكيفية تأثيره التلوث على صحة الجنين والطفل لاحقا.
وراق 
أما الدكتور الياس وراق، رئيس جامعة البلمند، فقد شدد على الهدف الأساسي لهذه الأبحاث ألا وهو الإضاءة على أهمية الحفاظ على بيئة سليمة"، مشددا "لا عقل يسلم ولا جسم يبرأ إذا ما كنا نعيش في بيئة ملوثة الهواء، فنتنشقه سموما ونفرزه أمراضا، وملوثة الماء فنشرب داء ونأكل ما لا يؤكل، لننتهي بعلل وأمراضٍ لا تحصى. فقد آن الأوان لندرك جميعا أن أخطر ما في الطبيعة هو جهل الإنسان فهو يعبث بالبيئة ليرضي جشعه، متجاهلا خطورة ما يفعل، وجاهلا لما قد ينتج عن سلوكه".
أضاف : "إن هذه الأبحاث التي نطلقها رسميا اليوم إنما تتم برعاية من مؤسسات ومنظمات دولية، من NIH، USAID، WHO وبالتعاون مع أهم الجامعات العالمية مثل University of California San Diego، Harvard، Berkeley."
عفيف 
أما ممثل وزير البيئة الدكتور شربل عفيف فقال:"لي شرف تمثيل معالي وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين في هذا الاحتفال المهم والقريب من قلبنا كبيئيين اذ أن الصحة والبيئة تتلازمان ولا يمكن أن يفرق بينهما إنسان" .
وأشار إلى أن "كلفة التدهور البيئي في لبنان لسنة 2018 بلغت 2,35 مليار دولار وهي تضم بطبيعة الحال التأثير على الصحة، أي ما ساوى حوإلي4,4 بالمئة من الناتج المحلي في ذلك الوقت، ما يدعو إلى خفض هذه الكلفة وبطريقة علمية وشاملة". 
أضاف: "كانت مقاربتنا في هذه المرحلة ترتكز على ثلاث نقاط: 
النقطة الأولى: وضع العلم والعلوم في وسط السياسات البيئية واتخاذ القرارات بناء عليها،  فالعلوم ثابتة تتيح لنا تقييم الأوضاع وتأثيرها على الصحة والاقتصاد على المدى القريب والبعيد.  فقد بنينا عليها قراراتنا المتعلقة بوضع الإهراءات والانبعاثات الناتجة عن النار المشتعلة والانهيارات التي حصلت والارشادات التي نشرناها بالتعاون مع وزارة الصحة وتحركاتنا الميدانية، كما في كل الملفات التي نعالجها.  فدور الأكاديميين والجامعات محوريّ في هذه النقطة.
النقطة الثانية: إستخدام هذه العلوم لوضع التشريعات والقرارات والقوانين والاطر المتعلقة بالبيئة للتخفيف من تأثير التلوث على الصحة والمخيط قدر الإمكان. فعلى سبيل المثال قمنا بتحديث القرار 8/1 المنشور عام 2001 والمتعلق بالقيم الحدية للانبعاثات الغازية للمصادر الثابتة من مصانع ومعامل كهرباء ومولدات بالقرار  16/1 الذي نشر في شباط 2022 لتصبح موازية للقيم الحدية العالمية . وقد تطلب هذا العمل وقتا طويلا لما له من تداعيات صحية واقتصادية عدة. كما هناك عدة قرارات هي في طور التحضير متعلقة بالمياه المبتذلة وجودة الهواء والنفايات الصلبة.
أما النقطة الثالثة فهي تطبيق القانون وهي إحدى أهم النقاط. فموازنة  البيئة لا تتخطى الـ 0,3 بالمئة من موازنة الدولة مما لا يسمح لها التواجد الدائم لمراقبة وتحديد جميع التحديات والمخالفات. هنا يأتي دور البلديات حسب القانون لتكون اليد التنفيذية والعين الساهرة على تطبيق القانون المتعلق أيضًا بالبيئة من مولدات ومكبات عشوائية للنفايات الصلبة ومجاري المياه والنهر. لكن لكي تتمكن البلديات من لعب دورها، لا بد من اعطائها المستلزمات، ومنها المالية، وهو ما نحن نعمل لاقراره، فيكون دور الوزارة بتحديد السياسات والاطر والقوانين كما الدعم التقني للبلديات". 
وختم غفيف: "إنّ البيئة والصحة لا تصحان إلا سويا، ملوثات الهواء تترسب أيضًا على التربة وتكمل طريقها مع ملوثات النفايات الصلبة والمبيدات إلى المياه الجوفية والعشب الذي تتغذى منه الحيوانات ومن ثم نأتي نحن لنتنشق الهواء ونشرب المياه ونأكل الطعام. فلا يمكن التكلم عن بيئة دون الصحة والصحة دون البيئة".
الأبيض 
بدوره، قال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض: "إذا نظرنا إلى تغير المناخ وما كان يحدث خاصة في هذا العام، وعندما ننظر إلى ما يحدث في أوروبا على سبيل المثال حيث لدينا أنهار جفت، حيث لدينا مستويات غير مسبوقة من درجات الحرارة المرتفعة، والتأثير على السكان، وكذلك إلقاء نظرة على بعض الدراسات التي تأتي من منطقتنا، يمكننا أن نفهم لماذا أصبح هذا مصدر قلق كبير. وعلى الرغم من ذلك فإننا نرى للأسف أن النقاش المطلوب حول تلك الموضوعات لم يصل إلى المستوى المطلوب، وهذه القضايا لا تعطى الأهمية التي تتطلبها".
أضاف: "لذلك أعتقد أننا جميعا متفقون، كلنا الحاضرين هنا على أن القضية المطروحة، وتغير المناخ، والبيئة، والتأثير على الصحة مهمة للغاية. ومع ذلك، فإن ما يجمعنا هنا اليوم، في رأيي، هو شيء أكثر أهمية من ذلك. أعتقد أننا جميعا متفقون على أن لبنان مر في السنوات القليلة الماضية بظروف صعبة للغاية وقد قادنا ذلك إلى وضعنا الحالي، وأعتقد أن المطلوب في وضعنا الحالي أكثر من أي شيء آخر هو الأمل للسكان التي بقيت في لبنان. أعتقد أن هذا هو المكان الذي أود أن أؤكد فيه ما هو بالنسبة لي أكبر أهمية أو أهمية وهو لجتماعنا هنا". 
وتابع: "خلال العام الماضي، كان من دواعي سروري في منصبي وأحد الامتيازات أيضًا اشتراكي مع جامعة البلمند. على مدار الشهر الماضي، شاركنا في وزارة الصحة العامة في عدة أنشطة بالشراكة مع جامعة البلمند بقيادة الرئيس وراق زميلي وصديقي العزيز، وفريق العمل في البلمند، سواء كان ذلك في استراتيجية الصحة الوطنية، سواء في الاعتماد، سواء لدعم أنشطة وزارة الصحة كما نرى على مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية أو في هذا النشاط عن البيئة أو الصحة أو في مناقشات أخرى.والمهم إن الذي وجدته في كل هذا هو أن جامعة البلمند تحتفظ بمكانة قيادية في إيجاد الأمل لنا بأن هناك مستقبلا لهذا البلد، وأننا عنصر تغيير، وأن جامعاتنا يمكن أن تكون جزءا من الشراكة مع جامعات معروفة دوليا مثل جامعة "هارفرد" وجامعة "كاليفورنيا" وبيركلي وغيرها".
وختم: "أعتقد أن هذه الرسالة هي ما يؤكد جوهر السؤال حول البيئة، هل يمكننا أن نحصل على مستقبل أفضل، وأعتقد أن الاستنتاج الذي يمكننا أخذه للوطن من هذا الاجتماع هو أنه مع مثل هذه الجامعات المعروفة لدينا في البلاد، أنه مع القادة الموجودين على رأس هذه المؤسسات يمكننا بالفعل الحصول على مستقبل أفضل".