لبنان
18 نيسان 2017, 12:28

البلمند في تظاهرة روحيّة بالمواسم الفصحيّة لا مثيل لها

في إطلالة هي الأولى له عبر شاشة تيلي لوميار ونورسات، في إطلالة امتازت بالعفويّة والتّواضع المستمدّة من تعاليم الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة ومن سيرة ومسار الأب الرّوحيّ البطريرك يوحنّا العاشر.. إطلالة زيّنها رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ الأرشمندريت رومانوس الحناة بكلمات ملؤها الصّراحة والشّفافيّة من عمق التّلّة البلمنديّة ومعقل الأرثوذكسيّة.

 

استهلّ الأرشمندريت رومانوس الحناة حديثه بشكر البطريرك يوحنّا على ثقته بشخصه غير المستحقّ وتعيينه رئيسًا لدير سيّدة البلمند  البطريركيّ الّذي يرقى إلى 1000 عام.

وتابع، لقد ترك الآباء الّذين تعاقبوا على رئاسة الدّير وإدارته بصمات كبيرة لما للدّير من دور حضاريّ رئيس ولما يشكّل من إشعاع روحيّ للكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة.

وأضاف الأرشمندريت رومانوس، يجب أن ينصبّ عملنا بالدّرجة الأولى على تثبيت دور الدّير حضاريًّا واجتماعيًّا ما يساعد على تثبيت الأهالي في أرضهم ومناطقهم وتكثيف الأنشطة الرّوحيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة بطريقة منظّمة وممنهجة تخدم المؤمنين، وهذا ما سنسعى إليه بحسب مخطّط عملنا الرّوحيّ الّذي سنترجمه من خلال الأنشطة والتّربية الكنسيّة والموسيقى البيزنطيّة والنّشاطات التّربويّة الهادفة.

وعن أهمّيّة الدّير في منطقة يجمعها العيش المشترك، قال الأرشمندريت رومانوس الحناة: "إنّ الدّير يحمل اسم العذراء مريم الّتي تحتلّ مكانة عند المسيحيّين والمسلمين في آن معًا وهذه المكانة تبرز جليًّا في دير سيّدة البلمند حيث يتوافد العديد من الحجّاج والزّوّار إلى الدّير من مختلف المناطق اللّبنانيّة وسائر الدّول العربيّة والغربيّة طالبين شفاعة العذراء مريم وملتمسين بركتها وما شهده الدّير في الأيّام الفصحيّة المباركة لعام 2017 هو أشبه بتظاهرة روحيّة ضمّت جميع أطياف المجتمع اللّبنانيّ كما سجّلت مشاركة للعديد من الزّوّار الّذين وفدوا للمشاركة في الصّلوات والقداديس".

وفي ما يتعلّق بالحياة الدّيريّة أوضح الأرشمندريت رومانوس الحناة أنّ حياة الدّير في الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة ترتكز على 3 مقوّمات هي: صلاة، عمل، وقت خاصّ لحياة الرّاهب. وبما أنّ دير سيّدة البلمند البطريركيّ هو قبلة لكلّ العالم فإنّ العمل فيه يتمّ بطريقة تفيد حياة الدّير ويجمع بين مقوّماته ويلبّي متطلّبات المؤسّسات التّربويّة الّتي تحيط به "جامعة البلمند، المدرسة ومعهد اللّاهوت".

وعن الذّكرى السّنويّة الرّابعة لاختطاف مطرانيّ حلب بولس ويوحنّا والمرتقبة في الثّاني والعشرين من الجاري أكّد الأرشمندريت رومانوس أنّ هناك جملة من النّشاطات الرّوحيّة الاجتماعيّة والثّقافيّة ستعمّ الكنائس وفي أكثر من مكان وذلك على نيّة تجديد الرّجاء بعودتهما ومن بين تلك الأمكنة التّلّة البلمنديّة الّتي ترفع الصّلوات يومًا على نيّة عودتهما. واصفًا ما يجري من صمت دوليّ بحقّهما بالأمر المعيب والمؤلم بحيث لم تتّضح لغاية اليوم أيّة معلومة عنهما لكن الأمل يبقى موجودًا لعودتهما.

وعن السّؤال عن أهمّيّة عيد العنصرة أورد: يعدّ عيد العنصرة من أهمّ الأعياد في الكنيسة وتتويج للقيامة وبفضل عيد العنصرة انتشرت بشرى القيامة الخلاصيّة إلى سائر أنحاء العالم.

وعن ما يجري في سوريا والمنطقة أوضح أنّ سوريا هي الجسر الّذي ينزف ولكن لدينا الأمل والرّجاء بأنّ تلك الغمامة ستزول "هني بهدمو ونحنا منعمر" داعيًا الدّول إلى إيقاف يد الشّرّ عن سوريا لتعود كما كانت مرتعًا للأمن والأمان.

وفي الشّقّ الوطنيّ اللّبنانيّ، تمنّى أن يصل من هم في موقع السّلطة إلى إقرار قانون انتخابيّ عادل يكون على قياس الوطن ويلبّي طموحات شعبه.

ولأنّنا اقتربنا على موسم الصّيف كشف الأشمندريت رومانوس عن سلسلة نشاطات منها ما يتعلّق بإعداد دورات تعليميّة في الموسيقى البيزنطيّة والنّشاطات التّثقيفيّة الّتي تلبّي طموحات الأطفال والشّبيبة.