بيئة
19 أيلول 2022, 05:20

التعاون العالمي لحماية طبقة الأوزون يمكن أن يضمن مستقبلًا أفضل لنا جميعًا

الأمم المتّحدة
مع حلول اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون سيكون قد مر 35 عاما على بروتوكول مونتريال، المعاهدة التي وضعت حدا لواحد من أشد التهديدات التي تواجه البشرية على الإطلاق وهو استنفاد طبقة الأوزون.

وأكدت الأمم المتحدة أن استمرار مستوى التعاون الذي أدى إلى اعتماد المعاهدة ونجاحها هو فقط ما هو مطلوب لحماية الحياة على الأرض، وإنهاء أزمة المناخ وضمان مستقبل أكثر إشراقا لنا جميعا.

وأشاد برنامج الأمم المتحدة للبيئة ببروتوكول مونتريال باعتباره أنجح معاهدة بيئية على الإطلاق، وقال إن اعتماد الصك أنهى أحد أكبر التهديدات التي تواجه البشرية على الإطلاق وهو استنفاد طبقة الأوزون.

وقالت الوكالة الأممية في بيان: "تكاثفت الجهود العالمية عندما اكتشف العالم أن الغازات المستخدمة في رذاذ الأيروسول وأجهزة التبريد تتسبب في ثقب طبقة الأوزون. وظهر أن تعددية الأطراف والتعاون العالمي الفعال قد نجحا وأسفرا عن التخلص تدريجيا من هذه الغازات. وتتعافى طبقة الأوزون الآن مما يتيح مرة أخرى حماية البشرية من أشعة الشمس فوق البنفسجية".

تم تجنب كارثة

وقد أدى هذا الإجراء إلى حماية ملايين الأشخاص من سرطان الجلد وإعتام عدسة العين على مر السنين. والسماح للنظم البيئية الحيوية بالبقاء والازدهار، وأدى إلى حماية الحياة على الأرض. وأدى إلى إبطاء تغير المناخ: إذا لم يتم حظر المواد الكيميائية المستنزفة للأوزون، لكنّا في انتظار أن ترتفع درجة الحرارة العالمية بمقدار 2.5 درجة مئوية إضافية بحلول نهاية هذا القرن.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة "كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث كارثة".

في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن بروتوكول مونتريال هو قصة نجاح، ذلك أنه عندما اكتشف العلماء تهديدا نواجهه جميعا، تحرّكت الحكومات وشركاؤها.

"بروتوكول مونتريال هو مثال عملي ساطع على قدرة تعدّدية الأطراف على الإنجاز. وفي ظل المشاكل العديدة التي يواجهها العالم- من نزاعات إلى فقر متنامٍ وأوجه تفاوت متزايدة وحالة مناخية طارئة - لعلّ في ذلك تذكرة لنا بأن النجاح ممكنٌ إذا عملنا معا من أجل الصالح العام".

للبروتوكول الكثير ليقدمه

وقال السيد غوتيريش إن بروتوكول مونتريال أسهم بالفعل في التصدي لأزمة المناخ. فمن خلال حماية النباتات من الأشعة فوق البنفسجية، مما أتاح لها أن تحيا وتخزّن الكربون، جنّبنا البروتوكول ما قد يصل إلى درجة مئوية إضافية من الاحتباس الحراري.

"ويمكن للعمل الجاري في إطار البروتوكول للتخلّص تدريجيا من الغازات المتسبّبة في الاحترار المناخي ولتحسين الكفاءة في استخدام الطاقة، من خلال تعديل كيغالي الملحق بالبروتوكول، أن يفضي إلى مزيد من إبطاء وتيرة الاختلال المناخي. غير أنه لا يمكن وقف التلوث الكربوني، الذي يتسبّب في احترار عالمنا بشكل خطير، إلا بنقل تجربة بروتوكول مونتريال في التعاون والتحرّك السريع إلى سياقات أخرى. فعلينا أن نختار: إما العمل الجماعي وإما الانتحار الجماعي."

وأوضح برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن لبروتوكول مونتريال الكثير ليقدمه. بموجب تعديل كيغالي الملحق بالبروتوكول، التزمت الدول بالتخفيض التدريجي لمركبات الكربون الهيدروفلورية - وهي خطوة يمكن أن تتجنب ما يصل إلى 0.4 درجة مئوية من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بحلول نهاية القرن.

يساعد البروتوكول وتعديله العالم على اعتماد تقنية تبريد صديقة للمناخ وموفرة للطاقة.

ماذا يعني هذا بالنسبة للبشرية؟ يؤكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه مع استمرار المجتمع الدولي في حماية طبقة الأوزون، سيواصل البروتوكول حمايتنا وصون جميع أشكال الحياة على الأرض.

"وهذا يعني أيضا كوكبا أكثر برودة مع تصديق المزيد من الدول على التعديل. وهذا يعني أن المزيد من الناس سيتمكنون من الوصول إلى تقنية التبريد الضرورية هذه دون زيادة احترار الكوكب. وهذا يعني أيضا أن البروتوكول يواصل إرسال رسالة واضحة ودائمة: التعاون العالمي لحماية الحياة على الأرض هو أفضل فرصة لنا لمستقبل أكثر إشراقا للجميع"، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.