لبنان
10 تموز 2024, 08:20

"الجبّة الواسعة" عنوانٌ للمطران خضر

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة مئويّة المطران جورج خضر، أعلَنت الأمانة العامّة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة إطلاقَ ورشة عملٍ حولَ فكر المطران خضر وتأثيراته. جاءَ ذلك في لقاءٍ حاشدٍ أقامته الحركة، برعاية البطريرك يوحنّا العاشر ممثًّلًا بالمطران سلوان موسي، راعي أبرشيّة جبل لبنان، في جامعة الحكمة-فرن الشبّاك. شارك فيه المطارنة الياس عودة، أفرام كرياكوس، أنطونيوس الصوري، أنطونيوس سعد. كما شاركت شخصيّاتٌ سياسيّة، أمين عامّ مجلس كنائس الشرق الأوسط، رؤساء بلديات، قُضاة، ممثّلون عن مطارنة وجامعات وهيئات، كهنة ومدعوّون، الأمين العامّ الحالي للحركة والأمناء العامّون السابقون ورؤساء المراكز والفروع الحركيّة وأعضاء الحركة في لبنان.

 

بعد عرض العناوين العامّة لورشة العمل على شاشةٍ كُبرى، بدأ اللقاء بالنشيد الوطنيّ، تلته صلاة. ثمّ كانت كلمات لمقدّم الاحتفال، المتكلّم باسم الحركة، الأستاذ غسّان الحاج عبيد، الأديب الياس الخوري، وقد تلتها عنه بسبب ظروفه الصحّية التي حالت دون حضوره، مساعدتُه دنا ماضي، الوزير رشيد درباس، الوزير محمّد وسام المرتضى، المطران سلوان موسي. وعُرضت مقتطفات قصيرة من عظة للبطريرك يوحنّا العاشر غداة تقليده المطران خضر وسام الكرسيّ الأنطاكيّ، ومن أحاديث وعظات للمطران خضر تناولت علاقته الحيّة بالربّ، ونظرته إلى طرابلس، مدينته، والكهنوت والأسقفيّة والفقر.

إستعرضَ الأستاذ غسّان الحاج عبيد في كلمته، التاريخ الفكريّ واللاهوتيّ والثقافيّ الرحب للمطران الذي قامت عليه نهضةٌ أنطاكيّة أرثوذكسيّة وتوقّف عند مكانة الحوار لديه وإطلالاته على منابره. ورأى أنْ "بالنسبة إلى جورج خضر، كان ينبغي ليسوع الناصريّ ألّا يبقى ضمن جدران المعابد. فهو (المطران) رآه طالعًا من رحِم الفجر، من قبل كوكب الصبح، ناصبًا خيمته في الكون، ومادًّا فوق الكون بساطَ رحمته، ليغمر الخليقة بحبّه الذي سيسيل يومًا على الصليب دمًا زكيًّا"...

الأديب الياس الخوري، استعادَ محطّاتٍ من علاقته بالمطران جورج مذ كان طالبًا كاتبًا في مجلّة "الكلمة" التي كانت تصدر عن أسرة الطلّاب في الحركة، وتوقّف عند المدّ الثقافيّ في هذه العلاقة وموقع قضيّة فلسطين فيها. وأشار إلى أنّ جورج خضر حمَل، في شخصه، المحبّة والقداسة والأفكار وحبّ الحياة، وهي الأفكار التي قد تبدو متناقضة إلا أنّها تناغمت فيه، وأنَّ تأسيس خضر ورفاقه للحركة، ودوره في الكنيسة، جعل الكنيسةَ تنهض من حالها كفتى يكتشف طريقه في الحياة....واختصَر خوري رسالة المطران جورج "بأنّ الطفولة والكهولة يلتقيان في الحبّ".

أوضحَ الوزير رشيد درباس، من جهته، أنّه اختار عنوان "الجبّة الواسعة" لكلمته لا لمعناها المباشر "وإنّما لمعنى أعلى لبسَه المطران خضر وهو الكثرة في واحد". ورأى أنّ صاحب المناسبة تخطّى قرنًا عنيفًا..."وسلاحه في ذلك الهيبة والثقافة والسماحة واللغة والمحبّة"، ومُشيرًا إلى أنّ مؤسّسي حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وخضر منهم، "كانوا يزرعون في نفوس الشبيبة الايمان النقيّ وسلامة السلوك ويعلّمونهم أنَّ أعلى درجات الوطنيّة تكمن في بناء النفوس على قيَم الخير والحقّ وترويض الأجيال على التراحم الإنسانيّ." وأنهى درباس بأنّ المطران خضر...هو ذو الجبّة الواسعة التي تأوي إليها جميع الأسماء"، ولهذا، ختَم عن القائل "هذا العالم لا يكفي" بالتساؤل: أما يحقّ لنا أن نقول هذه المئة لا تكفي؟

أمّا القاضي محمد وسام المرتضى، وزير الثقافة، فرأى أنّ المطران جورج عاش، "من جوار بوّابة الحدّادين في طرابلس العتيقة، إلى بوّابات الروح المطلّةِ على مفرداتِ السماء، مِئة من ضوءٍ وكلمات من أجل الكنيسة والحقِّ والإنسان"، مشيرًا  إلى أنّ المطران خضر هو أسقف التلاقي والجراح والعربيّة. "فتَعَرُّفُهُ الأوّلُ بوجه يسوع في المؤسّسات التعليميّة الكاثوليكيّة لم يحُلْ بينه وبين تأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، أكثرِ النهضاتِ فعلًا وأوسعِها أثرًا في تاريخ أنطاكيةَ الحديث"...ورأى في خضر مَن وجَدَ وجهَ يسوع في جراح الفلسطينيّين وتشرّدِهم ودموعِهم على عتبات المنافي فوق مفاتيح البيوت"، ونطقَ بالروح، وكتب بضوءِ المحبّة، بلغةٍ عميقة الغَورِ ضاجّة بالفصاحةِ. وختمَ مُرتضى بأنّ المطران خضر كانَ ضوءًا على الكنيسة والشبيبة ولبنان وعلى الإرث المشرقيّ...

ختامًا كانت كلمة وجدانيّة للمطران سلوان موسي، فذكرَ، بدايةً، مهابةَ الموقف لحظة انتخابه خلفًا للمطران خضر، وما سادَ في لقائه الأوّل به، مباشرةً بعد انتخابه، حيث أوصاه خضر قائلًا "أعطنا المسيح الذي فيك". وأكَّد المطران سلوان، فيما خصَّ حالَ المئويّ وألقابه، أنّ المطران خضر هوَ صورة ناصعة عن محبّة المؤمن للمسيح، ولا زال هوَ من يزرع فينا الوعي وينقل لنا المسيح الذي ...لا اسم ينطق به غير اسمه.