لبنان
27 أيلول 2022, 05:00

الرّاعي اختتم أنشطة السّنويّة التّاسعة عشرة لحديقة البطاركة- الدّيمان

تيلي لوميار/ نورسات
إختتم البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي أنشطة السّنويّة التّاسعة عشرة لحديقة البطاركة، الدّيمان، الّتي تنظّمها رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث وجماعة الرّاهبات الأنطونيّات. وحضر حفل الاختتام النّائبان جورج عطالله ووليام طوق، النّائب البطريركيّ المشرف على أعمال رابطة قنّوبين المطران جوزيف نفّاع، رئيسة جمعيّة الرّاهبات الأنطونيّات الأخت نزهة خوري، رئيسة الجامعة الأميركيّة للتّكنولوجيا السّيّدة غادة حنين، رئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان المحامي بول كنعان، رئيس ديوان كرسيّ الدّيمان الخوري خليل عرب، الوكيل البطريركيّ في الدّيمان الخوري طوني الآغا، إلى جانب رئيس وأعضاء مجلس أمناء رابطة قنّوبين وحشد من المهتمّين.

بداية بارك البطريرك الرّاعي انطلاق أعمال المرحلة الأخيرة من أشغال دير مار اسطفان لإقامة الرّاهبات الأنطونيّات في الموقع، ثمّ دشّن مبنى معرض الوادي المقدّس، الّذي بناه السّيّد جوزف غصوب سنة 2016، وموَّل أعمال رسم معالم الوادي الدّينيّة للفنّان أنطوان مطر، وأنجز البناء مؤخّرًا السّيّد آدي الشّامي لعرض منتوجات من النّبيذ المحلّيّ. وجال البطريرك الرّاعي والحضور على لوحات الوادي الّتي حملت كلّ واحدة منها تعريفًا بها متعدّد اللّغات، وخريطة تقود الزّوّار من موقع المعرض إلى المواقع الّتي بختارون زيارتها داخل الوادي. وكانت وقفة في جناح معروضات النّبيذ اللّبنانيّ. وقد وزّعت مطبوعة تعريفيّة بالمعرض وبمحتوياته وبالأنشطة المستقبليّة المعدّة في إطاره. بعد ذلك بارك البطريرك الرّاعي واحة "زنابق الحقل" للضّابط الشّهيد آدوار فرنسيس عرب (1915-1944) من الدّيمان، الّذي استشهد خلال معركة نهر شيلدت، الّتي خاضها الجيش الكنديّ من قبل قوات الحلفاء في الحرب العالميّة الثّانية. وقد أقامت الواحة الجمعيّة اللّبنانيّة الكنديّة، الّتي أسّسها عرب سنة 1938.

بيت الذّاكرة والأعلام  

من ثمّ انتقل الجميع إلى بيت الذاكرة والأعلام حيث افتتح الأستاذ جورج عرب اللّقاء. وعدّد أبرز عناوين عمل المرحلة المقبلة، وهي:

- إصدار كتاب أعمال المؤتمر الأوّل، وعقد المؤتمر الثّاني حول التّراث المسيحيّ المشترك في الوادي المقدّس.

- إستكمال خطّة تجديد الحياة الرّوحيّة في وادي قنّوبين، وإنجاز أشغال ديري مار أبون وسيّدة الكرم.

- إطلاق مركز الأبحاث الأركيولوجيّة المتعلّقة بالوادي المقدّس.

- إنجاز مبنى متحف الوادي المقدّس لتوثيق وحفظ نتائج أعمال مركز الأبحاث المذكور وسواها.

- إطلاق مسارات الحجّ الدّينيّ، وبخاصّة مع موقع Meteora الأرثوذكسيّ في اليونان، الّذي بدأناه سنة 2019.

- تفعيل عمليّة نقل التّراث إلى بلدان الانتشار من خلال التّعاون القائم بين رعاة أبرشيّات الانتشار ورابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث، ومن خلال مشروع ربط المقيمين والمنتشرين بتطبيق إلكترونيّApplication ، المنطلق من هنا من بيت الذّاكرة والأعلام.

- تفعيل التّواصل مع الجهات العلميّة والمانحة الوطنيّة والدّوليّة للإفادة من خبراتها وقدراتها.  

ثمّ عرضت رئيسة دير مار اسطفان للرّاهبات الأنطونيّات الأخت لينا الخوند التّصاميم الهندسيّة لتأهيل وتجميل مداخل وساحات وممرّات موقع حديقة البطاركة، الّتي أعدّتها رابطة قنّوبين سابقًا. كما عرضت أبرز أنشطة صيف 2022، وتركّزت على الرّسالة الرّوحيّة، وعلى خدمة المسنّين والعناية بالأطفال.  

نوفل الشّدراوي

بعدها كانت كلمة رئيس رابطة قنّوبين نوفل الشّدراوي، تناول فيها ما قامت به الرّابطة منذ 25 سنة داخل الوادي وفي حديقة البطاركة. وشكر البطريرك الرّاعي على تجديد الثّقة بالرّابطة وتعيينه أعضاء جدد في مجلس أمنائها. وحيّا قبولهم التّطوّع والانضمام إلى هذه الورشة التّراثيّة المتعدّدة الأوجه الرّوحيّة والثّقافيّة والفنّيّة والاجتماعيّة والتّنمويّة. وقال: نتطلّع إلى تطوير التّعاون مع جماعة الرّاهبات ذوات الرّسالة الرّوحيّة والثّقافيّة المتّصلة بتراث الجمعيّة الجليل، وبخبرتها الغنيّة في دير سيّدة قنّوبين. ويتركز هذا التّعاون وينتظم في إطار واضح وشفّاف يوزّع الأعباء والواجبات والمسؤوليّات والحقوق بين رابطة قنّوبين وجماعة الرّاهبات.  

الرّئيسة العامّة  

وكانت كلمة للرّئيسة العامّة للرّاهبات الأنطونيّات الاخت نزهة خوري عبّرت فيها عن فرح الجمعيّة بتواجدها في حديقة البطاركة إلى جانب رابطة قنّوبين للعمل معًا في كنف البطريركيّة المارونيّة، وشكرت كلّ المساهمين والمتضامنين مع هذه الرّسالة المتعلّقة بتراث الوادي.

المطران نفّاع

بعد ذلك كلمة المطران جوزيف نفّاع، وقد تناول فيها أهمّيّة العناية بتراث الوادي المقدّس، حيث تشكّلت مقوّمات الهويّة الرّوحيّة والثّقافيّة للكنيسة المارونيّة، وحيث قامت أنماط حياة فريدة قوامها الفقر والصّلاة وعيش الفضائل الإنجيليّة والانفتاح على الآخر في الوطن.  

وقال المطران نفّاع: إنّ ما تقوم به رابطة قنّوبين هو ترجمة للوعي المتزايد لغنى تراثنا، ولدعوة كنيستنا للعودة إلى الجذور والينابيع. وما يعزّز قدرات وطاقات رابطة قنّوبين هي عناية ومتابعة وثقة غبطة أبينا البطريرك الّذي أعطى الرّابطة زخمًا متزايدًا لتضاعف جهودها وتحقّق إنجازاتها المتوالية. فشكرًا لكم يا صاحب الغبطة على سهركم الأبويّ وتجاوبكم الدّائم لمباركة مشاريع وتطلّعات رابطة قنّوبين المتعلّقة بمختلف تراث الوادي المقدّس، داخل الوادي أو في حديقة البطاركة حيث بات لنا سند للرّسالة يتمثّل بوجود الرّاهبات الأنطونيّات .

مجلس أمناء الرّابطة

بعد ذلك سلّم البطريرك الرّاعي أعضاء مجلس أمناء رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث شهادات تعيينهم والإشارات البروتوكوليّة. تبع ذلك تكريم الأباتي أنطوان ضو الأنطونيّ، وقد قلّده البطريرك الرّاعي وسام سيّدة قنّوبين من الدّرجة الأولى، تقديرًا لعطاءاته الفكريّة ولخدمته الرّوحيّة وللدّور الثّقافيّ البارز الّذي لعبه في مختلف حقول العلاقات المسكونيّة والحوار المسيحيّ الإسلاميّ، وللإصدارات التّاريخيّة المتعلّقة بتراث الوادي المقدّس من خلال تولّيه مسؤوليّة أمانة الشّؤون التّاريخيّة في رابطة قنّوبين. كما منح البطريرك الرّاعي تقديرات حديقة البطريرك للسّيّد فادي ميشال غصن وقد استلم مجسّم التّقديرات عنه ممثّله في الاحتفال المحامي أنطونيو فرح. كما وجّه البطريرك الرّاعي كلمة شكر وتقدير لرئيسة الجامعة الأميركيّة للتّكنولوجيا AUT غادة حنين الّتي أقامت حديقة البطاركة سنة 2004 باكورة كلّ هذه الأعمال والقنصل وديع فارس الدّاعم الدّائم ولمدير عام وزارة الأشغال المهندس مطانيوس بولس الحاضر الدّائم في هذه الورشة.

البطريرك الرّاعي

وختامًا ألقى البطريرك الرّاعي كلمة جاء فيها: "لقد قمنا اليوم بجولة على عدّة إنشاءات في موقع حديقة البطاركة من دير مار اسطفان لإقامة الرّاهبات الأنطونيّات، إلى معرض الوادي المقدّس، إلى واحة زنابق حقل الضّابط الشّهيد ابن الدّيمان إدوار فرنسيس عرب، وصلّينا على نيّة المحسنين الّذين حقّقوا هذه الأعمال. وإستمعنا هنا في بيت الذّاكرة والأعلام إلى الكلمات وشاهدنا العروض المصوّرة المتعلّقة بتأهيل وتجهيز الموقع، فتأكّدنا مرّة جديدة أنّنا أقوى من كلّ التّحدّيات والظّروف الصّعبة الّتي نواجهها. كما لمسنا مدى التزام رابطة قنّوبين برسالتها بالرّغم من هذه الظّروف، وبإمكاننا القول إنّ الرّابطة لم تنقطع عن المشاريع والمبادرات الملموسة، ولم تؤثّر على عملها لا أزمة كورونا ولا سواها، بل بالعكس نرى أنّ شدّة الأزمة ضاعفت إرادة العمل والتّصميم والإنجاز لدى الرّابطة وأصدقائها الؤمنين بغنى تراثنا الماضي من أجل المستقبل. فلا نكاد نختتم مشروعًا حتّى نفتتح سواه.

بهذا الزّخم والعزيمة نرى وجوهًا ثقافيّة وفكريّة واجتماعيّة مشرقة تنضمّ إلى مسيرة عمل رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث من خلال انضمامها إلى مجلس أمنائها لتعمل على التّخطيط ورسم برامج العمل المتّصلة بتراث الوادي المقدّس. ولا يسعنا إلّا أن نحيّي هذه الوجوه ونشكر حضور النّائبين جورج عطالله ووليام طوق معنا حضور المشاركة الدّاعمة لورشة العمل المذكورة. كما نقدّر الدّور الحيويّ الّذي باتت تضطلع به الرّاهبات الأنطونيّات، والّذي يسهم في إحياء حديقة الحجر وجعلها أكثر وأكثر في خدمة المؤمنين من أبناء الكنيسة وسائر اللّبنانيّين".  

بعد ذلك استضاف رئيس الرّابطة الشّدراوي الحضور إلى غداء قنّوبيني في استراحة الحديقة الكائنة في واحة عصام فارس للتّنمية والتّراث.