لبنان
19 نيسان 2023, 05:55

الرّاعي استقبل فرنجية ضمن نشاط الثّلاثاء، ماذا في التّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بعد ظهر الثّلاثاء، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، رئيس تيّار المردة الوزير السّابق سليمان فرنجية الّذي قال بعد اللّقاء: "وسط هذه الظّروف الّتي يعرفها الجميع لا بدّ من أن نتشاور مع غبطته ولاسيّما في هذا الجوّ "الخبيصة" الإعلاميّ والسّياسيّ وما يدور في البلد وبالتّالي أن نوضح موقفنا وأن نتبادل المعلومات ونرى بأيّ اتّجاه تسير الأمور. الجوّ صريح وواضح دائمًا مع غبطته والجلسة معه مريحة فالعلاقة الشّخصيّة طاغية وفي ما يتعلّق بالسّياسة نحن نصل دائمًا إلى وجهة نظر واحدة معه."

وتابع فرنجية: "بالنّسبة للجوّ في البلد يمكنني القول إنّ 90 بالمئة ممّا نشهده في الإعلام فهو إمّا محور وإمّا غير مطابق للحقيقة وغدًا الأيّام ستظهر ما يدور. للأسف هناك من يبني على الجوّ الإعلاميّ ويتأثّر به ووسط التّغيير الإقليميّ والدّوليّ الّذي يتمّ، أخاف أن يكون لبنان عرضة لهذا الموضوع، فالتّسويات في المنطقة على قدم وساق ولطالما حذّرنا بأنّه مع التّسوية النّاس سيتصالحون ويلتقون مع بعضهم البعض. اليوم وزير الخارجيّة السّعوديّ في سوريا ووزير خارجيّة إيران التقى بنظيره السّعوديّ لقد تغيّرت اللّعبة في المنطقة وبالتّالي أنا أعتبر أنّ هذا الأمر سينعكس بشكل أو بآخر على لبنان لذلك أنا أدعو من هذا المنبر كلّ السّياسيّين في لبنان إلى قراءة الأمور بغضّ النّظر عن الأشخاص."

واضاف فرنجية: "بالنّسبة لموضوع سليمان فرنجية الّذي وضع في فترة من الفترات مع أو ضدّ هذا الفريق، لقد قلت من اليوم الأوّل إنّه ليس لدينا أيّ نظرة عدائيّة تجاه أيّ بلد صديق للبنان ولاسيّما الدّول العربيّة وخصوصًا المملكة العربيّة السّعوديّة فنحن عندما كنّا لا نوافق كنّا نعلن الأمر وعندما نوافق أيضًا. نتمنّى أن يتصالح العرب مع بعضهم البعض وأن يكون هناك وفاق في المنطقة وأن ينعكس إيجابًا على بلدنا فنرتاح ونقول إنّنا لا نريد إلّا الخير للعرب وللمملكة السّعوديّة ونعتبر أنفسنا أنّنا ولدنا في بيت عربيّ وليس مشرقيّ او فينيقيّ وبالتّالي من اليوم الأوّل قلنا إنّنا عرب وتربّينا بنفس عروبيّ وعندما كانت تضرب العروبة في المنطقة كنّا نجاهر بها ونكابر وقلنا يومها بئس هذا الزّمن الّذي أصبحت فيه العروبة تهمة. ونحن لا نكنّ إلّا الخير ولا نقبل بأن يتعرّض أحد لهذه الدّول. وعندما نكون في موقع مسؤوليّة يكون لنا تأثير أقوى من أن نكون في موقع عاديّ."

وفي ردّه على سؤال حول الضّمانات السّياسيّة الّتي سيقدّمها للسّعوديّة لتأمين التّعاون معها في المرحلة المقبلة، أوضح فرنجية: "لقد زرت باريس والكلّ يعلم أرادوا أن يرونا والكلّ يعلم أنّهم يتشاورون مع المملكة العربيّة السّعوديّة وبالتّالي أجبناهم على عدد من الأسئلة الّتي طرحتها المملكة لأنّه ما من شيء نخفيه. وكثرت الأقاويل في لبنان إلّا أنّ كلّ ما في الأمر أسئلة بسيطة أجبنا عليها. عن الإصلاحات نقول إنّه من البديهيّ أن نسير بها وأن ندعم أيّ حكومة تتشكّل للقيام بالإصلاحات نحن لا نعرقل فهذا طبعنا. أنا أقدّم رؤية ونحن ندعم أيّ حكومة في برنامجها الإصلاحيّ وندعم رئيس الحكومة وسنواكبها ونراقبها لتنفيذ الإصلاحات، والقول بالتّخلّي عن صلاحيّات رئيس الجمهوريّة أقول إنّنا لا نتخلّى ولو واحد بالمئة عن هذه الصّلاحيّات بل نمارسها بمسؤوليّة وطنيّة وليس بكيديّة شخصيّة. ولسنا محرجين بأيّ شيء. ونحن على استعداد للحوار مع الجميع بأيّ مسألة وطنيّة ومن لديه أيّ هاجس لخير البلد فأنا جاهز للحوار."

وعن تكتّل المسيحيّين على غرار ما حصل في الاتّفاق الثّلاثيّ أكّد فرنجية "من المهمّ معرفة حجم المسيحيّين الّذين يبقون معك بعد الانتخاب وليس قبله. في المسيرة الرّئاسيّة كم سيكون حجم من هم معك. الكثير من الرّؤساء انتخبوا بمئة وعشرون صوتًا وبعد شهرين أو ثلاثة لم يبق معهم أحدًا. هدفي ليس السّلطة وإنّما إن أصبح رئيسًا واترك بصمات في تاريخ هذا البلد. التّسوية الكاملة في المنطقة نحن مضطرّون الدّخول فيها وليس البقاء خارجها، كما حصل في تجربة 1989 وللأسف المسيحيّون هم من دفعوا الثّمن."

وعن الفيتو السّعوديّ على اسمه كمرشّح لفت فرنجية: "لقد سمعت الفيتو السّعوديّ من الإعلام اللّبنانيّ ولكن من قبل المملكة وأصدقائها لم أسمع هذا الكلام يومًا لا بل أنا أسمع كلّ يوم أحاديث أفضل. الكثير من الأخبار غير صحيح ومنها الفيتو السّعوديّ والأميركيّ. ليس لديكم معلومات لأنّ الكثير من الأمور يتمّ وسط كتمان كبير. فلا تخترعوا المعلومات لأنّ الأمر يضرب مصداقيّة وسائل الإعلام الّتي تمارس مهنة الإعلام المقدّسة. لا يفيد التّركيز على الأشخاص لأنّ هذا يؤزّم الأمور في البلد ووظيفة الإعلام المسيحيّ اليوم تهدئة الأجواء لتمرير هذه المرحلة. التّطرّف عند الأكثريّة سقط إذا فهو لن يبقى عند الأقلّيّة."

وعن الضّمانات الّتي يتمتّع بها لناحية موضوعي سلاح حزب الله وملفّ النّازحين السّوريّين قال فرنجية: "النّازحون السّوريّون من أولويّات أيّ عهد فكيف إذا كنت أنا رئيسًا للبلاد. وصلت الوقاحة إلى حدّ القول إنّني أنا من أدخلتهم إلى لبنان ونسي البعض أنّني ضدّ وجود النّازحين في لبنان وهذا الملفّ لا يعالج بالمزايدات هذا الملف يعالج بالمسؤوليّة الوطنيّة وهو وضع اليوم على سكّة صحيحة وبالتّالي تنظيمه يعيد النّازحين إلى سوريا. علاقتي الشّخصيّة مع الرّئيس الأسد أسخّرها لمصلحة البلد وإعادة النّازحين. وعلاقتي الشّخصيّة مع الحزب أسخّرها أيضًا لمصلحة البلد. بالنّسبة لموضوع السّلاح نحن مع الدّعوة لمناقشة الإستراتيجيّة الدّفاعيّة علينا أن نناقشها ويجب أن يكون هناك استراتيجيّة بروحيّة وطنيّة يوجد فيها الجيش والجميع من دون أيّ خلفيّة سواء بضرب الحزب أو الحفاظ عليه. الحوار بروحيّة وطنيّة منفتحة يبقى هو الحلّ. وأنا أتعهّد بالدّعوة لحوار وطنيّ حول الاستراتيجيّة الدّفاعيّة أنا لا يمكنني أن أقرّها ولكن أكون الرّاعي لهذا الحوار إذا كنت رئيسًا. والرّئيس الأسد لطالما كان مستعدًّا لعودة النّازحين السّوريّين ولكن العرقلة كانت غربية أوروبيّة ودوليّة كان هناك تهديد دوليّ لأيّ واحد يحاول إعادة النّازحين واليوم مع سقوط الأسباب ومنها المصالحة العربيّة الإيرانيّة والعربيّة العربيّة بين الدّول ستكون الأمور أسهل ومن عاد لم يتعرّض له أحد بشيء ولكن هناك من يريد طرح المشكلة لتتأزّم لكي يخلق شعبويّة. ومن كان يقول إنّ النّازحين لا يعودون إلّا على دمائنا ها هو اليوم يريدهم أن يعودوا. نحن كما صرّحنا في البداية لا يزال موقفنا واحد وواضح."

وعن عدم بوح الثّنائيّ الشّيعيّ بالضّمانات والتّسهيلات الّتي سيقدّمها لفرنجية لوصوله إلى الرّئاسة أعلن فرنجية "أنا بعلاقتي الشّخصيّة مع الثّنائيّ يمكنني استثمارها بصورة إيجابيّة لمصلحة البلد. وبعلاقتي الشّخصيّة مع سوريا يمكنني أن آتي بما لا يستطيعه غيري. إدارة البلد بمسؤوليّة وطنيّة ودوليّة كبيرة تفرض الثّقة والتّقارب بين النّاس لحلّ الأمور. والمشكلة أنّنا نظنّ أنّنا في جبل لبنان "القصّة كلّها" وأنّ المنطقة تدور حولنا. ولكن كمسيحيّين علينا التّأقلم مع هذا الجوّ والأمور قد تصل بغير طريقة وعلينا أن نعرف كيف نأتي بها لمصلحتنا".  

وعمّا إذا كان حزب الله سيعطي فرنجية ضمانات أكثر من تلك الّتي أعطاها لميشال عون أكّد فرنجية: "أنا أقول كيف سأتصرّف مع الحزب الّذي قد لا يعطيني شيئًا عندها أقول إنّه لم يعطني. أنا مع المفاوضة مع صندوق النّقد وأنا في علاقتي مع الحزب سيكون هناك مشروع سنعمل عليه بكلّ بساطة فنقول الأمور كما هي. هذا هو الواقع. أنا لا أعطي أوامر والحزب يمشي بها كذلك الحزب لا يعطي أوامر وأنا أمشي بها. الثّنائيّ الشّيعيّ يملك 30 صوتًا زائد واحد وأنا بحاجة إلى 34 صوتًا إضافيًّا لتأمين الفوز وأنا اليوم لو لم أكن مقبولاً عند الكثير من النّوّاب لن يمكنني تأمين الأصوات. إذا كنت أستطيع جمع عدد النّوّاب الّذي يوافق على تسميتي فهذا غنى. فلنقرأ بإيجابيّة ولنذهب إلى استحقاق دستوريّ يهنّئ فيه الخاسر من ربح. البلد قادم على مسؤوليّة وطنيّة وهو بحاجة إلى مشاركة الجميع. وأنا سأذهب إلى بيوت الأفرقاء لأدعوهم للمشاركة في هذه المسؤوليّة لبناء بلد."

وعن مستقبل المسيحيّين في لبنان ختم فرنجية: "مستقبلنا في يدنا. الماضي لا يبشّر بالخير لذلك أقول علينا أن نقرأ الحقيقة فقط وليس رغباتنا."