لبنان
15 كانون الثاني 2020, 06:00

الرّاعي استقبل وفدًا من اتّحاد موظّفي المصارف والنّائب زياد حواط

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر يوم الثّلاثاء 14 كانون الثّاني/ يناير 2020، في الصّرح البطريركيّ في بكركي، وفدًا من اتّحاد موظّفي المصارف لتقديم المعايدة بحلول السّنة الجديدة، وتمّ التّطرّق إلى وضع القطاع المصرفي في ظلّ الأزمة التي يعيشها لبنان.

وأكّد أعضاء الوفد أنّ "عددًا من المصارف بدأ بصرف الموظّفين وهناك أكثر من 25 ألف عائلة لبنانيّة تعمل في هذا القطاع،" لافتين إلى ان "أزمة السّيولة في المصارف كانت قد بدأت قبل 17 تشرين الأوّل ولا تزال مستمرّة حتّى اليوم وقد تُشكّل خطرًا حقيقيًّا على أموال المودعين إذا لم تتشكّل حكومة في أسرع وقت ممكن، لأنّ لبنان ومنذ اتّفاق الطّائف وهو يستدين لسدّ العجز المالي، واليوم نحصد هذه النّتائج."
وأشار رئيس اتّحاد نقابات موظّفي المصارف جورج حج إلى أنّ "الوفد نقل إلى صاحب الغبطة هموم موظّفي المصارف، في ظلّ التّجاوزات التي تحصل مؤخرًا وكأنّ الموظّف داخل المصرف هو المسؤول عن الأزمة الرّاهنة، بينما هو مودع مثله مثل أيّ مواطن لبنانيّ وما يقوم به هو بتوجيه من إدارته، ولا يجوز تحميله أكثر من طاقته."
وأضاف:"على الجميع أن يتحمّل مسؤوليّته في موضوع التّجاوزات التي تحصل في المصارف، بدءًا من الأجهزة الأمنيّة، التي تحاول جاهدة التّواجد في المصارف، ولكن على القضاء أيضًا التّحرّك ومعاقبة كلّ من أوصل الاقتصاد اللّبنانيّ إلى هذه الحالة، لأنّنا فعلاً أمام أزمة كبيرة لم يمرّ لبنان بأيّ مثيل لها من قبل".
وإختتم حجّ قائلًا: "جمعيّة المصارف لا تتحمّل منفردة مسؤوليّة الوضع الذي وصلنا إليه، بل السّياسة الماليّة التي هي من مسؤوليّة الدّولة اللّبنانيّة وكلّ رؤساء الحكومات المتعاقبين، ووزراء الماليّة، وحاكم مصرف لبنان وفريقه الإداري، فالمسؤوليّة مشتركة وليست فقط على جمعيّة المصارف".

بعدها التقى البطريرك الرّاعي النّائب زياد حواط في زيارة تهنئة بالأعياد قال بعدها: "لقد كان هناك تشديد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيّين مستقلّين لإخراج البلد من الأزمة التي يعيشها الشّعب اللّبنانيّ والدّولة اللّبنانيّة. هذا هو موقف تكتلّ الجمهوريّة القويّة، فما نشاهده اليوم على الطّرقات والمشاكل التي يعاني منها يوميًّا الشّعب اللّبنانيّ كلّ هذا يؤكّد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة من أصحاب الكفاءة والاختصاصيّين المستقلّين الذين لا يرتبطون بأجندات إلّا بتلك الاقتصاديّة والمعيشيّة التي يعاني منها الشّعب اللّبنانيّ."
وتابع: "الضّرورة اليوم كبيرة بالإسراع بالتّشكيل وهذه الصّرخة نطلقها من بكركي إلى كافة المسؤولين بدءًا من فخامة رئيس الجمهوريّة مرورًا بكافة المواقع الرّسميّة وندعو إلى ضرورة العمل بشكل متواصل لتأليف هذه الحكومة وإنقاذ ما تبقّى وإطلاق العجلة الاقتصاديّة في البلد."
وأضاف: "لقد زرنا البارحة رئيس مجلس النّواب نبيه برّي وأكّدنا له أيضًا على مطلبنا الضّروريّ بالإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيّين واليوم نلتقي تمامًا مع صاحب الغبطة حول ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة. وأكّدنا للرئيس برّي أنّه لا يمكن لأيّ حكومة أن تنقذ لبنان ما لم تكن مؤلّفة من اختصاصيّين. واليوم عامل الثّقة مفقود بين الشّعب اللّبناني والمسؤولين وبين المجتمع والمسؤولين اللّبنانيّين ولا يمكن أن يحلّ هذا المشكل إلّا أصحاب الكفاءة. لدينا كفاءات كثيرة في الدّاخل والخارج وهم من أفضل اللّبنانيّين في كافة الاختصاصات وليس من الضّروري أن يكونوا مرتبطين بأجندات داخليّة وخارجيّة وحزبيّة أو غير حزبيّة. يمكننا إعطاء الرّئيس المكلّف فترة سماح لمدة سنة مع وزراء اختصاصيّين من أجل إنقاذ لبنان. لقد جرّبنا الآخرين ورأينا إلى أين وصلت البلاد. يمكننا إعطاء الحكومة العتيدة سنة ونمدّها بالدّعم المطلوب من أجل إنقاذ لبنان."
وقال: "لقد أوصلت الحكومات التي كان للخارج قرارًا بتشكيلها إلى أزمات معيشيّة وسياسيّة لا يمكننا الخروج منها إلّا بأعجوبة إلهيّة. لقد حان الوقت أن نتعاطى كمسؤولين لبنانيّين وأنا أوّلهم وأن نتحمّل مسؤوليّاتنا ونعمل يدًا بيد من أجل إطلاق حكومة بحجم المرحلة تكون انقاذيّة وعلى قدر من المسؤولية لنتمكّن من معالجة الأزمة. فالغرب لن يهتم بنا إن لم نهتم بأنفسنا. حان الوقت للاتّكال على أنفسنا هناك رئيس مكلّف يصرّح يوميًّا بأنّه يودّ أن يشكّل حكومة اختصاصيّين مستقلّين أصحاب كفاءة علينا جميعنا تقديم كلّ الدّعم له من أجل تأليف مثل هذه الحكومة."
وتابع: "لسنا نحن أبدًا سواء كنّا من التّكتل أم من القوّات اللّبنانيّة من يعرقل عمليّة التّشكيل بل نحن نطالب دائمًا بحكومة اختصاصيّين والرّئيس المكلّف يؤكّد في كلّ لحظة أنّه لن يشكّل إلّا حكومة اختصاصيّين مستقلّة وأنّ أيّ فريق سياسيّ لا يريد هذه التّركيبة فهو يعرقل تشكيل الحكومة. للأسف هناك مسؤولون لا يعرفون حجم المصيبة الاجتماعيّة المعيشيّة التي يعيشها الشّعب اللّبنانيّ، النّاس على الطّرقات والتّلامذة خارج مدارسهم. البلد يتّجه نحو أسفل الهاوية في وقت لا يزال فيه البعض متمسّك بحقيبة من هنا ووزارة من هناك ولكن البلد بحاجة إلى أعجوبة وصدمة ايجابيّة لإطلاق العجلة من جديد بعيدًا عن سياسة المحاصصة والتّقاسم."
وإخنتم حواط: "كلّ فريق سياسيّ لا يريد حكومة اختصاصيّين مستقلّين غير حزبيّين هو من يعرقل عمليّة التّشكيل. لقد أكّدنا للرّئيس برّي بوضوح هذا الأمر وهو بدوره قال، "إن لم يلتزم الرّئيس المكلّف بالتّصور الذي نطرحه فنحن لا نريد حقائب ولكنّنا سنعطيه الثّقة"، هذا ما قاله الرّئيس برّي."