لبنان
28 نيسان 2023, 05:00

الرّاعي استقبل وفدًا من التّحالف الدّوليّ لحرّيّة الدّين والمعتقد في بكركي

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر أمس الخميس، في الصّرح البطريركيّ في بكركي وفدًا من التّحالف الدّوليّ لحرّيّة الدّين والمعتقد الّذي يزور لبنان بدعوة من مؤسّسة أديان. في مستهلّ اللّقاء ألقى سفير تشيكيا لحرّيّة الدّين والمعتقد ومنسّق الوفد السّيّد روبرت ريهاك كلمة تحدّث فيها عن نشاطات التّحالف الهادفة إلى العيش بسلام بين الشّعوب الّتي تنتمي إلى مختلف الأديان. كما لفت إلى دور لبنان النّموذجيّ في تعزيز العلاقات الإنسانيّة وفي إرساء أسس الحوار منوّهًا بجهود الكنيسة المارونيّة في ذلك.

من جهته رحّب البطريرك الرّاعي بالوفد الحاضر من أكثر من أربعة عشر دولة مؤكّدًا على أهمّيّة صون الحرّيّات المتعلّقة بالأديان واعتبر "أنّه بعيدًا عن السّياسة لا توجد مشاكل بين المسيحيّين والمسلمين، فقط عندما تدخل السّياسة تنعدم لغة الحوار".

وأضاف: "أنّنا نعاني من مشكلة الحوار السّياسيّ بين السّياسيّين بسبب المصالح الخاصّة والفئويّة الّتي تمنع الحوار السّياسيّ. علمًا أنّ الدّستور يقول إنّ هناك مساواة بين المسيحيّين والمسلمين في الحكم والإدارة، ولكن لغة الحوار معدومة بين السّياسيّين، مشدّدًا على دور الكنيسة في عمليّة التّقارب بين الأفرقاء المتخاصمين".

وعن المخاطر على حرّيّة الدّين والمعتقد من الدّاخل والخارج، قال: "إنّ لبنان ومن خلال الدّستور يعترف بكلّ الحرّيّات وأوّلهم حرّيّة المعتقد وحرّيّة الدّين، ولكن مؤخّرًا أصبح هناك تشدّد في المنطقة فيما يتعلّق بحرّيّة المعتقد والأديان".

وإعتبر أنّ "اللّبنانيين فقدوا الثّقة بالطّبقة الحاكمة الّتي تعمل من أجل مصالحها الخاصّة فقط، وهذا أيضًا يعيق لغة الحوار ويؤخّر إيجاد الحلول"، معتبرًا أنّه من الضّروريّ أن تتمتذع الطّبقة الحاكمة بالفضيلة وأن تعود إلى ذاتها وضميرها.

وبعد اللّقاء قال السّيّد روبرت: "زار اليوم الوفد المؤلّف من عشرين شخصًا غبطة البطريرك، وعبّرنا عن شكرنا لغبطته لدعوته الدّائمة إلى التّسامح ولغة الحوار والاحترام في لبنان، لأنّ هذه الأمور هي أكثر ما يحتاجه لبنان لمستقبل أفضل، فالكنيسة المارونيّة متأصّلة في تاريخ لبنان منذ أن أسّسها مار مارون، ودورها هو في تحويل صحراء الحياة إلى بساتين، وهنا علينا أن نفكّر أيّ أرضيّة سنترك للأجيال القادمة وأيّ أوطان، تلك الّتي تدعو إلى لغة الحوار أم تلك الّتي تعتمد على النّزاعات، ونحن نرى المسيحيّين كعنصر أساسيّ في هذا البلد يعتمد على التّفاهم والسّلام والحوار".

كما كانت كلمة للمدير التّنفيذيّ لمؤسّسة الدّكتور إيلي الهندي أديان، جاء فيها: "دعت مؤسّسة أديان الوفد المرافق لزيارة لبنان للاطّلاع على الوضع اللّبنانيّ وعلى طبيعة الأزمات الّتي يعاني منها وكيف يمكن للمجتمع الدّوليّ أن يساهم في حلّ هذه المشكلات، كما تهدف الزّيارة إلى البحث في سبل حلّ المشكلات المتعلّقة بحرّيّة الدّين والمعتقد، وإرسال رسالة قويّة حول ضرورة إبقاء حرّيّة الدّين والمعتقد كجزء من الهويّة اللّبنانيّة ومن وجه لبنان في ظلّ هذه الأزمة، وزيارة القيادات الدّينيّة هي لسماع وجهة نظرهم حول آليّة الخروج من المشكلات الّتي يرزح تحتها لبنان".