الراعي توج احتفاليات عيد القديس شربل في بقاع كفرا: ينير كل البلدان وهو عابر للقارات يخاطب كل القلوب والضمائر

في البداية وقبل القداس، ألقى خادم الرعية الخوري ميلاد مخلوف كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي وصحبه في بقاع كفرا بلدة القديس شربل، حيث إعتبر "أن من الجمال بمكان أن يلتقي الراعي برعيته سنويا في عيد قديس لبنان والعالم شربل مخلوف". 


وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة تناول فيها سيرة القديس شربل وعجائبه وقال: "القديس شربل إبن بقاع كفرا يجمعنا في عيده الزرع الجيد الذي زرعه يسوع في هذه البلدة على مشارف وادي القديسين وفي جبة بشري وقرى أرز الرب الأرض الخصبة بالصلوات والإيمان. فحافظ على هديته وأعطى زرعا جيدا عاشه في حياته متلألأ كالشمس في ملكوت الرب. وكما الشمس تنير الكرة الأرضية فالقديس شربل ينير كل البلدان وهو عابر للقارات يخاطب كل القلوب والضمائر. يسعدنا أن نحتفل معكم بعيده لكي تظل هذه الأرض خصبة يزرع فيها الله يعكس وجهه في عالمنا ومجتمعنا ودولتنا وكنيستنا".

وتابع: "نحن نهنئكم جميعا ونسأل الله أن يفيض على الجميع النعم والبركات فنحن نطلب شفاعته وهو قديس لبنان لكي يلهم المسؤولين في هذه الأرض المشرقية التي تجلى فيها قدس الله وصلب الفداء إرتفع وأعلن إنجيل السلام. نحن يؤلمنا أن تصبح هذه الأرض أرض الحديد والنار وإننا نؤمن أن يد القديسين وبالرغم من كل الظواهر التي تنزع الرجاء هي تقينا من الصواعق والعواصف التي تضرب منطقتنا. أحيي كل عائلة تعلم الصلاة وتنقل الإيمان. أحيي هذه المنطقة بكل إنجازاتها وللتعاون الوثيق بين الوقف والبلدية والكنيسة والمسؤولين السياسيين. فما أجمل أن يجتمع الدين والدنيا مع بعضهم لما فيه خير الناس والبناء في مجتمعنا".

وختم: "نسأل القديس شربل أن يخاطب كل واحد منا وهو يتكلم وهو رجل الصمت فهو يخاطب النفوس والقلوب. دعاؤنا أن يخاطب قلب كل إنسان منا لكي نفتح نافذة الى الله الذي يلهمنا الى الحق والخير والجمال. وأن نكون على مثاله زرعا جيدا ولا يكون أحد منا زؤانا. فلتكن هذه الزيارة غنية حاملين الفرح بشفاعة القديس شربل حامل الآب والإبن والروح القدس". 


وبعد القداس، ألقى رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلدية بقاع كفرا إيلي مخلوف كلمة توجه فيها الى البطريرك الراعي، قائلا: "من سنة الى سنة يفصلنا فاصل زمني فقط لا يرقى الى التواصل القائم بيننا، تواصل الرعية بالراعي الصالح، وتواصل كل مؤمن مع أبيه ورئيسه، تواصل كل أبناء بقاع كفرا في لبنان وبلدان الإنتشار بالبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. هؤلاء الأبناء المخلصون الراسخون في الإيمان وفي الهوية والجذور ينتظرونكم ليس فقط مرة كل سنة تتوجون فيها فرحهم بعيد مار شربل، بل ينتظرونكم في كل لحظة تطلون فيها بصوتكم حاملا بشرى الراعي، بشرى الحق والحقيقة والرجاء".

وأضاف: "أبناؤكم هنا يا صاحب الغبطة يسمعون صوتكم جيدا ويعرفونه صوت الراعي الصالح الذي يعرفه خرافه. يسمعون صوتكم تبشرون بكلمة الله لخلاص النفوس، وبكلمة الموقف الوطني لخلاص الوطن، يسمعونكم تبشرون في لبنان وبلدان الإنتشار بالحقائق الإيمانية والثوابت الوطنية. نحن هنا يا صاحب الغبطة نسمع صوتكم أينما حللتم وسواء قربت المسافة الجغرافية أم بعدت. نسمع صوتكم في لبنان، صوت المؤمنين الغارقين في هموم معيشتهم اليوميى وفي القلق على مستقبلهم وسط أخطار أمنية وخضات سياسية تحدث تحولات مصيرية، تكاد تقضي على ما بقي عندنا من مقومات الدولة وشكلها. نسمع صوتكم في بلدان الإنتشار تحفظون إسم لبنان في المحافل الدولية بعدما فقد صوت رئيسه الذي عليه هذه المسؤولية، وتحضون المنتشرين على تعميق إرتباطهم بالوطن الأم حيث جذورهم الروحيى والثقافية وسواها. وكلما سمعنا صوتكم يا صاحب الغبطة كلما إزددنا ثقة وأملاً بأنكم بتعليمكم ترسمون سبيل الخلاص لنا، وليس على المعنيين إلا أن يسمعوا ويعملوا بما يسمعونه منكم".

وتابع: "أجل يا صاحب الغبطة لم ير المؤمنون يوما سبيل خلاصهم إلا بكنيستهم التي تقودونها أنتم اليوم قيادة رائدة هادفة الى تعزيز دورها وحضورها ورسالتها الآن وفي المستقبل فوق أرض لبنان. بهذا الرجاء نتطلع إليكم يا صاحب الغبطة والنيافة، ونصلي كي يمدكم الله بأسباب القوة والنجاح، وما نقوم به من عمل بلدي سواء في بقاع كفرا أو على مستوى إتحاد بلديات قضاء بشري ليس سوى الصدى لصوتكم الداعي الى التنمية الكفيلة بترسيخ الناس في أرضهم وتعزيز فرص بقاء شبابنا هنا في هذه الأرض. ويسعدني أن أرحب يا صاحب الغبطة بصحبكم الكريم، سيادة المطران مارون العمار، نائبكم الذي يرافقنا بالصلاة والتوجيه في مسؤولياتنا اليومية. وأحيي نائبي بشري السيدة ستريدا جعجع والأستاذ إيلي كيروز لمواكبتهما الحثيثة الفاعلة لكل تطلعاتنا وبرامجنا الإنمائية وحاجات المنطقة على تنوعها".

وختم مخلوف: "أحيي حضور سعادة محافظ الشمال القاضي النزيه الأستاذ رمزي نهرا وأقدر عنايته بملفات بلدية بقاع كفرا وإتحاد بلديات المنطقة. وأقدر جهود خادم رعية بقاع كفرا الخوري ميلاد مخلوف وأغتنمها مناسبة لأجدد شكري لثقة الإجماع التي منحتنا إياها هذه الرعية المباركة ونجدد عهدنا لها بالمزيد من المحبة والخدمة. وأحيي جهود أعضاء المجلس البلدي. وأحيي المخاتير الشرفاء والأخويات وسائر الهيئات والفعاليات التي تلتقي الليلة حول شخصكم لقاء مباشرا والتي تلتقي وراء مواقفكم وتوجيهاتكم ومبادراتكم بصورة أكيدة دائمة رافعة الصلوات لكي يحفظكم الله ويبقى صوتكم عاليا في سبيل رفعة الكنيسة وبقاء لبنان".

بعد القداس، قدم مخلوف للراعي لوحة تحمل صورة الوادي المقدس وقرى الجبة الموشحة بالضباب، وأقيم عشاء تكريمي في قاعة كنيسة السيدة في البلدة تلاه مهرجان فني أحياه الفنان شوقي ديب والفنانة ريبال ديب.

اشارة الى أن حشود المؤمنين إنطلقت في مسيرة "أباد قشتو" الشهرية من إهدن ومن حدث الجبة لتلتقيا عند مفرق بلدة بقاع كفرا ومنه صعودا.