لبنان
09 آذار 2020, 07:30

الرّاعي عن المناولة باليد: إنّ جسد المسيح واحد ولا يتغيّر أكانت المناولة في الفم أم في اليد

تيلي لوميار/ نورسات
رفع البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، مساء الجمعة في مستهلّ صلاة المسبحة وزيّاح الصّليب، الصّلاة مع المؤمنين في كنيسة الصّرح- بكركي، على نيّة شفاء المصابين بفيروس كورونا "طاعون العصر"، داعيًا الجميع إلى التّقوّي بالإيمان لمواجهته، سائلاً الله التّدخّل ووضع حدّ لانتشار الفيروس "الّذي عزل العالم وخلق حالة من الهلع والشّلل على المستوى العالميّ".

هذا وفع الصّلاة على نيّة المسؤولين السّياسيّين، طالبًا من الله "أن ينجّينا من وباء التّسييس الّذي يعطّل كلّ شيء والّذي أوصلنا إلى الحضيض. فالتّسييس هو وباء لا يقلّ خطورة عن وباء كورونا".

كما أوضح الرّاعي قرار المناولة باليد الّذي اتّخذه مجلس المطارنة يوم الأربعاء الماضي، فقال: "لقد تلقّينا اتّصالات عديدة من المطارنة والكهنة بخصوص موضوع المناولة في ظلّ انتشار فيروس كورونا، وكان جوابنا واضح بأنّ القرار سيُتّخذ بالإجماع في اجتماعنا الشّهريّ يوم الأربعاء الماضي، وهذا ما جرى حيث طرحنا الموضوع من مختلف جوانبه في سلبيّاته وإيجابيّاته وفي تاريخه ولاهوته، واتّخذنا قرارًا بأن تتمّ المناولة في اليد وذلك نتيجة الخوف الّذي يتملّك النّاس من أن ينتقل الفيروس من يد الكاهن الّتي تلامس بطبيعة الحال فم المؤمنين وقد تنقل الفيروس. وفي كلّ حال فإنّ جسد المسيح واحد ولا يتغيّر أكانت المناولة في الفم أم في اليد، وهذا الأمر ليس جديدًا على كنيستنا، ففي البداية كانت المناولة تتمّ باليد. وكنّا نضع القربان على أعيننا كي نستنير بنور المسيح. ونرتّل في ترتيلة "قد أكلت جسدك": "وعينايا الّتي مسّت به، رحمتك تبصر". ولكن تمّ إيقاف هذه العادة لأنّ بعض أعداء الكنيسة والقربان كان يعمد إلى أخذ القربان وتدنيسه، أو رمي البقايا الّتي تسقط من القربان المقدّس على اليد.

لا داعي للبلبلة وللمزايدة في هذا الموضوع وحول هذا القرار، فالرّبّ يسوع حاضر في القربان، وأنت أيّها المؤمن ستحصل على نعمة القربان إن كان في اليد أم في الفم، وفي الفترة الحاليّة القرار المؤقت هو أن تكون المناولة في اليد، لذا نطلب الوعي والمسؤوليّة في التّعامل مع القربان المقدّس وتناوله أمام الكاهن مباشرة، وعدم رمي أيّ بقايا منه، لأنّ المسيح حاضر في كلّ جزء. ويستمرّ هذا التّدبير الى حين ينتهي زمن كورونا ونعود إلى المناولة في الفم والّتي هي أفضل. أمّا في الوقت الحاليّ فلنلتزم بفضيلة الطّاعة لأنّ هذا القرار صدر عن الكنيسة وعن مجلس المطارنة مجتمعًا والطّاعة واجب على الجميع، وأنا أوّل المؤمنين، لذا دعونا نوقف المزايدات لأنّها ليست علامة إيمان وطاعة للكنيسة".