دينيّة
28 آب 2023, 13:35

الراعي في صبحية "كاريتاس" في حديقة البطاركة : نحن بحاجة إلى المحبة والحقيقة لحل مشاكلنا

تيلي لوميار/ نورسات
نظّمت رابطة "كاريتاس لبنان" - إقليم الجبة، صبحيّة في حديقة البطاركة، برعاية البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة الرّاعي، يعود ريعها لدعم صندوق الإقليم، بمشاركة رئيس رابطة "كاريتاس لبنان" الأب ميشال عبود، منسّق الأقاليم الأب رولان مراد، مسؤولة جهاز العلاقات الإعلامية ماغي مخلوف، رئيس ومكتب أعضاء الإقليم، فاعلّيات المنطقة، كهنة وأبناء رعايا الإقليم وإعلاميّين.

شكر البطريرك الرّاعي الحضور وعلى رأسهم الأب عبّود، وقال:"إنّ حياتنا المسيحيّة ترتكز على أمرين هما المحبّة والحقيقة وهذا ما يوحي به الوادي المقدّس الذي نحن فيه أيّ وادي قنّوبين، فإذا غاب إحدى الأمرين نسقط، إلى ذلك فإنّ المحبّة والحقيقة مرتبطة بكاريتاس إلى حدّ بعيد، ذلك أن رسالة الكنيسة الحقيقة هي خدمة الحقيقة والمحبّة وهو ما تقوم به كاريتاس وما قام به البطاركة والشّمامسة الأربعة والذي هم اليوم كاريتاس، هذا لا يعني أنّكم الوحيدين الذين تخدمون الحقيقة والمحبّة لكنّه يعني أنّ دوركم الأساسيّ يرتكز عليهما منذ تأسيس رابطة كاريتاس خصوصًا وأنّها من أسس رسالة الكنيسة منذ نشأتها، والكنيسة هنا هي أمام أيّ المؤمنين. الحياة لا تبنى أبدًا على الكذب والبغض وهذه مشكلتنا الأساسيّة في لبنان فهناك كذب كثير وبغض وحقد كثير، نحن بحاجة للمحبّة والحقيقة على المستويين السّياسيّ والوطنيّ لحلّ مشاكلنا على كلّ المستويات".

بدوره، رحّب رئيس إقليم الجّبة إيليا بالحضور شاكرًا دعمهم، وتوجه إلى البطريرك بالقول: "تحيي كاريتاس الجبّة هذا اللّقاء الخيريّ برعايتكم وحضوركم، وهنا في موقع حديقة البطاركة ليتوفّر لها غذاء الجسد وغذاء الرّوح. فأرض الوادي المقدّس هي مصدر الغذاء الجسديّ، ورسالة الوادي هي مصدر الغذاء الرّوحيّ. وهذا هو الكنز الثّمين الذي حفظه بطاركتنا بروح الأمانة والوفاء، وقدّموه ملاذًا لشعبهم المؤمن، بخاصّة حين تشتدّ الصّعوبات والتّحدّيات. واليوم نحن في صميم هذه التّحدّيات، وهي مصيرية مقلقة تسعى فيها كنيستنا بقيادتكم إلى دعم صمود شعبها، كما فعلت طوال التّاريخ. وتستلهم كاريتاس روحيّة هذه المسيرة التّاريخيّة لتتقوى في الاضطلاع بمسؤوليّاتها الرّعويّة الاجتماعيّة، ووقوفها إلى جانب كلّ محتاج ومريض ومهمَّش وضعيف، وأين لكاريتاس، ولسواها من العاملين في حقل الرّبّ من موقع أغنى من هنا حيث الينابيع والجذور الرّوحيّة التي تحصَن بها الآباء والأجداد متحلّقين حول بطاركتهم القدّيسين منذ تأسيس البطريركيّة المارونيّة مع يوحنا مارون حتّى اليوم.

تحيّة لكم يا صاحب الغبطة تكملون المسيرة أمناء أوفياء لتراثها الثّمين. ومن هذا التّراث نستلهم روح التّعاون والتّعاضد والمشاركة في تقاسم خيرات الأرض وإشراك الفقراء، بخاصّة، فيها. من هذا الوادي نستلهم دعوتنا ورسالتنا فنقبل على خدمة المحبّة بفرح ورجاء، نقبل بفرح العطاء، وبرجاء المؤمنين أنّ أبواب الجحيم لن تقوى علينا. أجل يا صاحب الغبطة نحن أقوياء بإيماننا، وبركاتكم الأبويّة، وبجهود لا تتوقّف في سبيل خدمة المعوزين، وسدّ حاجات العائلات والمرضى والأيتام والعجزة والأرامل وسائر شرائح الفئات المهمَشة. نحن أقوياء بروح التّطوّع في صفوف العاملين معنا في كاريتاس، وبمحبّة وسخاء الأصدقاء يشكّلون السّند الدّائم ومصدر الدّعم لخدماتنا. وهذا اللّقاء الخيريّ هادف إلى تعزيز قدراتنا لمضاعفة خدماتنا وتأدية رسالتنا.

إنّني باسم كاريتاس- الجبّة أجدّد تحيّات المحبّة والولاء لكم يا صاحب الغبطة وأشكر حضور جميع الإخوة المتضامنين مع كاريتاس، وأقدّر عناية رابطة قنّوبين للرّسالة والتّراث وجماعة الرّاهبات الأنطونيات، باشراف سيادة المطران جوزف نفاع، بالتعاون مع الوكيل البطريركي الخوري طوني الآغا، أقدّر العناية بهذا الموقع وتأهيله وجعله مكاناً مناسباً لأنشطتنا الرعوية والرّسوليّة."

وكانت كلمة للأب عبّود شكر فيها للبطريرك رعايته ومحبّته وصلاته الدّائمة من أجل "كاريتاس"، وأضاف: "عندما نرى البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي نرى كاريتاس، عندما تقول لنا إنّ كاريتاس هي في صلاتك اليوميّة، أتذكّر كلماتك ودعواتك لنا في كلّ صلواتنا، وهنا سأتحدّث عن رواية تقول، إنّ البعض أعطى للنّاس رزّا وأكلًا لكنّهم اعطوهم معه ملاعق طويلة، وبعد فترة عادوا إليهم فوجدوا قسمًا منهم ميتًا وقسمًا آخر ما زال حيًّا، واكتشفوا بعدها أنّ من عرفوا أنّ من حاول إطعام نفسه بالملعقة الكبيرة فشل ولم يأكل ومات من الجوع، أمّا من أطعم غيره وأكل من غيره فبقي حيًّا .

هذا هو المعنى الحقيقيّ لما نقوم به اليوم فنحن بحاجة لان نأكل ونطعم الآخرين لدعم كاريتاس، وهنا أقول، كم نفرح عندما نساعد الآخرين، وكم نحزن عندما نعجز نتيجة للمتطلّبات الكثيرة".

تخللّ الاحتفال تكريم المونسيور فكتور كيروز وإعطائه درع وفاء، لما يقوم به من خدمات لرابطة "كاريتاس لبنان" ولإقليم الجبّة.