الراعي: مسؤولية الفراغ لا تقع على المسيحيين او على الموارنة وحدهم
ونقل الوفد الى غبطته تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس كما وضع غبطته في اجواء اوضاع الكنائس وحركة الاستيطان الاسرائيلي المستمرة ومخاطرها.
خلال اللقاء حيا البطريرك الراعي الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده معبرا عن تضامنه معه في مطلبه بانشاء دولة خاصة يعود اليها كل اللاجئين فيعيشوا بكرامة في الارض التي رووها بدمائهم وبعرق جبينهم، وهذا حقهم الطبيعي. واضاف غبطته: "على المستوى الدولي اقول انه لا يمكن ان يكون هناك سلام بين الدول بدون احترام كل الشعوب. فعندما نتكلم عن السلام، نعني ركائز اربع: الحقيقة، العدالة، المحبة والحرية. وهي تقوم على الاحترام بين الدول وبين الشعوب، بحيث انه لا يمكن ان يسيطر احد على احد، ولا يمكن لاحد ان يقضم حق غيره. والحقيقة تصطحب معها العدالة وانا اعتقد ان هناك انتهاك كبير للحقيقة والعدالة في القضية الفلسطينية، ونأمل من المجتمع الدولي، ان يتخذ القرار بانشاء دولة فلسطينية يعيش اهلها بسلام وليتحمل مسؤوليته امام الاستبداد والقهر والظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني. واذا لم يحصل ذلك فهذا يعني اننا متجهون الى حروب مستمرة ومن غير الممكن ان يكون هناك سلام في الشرق الاوسط." وختم غبطته: "نسأل المسيح أمير السلام ان يعيد السلام الى مصدره، الى الارض التي انطلق منها السلام الى كل العالم".
بعد اللقاء اوضح عميرة "ان التواصل مع غبطة البطريرك امر بغاية الاهمية والضرورة بالنسبة لنا، من اجل الاستماع الى مشورته في قضايانا الاساسية."
بعد ذلك استقبل البطريرك الراعي وفد مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيناتور باريزا خياري نائبة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي وعضوية السيناتور كاترين جنيسون، السيناتور كريستيان كامرمان والسيناتور جان-بيار فيال، بحضور السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون والسيد سيباستيان ريشار السكرتير التنفيذي للمجموعة.
تمحور اللقاء حول موضوع انتخاب رئيس للجمهورية ومخاطر استمرار الفراغ ودور فرنسا في تسهيل اتمام هذا الاستحقاق خصوصا لجهة تقريب وجهات النظر بين مختلف الافرقاء والضغط على الدول المؤثرة في هذا الاطار. كما شكّل موضوع النازحين السوريين وتداعياته الخطيرة على لبنان حيّزا كبيرا من الاجتماع خصوصّا ان اعدادهم في تزايد مستمر من خلال الولادات. وجدد غبطته دعوته لايجاد مناطق آمنة للنازحين داخل الاراضي السورية من اجل عودتهم سريعا الى بلادهم لان تأخير هذه العودة يستتبع العواقب الوخيمة على المجتمع اللبناني الذي يعجز عن تحملها، مؤكدا تضامنه الانساني مع النازحين في محنتهم.
وبعد الظهر التقى الكردينال الراعي وفد الاتحاد الاوروبي الذي يزور لبنان في جولة استطلاعية يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين، ويضم ثلاثة عشر عضوا ابرزهم نائب رئيس حزب الشعب الاوروبي النائب باولو رانجل والامين العام النائب انطونيو لوبيز ايستوريز وايت ووزية الدفاع الايطالي السابق ماريو ماورو وقد عرض الوفد مع نيافته للاوضاع العامة المحلية والاقليمية ولاسيما لموضوع رئاسة الجمهورية والنزوح السوري.
وامام الوفد اعتبر البطريرك الراعي ان المطلوب من الاسرة الدولية فصل الاستحقاق الرئاسي عن الازمة الاقليمية والاحداث الدائرة في المنطقة مؤكدا ان مسؤولية الفراغ لا تقع على المسيحيين او على الموارنة وحدهم وعبثا يحاول البعض تصوير الامر وكأنه شأن ماروني. وفي موضوع النزوح السوري جدد غبطته التأكيد انه لا يمكن لاي بلد ان يتحمل نزوح عدد يساوي نصف عدد سكانه بشكل مفاجىء اليه وان مساحة سوريا التي تفوق مساحة لبنان ب 18 مرة قادرة على استيعاب هذا العدد في مناطقها الامنة حيث يمكن للمنظمات الدولية ان تساعدهم هناك. واشار الى مخاطر انتزاع فرص العمل من امام اللبنانيين والى تسكير الطرقات على تصريف انتاجهم داعيا الى مساعدة المزارعين اللبنانيين في تحمل هذا العبء وايجاد السبل من اجل مساعدتهم على تصريف هذا الانتاج وبخاصة اليوم موسم التفاح بحيث بات الامر يهدد لقمة عيش اللبنانيين. وحذر البطريرك الراعي الاسرة الدولية من التضحية بالديمقراطية في لبنان وبالتالي بالنموذج اللبناني بحجة اقامة ديمقراطية لا نعلم لا شكلها ولا مضمونها كما جرى في العراق وقد ادت هناك الى تهجير اكثر من مليون مسيحي. فلبنان هو المدخل الطبيعي للديمقراطية الى كل بلدان الشرق الاوسط وهو ارض التعديية التي يعيش عليها المسلمون والمسيحيون بكل تعاون وانفتاح واخوة."
كما استقبل الكردينال الراعي الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية تياري كانكوتون والكاتبة الفرنسية ايزابيل ديلمان التي حضرت الى لبنان من اجل توقيع كتابها الجديد "في قلب الفوضى، مقاومة مسيحي في الشرق الاوسط"، الذي يتضمن مقابلات مع الكردينال الراعي وذلك خلال حفل تقيمه جامعة سيدة اللويزة يوم الخميس المقبل في 29 ايلول الساعة السادسة في مسرح البطريرك الراعي داخل حرم الجامعة.