الراعي من معاد : الايمان بالمسيح ثقافة وحضارة ونحن مدعوون لبنائهما ونشرهما
على ايمان بطرس بالمسيح بنى الرب يسوع كنيسته، جماعة المؤمنين به، كما يبنى البيت على الصخرة. الصخرة هي الايمان بالمسيح والبيت هو جماعة المؤمنين. وفي البيت الحجري الذي نسميه بيت الله، تتكون جماعة المؤمنين، تتكون الكنيسة، يتكون جسد المسيح، الكنيسة السرّ والكنيسة الشركة والكنيسة الرسالة. ونحن اليوم في تكريس هذه الكنيسة على اسم مار يوسف في بيت الكاهن، نجدد ايماننا بالمسيح، ايمان بطرس ولكن ندرك اننا مدعوون لنكون كنيسة المسيح الحيّة، جماعة المؤمنين.
يسرّنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا التي نكرس بها كنيسة مار يوسف ومذبحها، وكما تفضّل سيادة راعي الابرشية، نحن نذكر الذي اراد هذه الكنيسة وقدّم المال في سبيلها، المثلث الرحمة المطران يوسف سلامة الذي عاش بعض السنوات في هذا البيت واحبه واراد ان تقام هذه الكنيسة على اسم مار يوسف. غادرنا الى بيت الآب في 29 اذار 2004، تاركًا الوصية والمال من اجل بناء هذه الكنيسة. وبدأ العمل سنة 2005 وهو من السماء يشهد ويفرح ويبارك ويشارك.
ولا نستطيع الا ان نحيي بيننا ذكرى مؤسس بيت الكاهن المثلث الرحمة المطران اغناطيوس زيادة، وهو يفرح معنا في السماء هو الذي كان يحمل هم تأسيس بيت الكاهن. والمطران زيادة عُرف بدقته وقد كنت شاهدا في روما على هذا الهم بحيث كان يحمل معه دائما حقيبتين فارغتين يعود بهما الى لبنان حاملا في الاولى كتبا لمكتبة مطرانية بيروت من حساب المطرانية، وفي الثانية كتبا لمكتبة بيت الكاهن العتيد من مدخوله الشخصي. اننا نحيي روحه في السماء ونحيي انسباءه الحاضرين معنا. هكذا ولد بيت الكاهن هذا، وهو يضم ذخيرتين عزيزتين على قلوبنا رفات المثلثي الرحمة مؤسس البيت المطران اغناطيوس ومؤسس هذه الكنيسة المطران يوسف. اكثر الله من امثالهما ومن محبي الكنيسة والكاهن على مثالهما. ونحن نلتمس اليوم شفاعتهما ومحبتهما.
صحيح اننا نكرس اليوم كنيسة حجرية لائقة بالله، شفيعها مار يوسف، ولكن يبقى ان ندرك اننا مدعوون في كل مرة ندخل اليها او الى سواها من كنائسنا المقدسة بالحضور الالهي والتي تحمل الكلمة والاسرار، الى ان نكوّن كنيسة المسيح وجماعة المؤمنين وجسد المسيح السرّي الذي يرأسه يسوع المسيح ويحييه الروح القدس. ولا تُبنى كنيسة المسيح وجماعة المؤمنين الا حول المسيح الحاضر في الافخارستيا. وهكذا وفيما هي الكنيسة مقدسة بحجارتها مدعوة لتكون مقدسة في اعضائها، في جماعة المؤمنين. يسمي بولس الرسول كل واحد منا هيكل الروح ويسمي الجماعة هيكل الروح القدس. وبطرس الرسول يسمي المؤمنين الحجارة الحية في هيكل الله الروحي. نحن على موعد في الكنيسة كل يوم احد يوم الرب لكي نكوّن الكنيسة، وجسد المسيح. يقول آباء الكنيسة: لا تمزّقوا جسد المسيح بغيابكم يوم الاحد عن الذبيحة الالهية. انها نعمة عظيمة تُعطى لنا كمسيحيين اننا نؤلف جسد المسيح السرّي، هذه الكنيسة السرّ اي اتحادنا من خلال الكلمة والاسرار وحلول الروح القدس بالله الواحد والثالوث، في الكنيسة الشركة حيث نبني معا افقيا الجماعة الكنسية والكنيسة الرسالة التي تنطلق لتحمل حضارة وثقافة الانجيل للمجتمعات.
الايمان بالمسيح ليس مجرّد كلمة او عقيدة انما ثقافة وحضارة ونحن مدعوون لبنائهما ونشرهما في العالم. لنتذكر دائما نعمة وشرف ونبل كوننا جسد المسيح.
انني احيي سيادة راعي الابرشية المطران ميشال عون المؤتمن على هذا البيت مع المونسنيور توفيق ابو هدير المسؤول عن ادارته ومعاونيه كما احيي المهندسين والمقاولين الذين بنوا هذه الكنيسة. احييكم جميعا وكلنا نفاخر باننا ننتمي الى هذه الكنيسة. واذ نعلن ايماننا: "انت هو المسيح ابن الله الحي، يجيبنا: انتم كنيستي الحيّة المرسلة لتبني ثقافة الانجيل في المجتمع البشري. هذا ما نلتمسه بشفاعة ما يوسف شفيع هذه الكنيسة وبنعمة الآب والابن والروح القدس الآن والى الابد. آمين.