لبنان
15 أيلول 2019, 05:00

الرّاعي يحتفل بعيد ارتفاع الصّليب ويُدشّن المركز الصّيفيّ لمقرّ مطرانيّة جبيل المارونيّة في لحفد

إستهلّ البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي زيارةً راعويّةً إلى أبرشيّة جبيل المارونيّة تستمرُّ يومين، بدأت أمس السّبت، بحسب "إعلام البطريركيّة المارونيّة".

في البداية، زار الرّاعي رعيّة مار إسطفان في لحفد؛ حيث ترأّس صلاة عيد ارتفاع الصّليب، بحضور راعي الأبرشيّة المطران ميشال عون، رئيس دير مار مارون عنايا الآباتي طنّوس نعمة والآباتي أنطوان خليفة، كاهن الرّعيّة الخوري طوني حردان، منسّق العلاقات بين المؤسّسات الكنسيّة المارونيّة المهندس أنطوان أزعور، رئيس تجمُّع موارنة من أجل لبنان المحامي بول كنعان، ولفيف من الفاعليّات والآباء والكهنة وحشد من المؤمنين.

 

في بداية الصّلاة، ألقى كاهن الرّعيّة الخوري طوني حردان كلمةً رحب فيها "ببطريرك الكنيسة بين أبناء الرّعيّة"، منوّهًا بـ"مواقفه الكنسيّة والوطنيّة لما فيه خير لبنان واللّبنانيّين، خصوصًا في هذه الظّروف الصّعبة التي نعيشها." 

 

وبعد الإنجيل، ألقى البطريرك الرّاعي عظةً تحدّث فيها عن معنى الصّليب والفداء، فقال:

"‘إنّ زمن الصّليب هو زمن الرّجاء والتّفاني والصّمود، فهو مصدر قوّتنا، به نقهر عدوّنا الشّيطان وننتصر على الشّرّ، وبقوّته نعيش في ظلّ الحقيقة.

وقد عاش يسوع مرحلة آلام حيث تألّم وأُهين وأُسيء إليه وكُلّل بشوك، وهذا يعني أنّ زمن الصّليب يُذكّرنا بأنّ طريقنا إنّما فيه مشاركة بآلام المسيح أكانت من داخلنا أو من خارجنا، جسديّة أو معنويّة أو روحيّة أو اجتماعيّة، وكلّ ما يوجع الإنسان أخذ قيمة خلاصيّة من صليب المسيح.

 

ونحن نتطلّع عند كلّ الصّعوبات إلى الصّليب الذي هو وحده الخلاص، فنعيش الرّجاء ونصمُد بقوّة المسيح وقيامته.

أمّا بالنّسبة إلى مراحل حياة القدّيس إسطفانوس، شفيع هذه البلدة التي يتّخذ أبناؤها منه مثالًا في التّضحية والعطاء، فهو أوّل شهيد في الكنيسة، والأب إسطفان نعمة ابن البلدة الذي أخذ شعاره: الله يراني". وإنّ هذه البلدة بعائلاتها المارونيّة أعطت الكنيسة وجوهًا كنسيّة معروفة، ويوجد فيها تراث تتمُّ المحافظة عليه جيلًا بعد جيل، ونحن نُصلّي لكي يظلُّ مثال هؤلاء لنا دعوةً للصُّمود بقوّة الصّليب والإيمان، بالرُّغم من كُلّ شيء.

نحن أبناء الصّليب والقيامة، ولهذا نناضل ونواصل مسيرتنا التي عاشها آباؤنا وأجدُادنا، وتركوها لنا كي نحافظ عليها، فنحن ندخل المئويّة الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، فهذه مناسبةً لكي نعود إلى جذورنا، ومعرفة كيف نشأ لبنان وما هي الفلسفة التي عليها بُني هذا اللبنان، والتي جعلته مُميّزًا عن كلّ بلدان هذه المنطقة، وهذه مناسبةً أيضًا للعودة إلى فلسفة الصّيغة اللّبنانيّة.

ونحن مدعوّون بقوّة إيماننا وقوّة تشبُّثنا بأرضنا اللّبنانيّة، لنعود إلى جذورنا اللّبنانيّة لكي نحافظ على وطننا الذي يُعطي قدّيسين تلو قدّيسين، ففيما الأرض تعيش فسادًا ولا أخلاقيّة وبُعدًا عن الدّين والكنيسة والإنجيل، إذا بأبناء لبنان يُكلّموننا من عليائه.

ومع بداية الحرب بدأت مسيرة القدّيسين مار شربل ونعمة الله ورفقا والأخ أسطفان وابو نعمة، واليوم العديد من المُكرّمين الذين أنهت الكنيسة التّحقُق "لتقول إنّهم عاشوا ببطولة الفضائل الإلهيّة والقيم الإنسانيّة والرّوحيّة.

وأتمنّى أن يكون زمن الصّليب زمن عودة إلى صليب فدائنا وسرّ الموت والقيامة."

وبعد الصّلاة، انتقل الرّاعي والآباء إلى صالة الكنيسة، حيث التقى أبناء الرّعيّة، وألقى رئيس البلديّة ابراهيم مهنّا كلمةً رحّب فيها بالرّاعي قائلًا له: "التّرحيب بكُم في لحفد ليس فيه عناء، نحن نعرف أنّكم تُحبّون لحفد وأنّ لحفد تُحبّكم كثيرًا. رعيّتكُم في لحفد تطرب، ولديها حنين إلى نغم ودقّة صولجانكم على ثابت أرضها، فأرضها أرض البطاركة وتزهو وتفخر بأمجادها. زيارتكم يا صحاب الغبطة إلى لحفد، هي شروق شمس عامّية تُضيء على القيم والثّوابت، تُنعش وتُنمّي الثّبات عليها وتُحيي الأمل. مُجدّدًا أهلًا وسهلًا بغبطتكم في هذه الزّيارة، وأنعم الله علينا وعليكم بتكرارها".
ومساءً دشّن الرّاعي المركز الصّيفيّ لمقرّ مطرانيّة جبيل المارونيّة في لحفد.