دينيّة
28 حزيران 2018, 07:00

السّبت.. لاعبة كرة قدم تعلن نذورها المؤبّدة

ريتا كرم
هي قصّة فتاة عشقت الحفلات والسّهر، لا بل أكثر هي قصّة لاعبة كرة قدم فازت بالبطولة الوطنيّة للاعبات كرة القدم الأميركيّة الاحترافيّة، إلّا أنّها اختارت أن تحصد فجأة البطولة الأكبر في حياتها: التّرهّب.

 

إنّها الأخت ريتا كلير آن يوشس، وُلدت في أميركا في كنف عائلة كاثوليكيّة ربّتها على قيم المسيحيّة بخاصّة مع ارتيادها مدارس كاثوليكيّة. إلتزمت منذ صغرها المشاركة في القدّاس الإلهيّ أيّام الآحاد مع أهلها ولكن من دون أن يحرّكها كلام الله أو تصغي إليه وقتها، فالتّرهّب لم يكن في بالها أساسًا.

جُلّ ما شغل بال الفتاة حينها كانت الرّياضة، إذ نالت منحة كرة سلّة كاملة لجامعة ديترويت- ميرسي حيث لعبت مدّة أربع سنوات. وفي العام 2003، بعد إنهاء دراستها الجامعيّة، انطلقت في مسيرتها الرّياضيّة كلاعبة كرة قدم في صفوف فريق "ديترويت ديموليشن" حتّى سنة 2006.

وفي آذار/ مارس 2007، حصل ما لم يكن في الحسبان قطّ! وإذا بعظة كاهن تهزّها وتفجّر لأهلها وأصدقائها مفاجأة كبيرة: التّرهّب! فانفصلت عن حبيبها، وتركت كلّ شيء، ولبّت نداء يسوع وتبعته.

وفي التّفاصيل، شعرت يوشس أثناء العظة أنّها مريضة روحيًّا وهي تموت، فما كان منها إلّا أن توجّهت إلى كرسيّ الاعتراف للمرّة الأولى بعد زمن طويل وأفرغت كلّ ما في داخلها راغبة بتغيير حياتها بشكل جذريّ. وما كان من الكاهن إلّا أن أرشدها ناصحًا إيّاها بالتّعمّق في الكتاب المقدّس يومّيًا. وأضحت ريتا كلير مذّاك متعبّدة للقربان المقدّس. وهناك، أمام يسوع الحيّ في الكأس المبارك، تخبر الرّاهبة عن شعور داخليّ جميل فتقول بحسب وكالة الأخبار الكاثوليكيّة CNA: "شعرتُ أنّ الله الآب يعانقني ويشدّني نحو صدره كما يعانق الأب ابنته. وعندها، تغيّرت حياتي للأبد، وبدأتُ أرغب في يسوع أكثر فأكثر، وفهمتُ خطّته لحياتي".

هكذا، في لحظة واحدة تغيّرت حياة ريتا كلير آن يوشس الّتي لم تفقد مع دعوتها مهاراتها الرّياضيّة، بل ها هي تعزّزها في المباريات الّتي تخوضها بجانب راهبات الفرانسيسكان الثّمانية والثّلاثين اللّواتي تعيش معهنّ في تورنتو- أوهايو.

واليوم، ها هي الأخت ريتا كلير آن يوشس تتحضّر لتعلن نذورها النّهائيّة والمؤبّدة يوم السّبت، وسط دعم كبير من ذويها منذ لحظة القرار الأولى. وها هي قصّتها تترك في عالم اليوم صدمة إيجابيّة وتطلق دعوة مستمرّة للإصغاء إلى نداء الرّبّ في حياتنا وتلبيتها مهما كانت، غير مبالين بالأمجاد الأرضيّة الزّائلة، واثقين أنّ ما يخبّئه لنا الله هو حتمًا النّصيب الأفضل!