صحّة
15 أيلول 2021, 10:47

الشاي الأخضر.. فوائد وأضرار ومحاذير

تيلي لوميار/ نورسات
فوائد الشاي الأخضر عديدة، ويتمّ وصفه على أنه أحد أكثر المشروبات صحة. فهو غنيّ بمضادات الأكسدة التي لها العديد من الفوائد الصحية على جسم الإنسان. لكن الإفراط بشرب الشاي الأخضر ومن دون استشارة طبيه، قد يسبب مشاكل صحية.

 

عُرفت فوائد الشاي الأخضر منذ عدة قرون. لذلك، استفاد الطب الصيني والهندي التقليديين من فوائد الشاي الأخضر، لعلاج العديد من المشاكل الصحية.  

تشير الدراسات إلى أن تناول الشاي الأخضر يؤثر إيجاباً على صحة الجلد، ويساعد في إنقاص الوزن، ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وفقاً لتقرير صادر عن المعهد الدولي للتنمية المستدامة، يعتبر الشاي (الأسود والأخضر) ثاني أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم، بعد الماء.  

 

ما هو الشاي الأخضر؟

الشاي الأخضر هو مشروب مصنوع من أوراق نبتة الكاميليا الصينية المجففة، وهو نبات من أصل صيني، ويستخدم أيضاً في صنع الشاي الأسود. يختلف الشاي الأخضر عن الشاي الأسود فقط بطريقة صناعته: فالشاي الأخضر مصنوع من أوراق غير مخمرة، لذا فهو قليل المعالجة. وهو ثاني أكثر أنواع الشاي إنتاجاً في العالم بعد الشاي الأسود.

بعد الحصاد، تُطهى أوراق الشاي على البخار وتجفف. يسمح هذا التسخين بتعطيل الإنزيمات، ما يمنع التخمير ويحافظ على اللون الأخضر للأوراق. يكون منقوع الشاي الأخضر فاتح اللون، أصفر إلى حد ما.

استهلك البشر الشاي الأخضر لمذاقه وخصائصه الطبية منذ نحو 5000 عام في الصين ومنذ نحو 1500 عام في اليابان.

 

شجيرة الشاي

تعتبر شجرة أو شجيرة الشاي Camellia Sinensis، مصدر جميع أنواع الشاي. من الممكن أن يأتي الشاي الأخضر من كلا النوعين Sinensis و Assamica.  

يشير مصطلح Sinensis إلى الأصل الجغرافي لهذه النبتة وهو الصين. أمّا مجموعة Assamica فتأخذ اسمها من منطقة Assam في شمال الهند.  

الشاي ذو الجودة العالية يأتي في المقام الأول من مجموعة Sinensis. لم يتم بعد إثبات أي من الصنفين كان بالفعل السلالة الأساسية لهذا النوع. ولكن كل الأدلة تشير إلى أن النوع الأصلي هو كاميليا سينينسيس Camellia Sinensis من مقاطعة يونان في الصين. تم استخدام الشاي الأخضر على شكل مسحوق (بودرة) ولُبن (أحجار).

 

اكتشاف الشاي  

يعود تاريخ اكتشاف الشاي الأخضر إلى ما يقارب الـ5000 عام في الصين.  

تقول إحدى الأساطير الهندية أن سيدهارتا غوتاما "بوذا" (القرن السادس قبل الميلاد) كان أول رجل في التاريخ يشرب الشاي.  

لكن تاريخ الشاي يعود إلى أزمنة سابقة بكثير. إذ كان الشاي موجوداً في الصين على الأقل منذ عهد الإمبراطور شين نونغ في العام 2737 قبل الميلاد، أي منذ نحو 5000 عام.  

وفقاً للأسطورة الصينية، فإن الإمبراطور شين نونغ اكتشف بنفسه نبتة الشاي بالصدفة، حين كان يُسخن الماء ليشربه، فحركت الرياح أغصان الشجيرة التي كان يجلس بجانبها. طارت بعض أوراق شجرة الشاي البرية لتقع في الوعاء، فاختلطت بالماء الساخن وأعطت رائحة أسعدت الإمبراطور وأعجبته.  

لاحقاً، اكتشف الإمبراطور شين نونغ الفوائد الطبية للشاي. ويقال أيضاً إنه اكتشف أيضاً أن الشاي يعالج 100 مرض.  

بالإضافة إلى هذه الأسطورة، يُقال عن هذا الإمبراطور - الذي يُعتبر إله طب الأعشاب - أنه جرّب واكتشف الخصائص الطبية لمئات النباتات والأعشاب البرية الأخرى. إذا كانت الأعشاب سامة، فإن الشاي يزيل السمّ.

لا يزال يُعتبر الأمبراطور شين نونغ أنه والد الطب الصيني والزراعة، كما كان موسيقياً كبيراً وعالم فلك.

خلال عهد أسرة تانغ (618-907) الصينية، أصبح لتناول الشاي طقوس محددة طبقات اجتماعية دون غيرها. وقد أشاد به الشعراء واستُهلك بشكل أساسي كمسحوق مع الملح وقليل من الماء.

أمّا الآن فهو النبات الأكثر استهلاكاً في العالم (3 ملايين طن سنوياً) وتحظى خصائصه الطبية باهتمام أبرز العلماء.

 

تصنيف وحصاد الشاي

تُصنف أنواع الشاي المختلفة، الأخضر والأسود وغيرهما، بحسب عمليات التجفيف والتصنيع المختلفة وليس بحسب أصل النبتة.

يتم حصاد أوراق الشاي يدوياً (قطف) عدة مرات في العام، مع فترة تباعد الحصاد بين مرة وأخرى من 4 إلى 14 يوماً، وهو الوقت الذي تتجدد فيه نبتة الشاي.

بالنسبة للحصاد "العادي"، تتم إزالة أول ورقتين فقط من الأغصان، ودائماً الورقتين الأصغر حجماً، ذات اللون الأخضر الفاتح، بالإضافة إلى برعم "البيكو" الذي ليس سوى النبتة الصغيرة الملفوفة على نفسها.

 

كيف يصنع الشاي الأخصر؟

يتم تحضير جميع أنواع الشاي، باستثناء الأعشاب (الزهورات)، من الأوراق المجففة لشجيرة الكاميليا الصينية. ويحدد نوع الشاي، مستوى أكسدة الأوراق.

يُصنع الشاي الأخضر من أوراق غير مؤكسدة. وهو أحد أنواع الشاي الأقل معالجة. لهذا السبب، يحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة والبوليفينول النافع.

 

ما هي فوائد الشاي الأخضر؟

يحتوي الشاي الأخضر على مادة البوليفينول (مركبات الفلافونويد والكاتيكين) وجزيئات مضادات الأكسدة بما في ذلك إيبيغالوكاتشين غالاتي (EGCG).  

دراسات مختلفة وجدت أن خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة ينخفض، لدى شاربي الشاي الأخضر. كما أظهر بحث نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية في العام 2006، أن استهلاك الشاي الأخضر مرتبط بانخفاض معدل الوفيات: في هذه الدراسة التي تابعت 40 ألف ياباني تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 عاماً على مدى 11 عاماً.

كانت النتيجة أن الذين شربوا أكثر من 5 أكواب من الشاي الأخضر يومياً، كان خطر الوفاة أقل لديهم، خاصةً بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

من المعروف أيضاً أن الشاي الأخضر يحتوي على مادة البوليفينول أكثر من الشاي الأسود، وكمية أقل من الكافيين. غالباً ما يتم الحديث عن الشاي كمساعد في إنقاص الوزن؛ فعادة ما تحتوي المكملات الغذائية التي من المفترض أن تساعد في إنقاص الوزن على الشاي الأخضر.

ولكن، الإستهلاك المفرط للشاي الأخضر خطير بسبب مادتي الفلورايد والألمنيوم فيه.

استخدم الشاي الأخضر، في الطب الصيني والهندي التقليديين للسيطرة على النزيف وشفاء الجروح، والمساعدة على الهضم، وتحسين صحة القلب والدماغ، وتنظيم درجة حرارة الجسم.

تشير الدراسات إلى أن الشاي الأخضر قد يكون له تأثير إيجابي في إنقاص الوزن، واضطرابات الكبد، ومرض السكري من النوع 2، ومرض الزهايمر، وغيرها.

 

فوائد الشاي الأخضر للوقاية من السرطان

في البلدان التي يكون فيها استهلاك الشاي الأخضر مرتفعاً، تميل بعض معدلات الإصابة بالسرطان إلى الانخفاض. ومع ذلك، لم تُظهر الدراسات أدلة ثابتة على أن شرب الشاي الأخضر يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام.

رجحت دراسات الخلايا على الحيوانات وأنبوب الاختبار، وجود بعض الآثار الإيجابية لشرب الشاي الأخضر على الأنواع التالية من السرطان:

الصدر والمثانة والمبيض والقولون والمستقيم (الأمعاء) والمريء (الحلق) والرئة والبروستات والجلد والمعدة.  

النتائج الإجمالية من العديد من الدراسات، أسفرت عن نتائج غير متسقة وأدلة محدودة على فائدة شرب الشاي الأخضر على الخطر العام للسرطان.

 

فوائد الشاي الأخضر لإنقاص الوزن وحرق الدهون

وجدت مراجعة للعديد من الدراسات أن مادة الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر والكافيين قد يكون لهما دور في زيادة التمثيل الغذائي للطاقة، ما قد يؤدي إلى فقدان الوزن. لأنه وفقاً لبعض الأبحاث قد يزيد الشاي الأخضر من حرق الدهون ويعزز معدل الأيض.

في إحدى الدراسات التي شملت 10 رجال أصحاء، أدى تناول مستخلص الشاي الأخضر إلى زيادة عدد السعرات الحرارية المحروقة بنسبة 4٪.  

في حالة أخرى شملت 12 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة، زاد مستخلص الشاي الأخضر من أكسدة الدهون بنسبة 17٪ ، مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً.

قد يحسن الكافيين أيضاً الموجود في الشاي الأخضر، الأداء البدني عن طريق تعبئة الأحماض الدهنية من الأنسجة الدهنية وتحويلها إلى طاقة.

ذكرت دراستان منفصلتان أن الكافيين قد يزيد من الأداء البدني بنحو 11-12٪.

 

فوائد الشاي الأخضر لأمراض الجلد الالتهابية

يتمتع الشاي الأخضر بخصائص مضادة للالتهابات. فقد وجدت مراجعة للدراسات السريرية البشرية والتجارب الخلوية والحيوانية، أن الشاي الأخضر ومكونه الرئيسي epigallocatechin-3-gallate (EGCG)، لهما تأثيرات مضادة للالتهابات يمكن إثباتها.

كما يمكن لهذه المواد أن تقلل من تكوين الجذور الحرة في الجسم، وتحمي الخلايا والجزيئات من التلف. فالجذور الحرة تلعب دوراً في حدوث الشيخوخة والعديد من أنواع الأمراض.

 

فوائد الشاي الأخضر لصحة القلب

أشارت دراسة أجريت في العام 2006 إلى أن استهلاك الشاي الأخضر يرتبط بانخفاض معدل الوفيات بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

تابعت الدراسة أكثر من 40 ألف مشارك ياباني تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 عاماً لمدة 11 عاماً، بدءاً من عام 1994. ووجدت أن المشاركين الذين شربوا ما لا يقل عن 5 أكواب من الشاي الأخضر يومياً، كان خطر الوفاة أقل لديهم بأمراض القلب والأوعية الدموية.

دعم التحليل في العام 2016 للبحث في الشاي الأخضر وأمراض القلب والأوعية الدموية هذه النتائج. تم تضمين ما مجموعه تسع دراسات شملت 259267 فرداً في التحليل. وخلص الباحثون إلى أن تناول الشاي الأخضر كان مرتبطاً بنتائج إيجابية فيما يتعلق بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الإقفارية (مرض نقص تروية القلب) ذات الصلة.

وجدت مراجعات منفصلة من العام 2017 و 2019 أيضاً، أن البوليفينول الموجود في الشاي الأخضر، قد يعمل على خفض ضغط الدم ويقلل الالتهاب ويحسن وظيفة الظهارة (أحد الأنواع الرئيسية للنسيج المكون لأجسام الكائنات الحية)، ما قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

 

فوائد الشاي الأخضر لخفض الكوليسترول

وجدت مراجعة في العام 2011 أن تناول الشاي الأخضر، إما كمشروب أو كبسولات، كان مرتبطاً بانخفاض متواضع في إجمالي كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.

 

فوائد الشاي الأخضر للوقاية من السكتة الدماغية

يبدو أن شرب الشاي الأخضر أو ​​القهوة بانتظام يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

فقد ذكرت دراسة لجمعية القلب الأميركية (AHA) أن إدراج الشاي الأخضر في النظام الغذائي اليومي للشخص قد يكون مرتبطاً بتغيير بسيط ولكنه إيجابي في تجنب خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

 

فوائد الشاي الأخضر للوقاية من داء السكري النوع 2

كانت الدراسات المتعلقة بالعلاقة بين الشاي الأخضر ومرض السكري غير متسقة.

فقد وُجد أن خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ينخفض، لدى الأشخاص الذين يشربون الشاي الأخضر مقارنة بالذين لا يشربونه. كما وجدت مراجعة واحدة من مصدر موثوق لـ 17 تجربة عشوائية وجود علاقة بين استهلاك الشاي الأخضر وانخفاض مستويات الجلوكوز الصائم والأنسولين الصائم.

 

فوائد الشاي الأخضر لوظائف المخ

للشاي الأخضر مفعول أكثر من مجرد إبقاء المرء متيقظاً، بل قد يساعد أيضاً في تعزيز وظائف المخ.

لا يحتوي الشاي الأخضر على قدر كافٍ من مادة الكافيين بقدر القهوة، لكنه كافٍ لإحداث استجابة من دون تأثيرات التوتر المرتبط بتناول الكثير من الكافيين.

يؤثر الكافيين في الدماغ عن طريق منع ناقل عصبي مثبط يسمى الأدينوزين. بهذه الطريقة، فإنه يزيد من إطلاق الخلايا العصبية وتركيز الناقلات العصبية مثل الدوبامين والنورادرينالين.

أظهرت الأبحاث باستمرار أن الكافيين قد يحسّن جوانب مختلفة من وظائف المخ، بما في ذلك الحالة المزاجية واليقظة وتوقيت رد الفعل والذاكرة.

مع ذلك، فإن الكافيين ليس المركب الوحيد المعزز للدماغ في الشاي الأخضر. فهو يحتوي أيضاً على الأحماض الأمينية L-theanine، التي بمقدورها عبور الحاجز الدموي الدماغي.

يزيد L-theanine من نشاط الناقل العصبي المثبط GABA، والذي له تأثيرات مضادة للقلق. كما أنه يزيد الدوبامين وإنتاج موجات ألفا في الدماغ.

تشير الدراسات إلى أن الكافيين و L-theanine يمكن أن يكون لهما تأثيرات تآزرية. هذا يعني أن الجمع بين الاثنين يمكن أن يكون له تأثيرات قوية بشكل خاص في تحسين وظائف المخ.

بعض الأبحاث رجحت أنه من الممكن للشاي الأخضر، أن يعزز عمل الذاكرة لدى الشخص والوظائف المعرفية الأخرى.

وجدت الدراسة التطوعية أن الشاي الأخضر يمكن أن يكون واعداً في علاج الإعاقات المعرفية المرتبطة بالحالات العصبية والنفسية مثل الخرف.

 

فوائد الشاي الأخضر لصحة الفم  

لمضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر فوائد لصحة الفم.

تشير دراسات أنبوب الاختبار إلى أن الكاتيكين يمكن أن يثبط نمو البكتيريا، ما قد يقلل من خطر الإصابة بالعدوى العقدية الطافرة وهي بكتيريا شائعة في الفم. تتسبب في تكوين طبقة البلاك وتساهم بشكل رئيسي في تسوس الأسنان.

تشير الدراسات في المختبر إلى أن مادة الكاتيكين الموجودة في الشاي الأخضر، قد تمنع نمو بكتيريا الفم، ولكن لا يوجد دليل يشير إلى أن شرب الشاي الأخضر له تأثيرات مماثلة.

ومع ذلك، هناك بعض الأدلة على أن الشاي الأخضر قد يقلل من رائحة الفم الكريهة.

 

فوائد الشاي الأخضر قبل النوم

بعض الأشخاص يعتبرون أن شرب الشاي الأخضر قبل النوم يساعدهم على النوم بسهولة أكبر. وهناك من يعتبر أنه يسمح لهم بالنوم بشكل أفضل وبالتالي الاستيقاظ في حالة أفضل.

مع ذلك، فإن شرب الشاي الأخضر في المساء غير مناسب للجميع.

صحيح أن الشاي الأخضر يمكن أن يساعد على النوم بشكل أفضل ولمدة أطول، بسبب احتوائه على مركب: الثيانين (أحد الأحماض الأمينية النباتية).

فمن خلال العمل على الهرمونات المرتبطة بالتوتر وإثارة الخلايا العصبية في الدماغ، فإنه يسمح للدماغ بالاسترخاء.

أظهرت الدراسات أن شرب من 3 إلى 4 أكواب من الشاي الأخضر التي تحتوي على القليل من الكافيين يومياً، يقلل من التعب ويساعد في تهدئة التوتر وبالتالي النوم بشكل أفضل.

ولكن في بعض الحالات، قد يكون من الضار شرب الشاي الأخضر قبل النوم ليلاً بسبب:  

1- وجود الكافيين

الشاي الأخضر يحتوي على مادة الكافيين، التي تسمح للمرء بالبقاء مستيقظاً وتجعله يشعر بالتعب بشكل أقل. وبالتالي تجعل النوم صعباً.

تستغرق عملية امتصاص الجسم لمادة الكافيين بالكامل، ساعة من الوقت. بناءً على هذه الفرضية، فإن شرب الشاي الأخضر قبل النوم يمكن أن يمنعك من النوم. علماً، أن كل فرد يتفاعل بشكل مختلف مع الكافيين.

2- تعزيز الاستيقاظ ليلاً

بالإضافة إلى ذلك، فإن الشاي الأخضر يعزز الاستيقاظ الليلي، لأنه مدرٌ للبول. ووجود الكافيين يزيد من عملية درّ البول وبالتالي الاستيقاظ ليلاً.

على شبكة الإنترنت، تنتشر معلومات تقول إن التانين (العفص) الموجود في الشاي تلغي تأثير الكافيين. وهذا ليس صحيحاً دائماً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الكافيين.

للاستفادة من الشاي الأخضر في النوم، فلا تخلطه بالماء المغلي بل بالماء الفاتر الذي يؤدي إلى انخفاض مستوى الكافيين فيه.

في الخلاصة:

لم تجد الدراسات العلمية دليلاً على أن شرب الشاي الأخضر، تحديداً في المساء، يساعدك على النوم بشكل أفضل.  

لذلك، من الأفضل شرب الشاي الأخضر على مدار اليوم، والتوقف عن شربة قبل النوم بساعتين على الأقل.  

لذلك، ومن أجل النوم بشكل جيد، يوصي الخبراء بشرب منقوع البابونج أو اللافندر، لما لهما من تأثيرات مهدئة. هناك أيضاً مشروب حليب القمر، وهو المشروب المثالي لتحسين النوم. فهو يتألف من الحليب ومستخلصات نباتية وجوز وتوابل ومواد دهنية، ويحدّ من الاستيقاظ الليلي والأرق.

 

فوائد الشاي الأخضر باللیمون

أفادت دراسة أميركية أجريت في جامعة بوردو في الولايات المتحدة، يأن إضافة القليل من عصير الليمون إلى الشاي الأخضر، "يعزز" فوائده الصحية. ويسمح للجسم بامتصاص مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر، بشكل أفضل.

اشتملت الدراسة على مراقبة نتائج إضافة فيتامين C وكذلك عصير الليمون، إلى المشروبات الغنية بمضادات الاكسدة، كجزء من محاكاة الهضم في المختبر.  

وفقًا للنتائج، فإن إضافة الليمون، وكذلك فيتامين C ، لهما تأثير صحي إضافي على فوائد الشاي الأخضر، المعروف بخصائصه.

 

فوائد الشاي الأحضر للبشرة

يعتبر الشاي الأخضر حليفاً للصحة والجمال. لقد جذبت مجموعته من مضادات الأكسدة وفوائدها المتعددة فضول المختبرات التجميلية والعناية بالبشرة فأدخلته في صناعة موادها التجميلية. فما هي فوائد الشاي الأخضر للبشرة؟

1- مايسترو التنقية

إن محتوى الشاي الأخضر من العفص (التانين) مع مزاياه الصحية، يسمح بامتصاص الدهون الزائدة والسموم ومخلفات التلوث. باختصار، فإنه ينظف نسيج الجلد ويشد المسام المتوسعة، ويمنح البشرة إشراقاً ورونقاً.  

2- شريك في مكافحة الشيخوخة

بفضل احتوائه على مادة البوليفينول بشكل مركّز للغاية، بما في ذلك الكاتيكين، فإن الشاي الأخضر قادر على تحييد الجذور الحرة المسؤولة عن شيخوخة الجلد المبكرة. تعمل جزيئاته على تعزيز إنتاج الكولاجين وتساعد في الحفاظ على مرونة الجلد وتأخر ترهل الأدمة (إحدى طبقات الجلد وتقع تحت البشرة مباشرة).

3- عامل مهدئ

بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، فأن الشاي الأخضر يعمل على تهدئة البشرة الحساسة. كما تعمل الأحماض الأمينية فيه على تحسين تجديد حاجز البشرة.

4- إزاله الدهون

يحفّز الشاي الأخضر آلية تحلل الدهون، وبالتالي التخلص منها. وفي حين تعمل مادة العفص (التانين) على تعزيز لون البشرة، فإن محتواه من الكافيين يعمل على تنظيم وتصريف الدهون.

 

مع أي نوع من البشرة يتناسب الشاي الأخضر؟

يتمتع الشاي الأخضر بميزة أنه يتناسب مع جميع أنواع البشرة. والبشرة الدهنية على رأس القائمة لتأثيره المنظم للدهون.

صديق البشرة الحساسة لتأثير المهدئ. فعّال جداً في التنظيف، ومثالي كغسول لإشراقة البشرة، سواء كانت دهنية أو عادية أو مختلطة أو جافة.  

 

أضرار الشاي الأخضر ومخاطره

الشاي الأخضر كأي نوع من الأعشاب الطبيعية، يجب تناوله باعتدال، واستشارة الطبيب المعالج أو المختص عند استخدامه بهدف التداوي.  

فوائد الشاي الأخضر المتعددة، لا تلغي آثاره الجانبية التي تكون أحياناً خطيرة على الصحة، خصوصاً: أثناء الحمل، ولدى المصابين بأمراض المعدة أو الكلى، والهيموفيليا (سيلان الدم)، ولدى من يتناول الأدوية، ويتعاطى الكحول.

قبل الدخول في تفاصيل مخاطر الشاي الأخضر، لا بدّ من الإشارة إلى عاملين يجب أخذهما بالاعتبار عند شراء الشاي الأخضر وتحضيره. وهما:

1- جودة الشاي الأخضر  

يوصي الخبراء دائماً بالتحقق من جودة الشاي الأخضر المعدّ للاستهلاك. فالشاي الأخضر قليل الجودة يحتوي على مزيج أقل توازناً من المكونات، وبالتالي لا يستجيب الجسم لفوائده. هذا ينطبق بشكل خاص على أكياس الشاي، التي بغالبيتها الساحقة تقدم كمية قليلة للغاية من المكونات القيمة للصحة.  

بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يتم رشها  بمبيدات الآفات بجميع أنواعها. وتحتوي على كميات كبيرة من الزيوت المعدنية بسبب سوء جودة التعبئة والتغليف والنقل.  

فقد توصّل باحثون ألمان في دراسة قاموا بها في جامعة "إمبراليد" الألمانية أن تلك الأكياس قد تسبب السرطان.

أما المشكلة الحقيقية وراء ذلك، فتعود إلى نوع الورق المستخدم في صناعة الأكياس، إذ يحتوي على مادة Epichlorohydrin، وهو مركّب من المركبات العضوية الكلورية والإيبوكسيد، ويستخدم في إنتاج البلاستيك والمواد اللاصقة وغيرها .

من الناحية الصحية، الشاي الأخضر المحمص بالبخار، هو إلى حد بعيد الشاي الذي يستفيد منه الجسم بشكل أفضل، وليس الشاي الأخضر المحمص في خزانات معدنية.

2- طريقة تخمير الشاي الأخضر

من الضروري أيضاً، التأكد من أنه يتم تخمير الشاي الأخضر بالطريقة الصحيحة، للحفاظ على فوائده.  

درجة حرارة الماء التي تزيد عن 60 درجة مئوية، بالإضافة إلى النقع الطويل (أكثر من دقيقتين) يجعل الشاي أقل فائدة. فهو يقلل من إطلاق مادة العفص (التانين) ما يتعارض مع الامتصاص السليم للحديد وحمض الفوليك (B9).  

 

أضرار الشاي الأخضر في الحالات التالية:

1- التهاب الأمعاء

في حالة التهاب الأمعاء (الدقيقة أو الغليظة) أو الغشاء المخاطي المعوي. يمكن أن يؤدي شرب الشاي الأخضر إلى تضخيم التأثير أو الكشف عن الالتهاب الموجود. إذا لم تتحسن الأعراض أو ازدادت سوءاً، يوصى بالتوقف عن شرب الشاي واستشارة الطبيب أو الأخصائي قبل تناول الشاي الأخضر في هذه الحالة.

2- مشاكل الكلى

من الضروري أن تناقش التأثير المدر للبول للشاي الأخضر مع الطبيب. التوصيات الخاصة بوقت شرب الشاي والجرعة الموصوفة ونوع الشاي هي أمور يجب مناقشتها مع الطبيب أو الأخصائي.

3- سيلان الدم

في حالة الهيموفيليا (مرض سيلان الدم)، يجب استهلاك الشاي الأخضر بحذر، لأنه قد يكون مسيّلاً على الدم. لذلك، فمن الضروري استشارة طبيبك أو أخصائي قبل تناول الشاي الأخضر.

4- العلاج وتناول الأدوية

يجب توخي الحذر عند استهلاك الشاي الأخضر عند تناول أي دواء أو علاج. إذ من الممكن أن يكون للكافيين ولمكونات الشاي الأخضر النشطة الأخرى، تفاعلات سلبية مع بعض الأدوية.  

في بعض الحالات، قد تمنع الجسم من امتصاص بعض الأدوية، مثل: الديازيبام أو الفاليوم، الأدوية المتعلقة بالقلب، المؤثرات العقلية، كلوزابين، الليثيوم.  

وفي حالات أخرى، قد يضخم من تأثير بعض الدوية، مثل: حمض أسيتيل الساليسيليك، المضادات الحيوية.  

قد يكون للشاي الأخضر أيضاً آثار جانبية، مثل ارتفاع ضغط الدم، عند تناوله مع حاصرات بيتا والإيفيدرين وبعض مضادات الاكتئاب، وهو تأثير طويل الأمد للكافيين عن طريق بعض حبوب منع الحمل.  

لا تزال تفاعلات الشاي الأخضر غير مفهومة تماماً، أثناء العلاج الكيميائي. لذلك، لا بد من استشارة الطبيب أو المختص قبل تناول الشاي الأخضر.

5- الكحول

في حالة الإكثار من شرب الكحول، من المحتمل أن يزيد الشاي الأخضر من تأثير الكحول المدر للبول، ويسبب مشاكل في المسالك البولية. عند الاحساس بأي عوارض غير معتادة، فمن الأفضل تقليل الكمية أو التوقف عن تناول الشاي الأخضر واستشارة الطبيب.

6- الأسنان

بالرغم من فوائد الشاي الأخضر المعقمة والمطهرة لمنطقة الفم، إلا أن مادة التانين التي يحتوي عليها، تميل إلى تحويل لون الأسنان إلى اللون الأصفر. إذا كان تستهلك الشاي بانتظام وبكميات كبيرة، فقد يتلف مينا الأسنان.  

نصيحة: لتفادي هذه الأضرار، من الضروري غسل الأسنان بعد كوب الشاي الأخضر (أو الشاي الأسود) لإزالة مادة التانين من أسنانك.

بالإضافة إلى ذلك، يوفر الشاي الأخضر الكثير من الفلورايد. يترسب الكثير من الفلوريد على العظام ويسبب تسمماً هيكلياً بالفلور، ما يؤدي إلى تكثف غير متساوٍ للعظام. علماً، أن هذا العارض نادر جداً.

7- فقر الدم

يحتوي الشاي الأخضر على مادة الكاتيكين، وهي مادة تقلل من القدرة على امتصاص الحديد. شرب الكثير من الشاي يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لدى مرضى نقص الدم، وليس للأشخاص الأصحاء.  

الإفراط في شرب الشاي الأخضر يشكل خطورة على:

الرضع.

الأطفال.

النساء الحوامل.

مرضى غسيل الكلى.

المرضى الذين يعانون من نزيف داخلي وسيلان الدم.

8- القدرة على الإنجاب

توصلت دراسة مجلة Journal of Functional Foods، إلى أن الاستهلاك المفرط للشاي الأخضر قد يقلل القدرة على الإنجاب.

أجريت الدراسة على يرقات ذبابة الفاكهة تعرضت لجرعات من بوليفينول الشاي الأخضر. واجهت اليرقات التي تتعرض لـ10 ملليجرام من الشاي الأخضر صعوبة كبيرة في الحفاظ على نسلها. كما فقدت الإناث منها 17٪ من متوسط ​​عمرها المتوقع.

9- أثناء الحمل؟

يرتبط تأثير الشاي الأخضر على المرأة الحامل بصحتها البدنية، لذلك ينصح الخبراء النساء الحوامل عموماً، بالتوقف عن شرب الشاي الأخضر أثناء الحمل. خاصة إذا كانت المرأة الحامل قد تعرضت لكثير من السموم والتلوث. فالخطورة تكمن في انتقال السموم إلى الجنين.  

قد يمنع التركيز العالي لمادة التانين في الشاي الأخضر، امتصاص الأحماض الأمينية، خصوصاً حمض الفوليك، والحديد النباتي من المشروب.  

ولأن الشاي الأخضر مدر للبول، فالإكثار منه قد يؤدي إلى فقدان المزيد من السوائل والمواد الغذائية المهمة التي تحتاج إليها الحامل والجنين معاً.

أما بالنسبة إلى الحامل التي لا تعاني من الأمراض، يُفضل عدم شرب الشاي الأخضر بكثرة -كوب أو كوبين يومياً- خاصة في الأشهر الـ3 الأولى من الحمل؛ خوفاً من الإجهاض أو الولادة المبكرة، كما ينصح بعدم تناوله صباحاً على معدة فارغة.

في كل الحالات، استشارة الطبيب المعالج أو الأخصائي واجبة وضرورية لتجنب الاستهلاك الخاطىء للشاي الأخضر.

 

المصدر: الميادين