العائلة.. منبع المحبّة
يجمع هذا الأسبوع بين عيد القدّيس يوسف، الأبّ المربّي، وعيد الطّفل وعيد الأمّ، ليشكّل باقة معايدات لجميع أفراد العائلة، وإذا تأمّلنا بأهمّيّة توالي هذه الأعياد، لفهمنا أنّ الفرحة لا تكتمل إلّا بوحدة أفراد الأسرة وتماسكهم.
تتعطّش غالبيّة عائلات المجتمع اليوم إلى العطف بين أفرادها، فبين اجتهاد الأب لتأمين المعيشة وتناسيه أهمّية تأمين العطف والأمان لزوجته وأبنائه، وانشغال الأمّ بمسؤوليّاتها اللّامتناهية متجاهلة أهمّية الإصغاء إلى شريك حياتها والإنصات إلى أولادها، تضيع المحبّة...
تماسك المجتمع من تماسك العائلات، فإذا تشرذمت الأسر أيّ مجتمع سيُبنى؟ بتشرذم الأسر تخسر الكنيسة أيضًا الكثير من أبنائها، فمن يعلّم الأولاد أهمّيّة إيجاد وقت للصّلاة، ومن يجسّد مثال العائلة المقدّسة؟
كلّ منّا مدعوّ اليوم إلى توطيد العلاقة بين أفراد أسرته، كلّ منّا مدعوّ لإيجاد الوقت للآخر، فالإصغاء والاهتمام هبة يُهديها الأخوة والوالدان لبعضهم البعض ويبنون من خلالها عائلة مؤمنة يخيّم عليها العطف والمحبّة؛ فكما تقول الأمّ تريزا: "في البيت تبدأ محبتنا للآخرين".