لبنان
29 نيسان 2018, 12:00

العشاء السّنويّ لأبرشيّة بيروت للرّوم الكاثوليك برعاية العبسيّ

أقامت أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك عشاءها السّنويّ، برعاية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندريّة وأورشليم للرّوم الملكيّين الكاثوليك، يوسف الأول العبسيّ في فندق "هيلتون - حبتور" في سن الفيل.

 

 

 وذكرت الوكالة الوطنيّة أنّه حَضَرَ العشاء نائب رئيس المجلس الأعلى للرّوم الكاثوليك وزير الدّولة لشؤون التّخطيط ميشال فرعون، وزير الإعلام ملحم الرّياشي، النّواب نعمه طعمه ونديم الجميل وحكمت ديب، الوزيرة السّابقة ليلى الصّلح حماده، المدير العامّ لأمن الدّولة اللواء انطوان صليبا، محافظ بيروت زياد شبيب، وعدد من الوزراء والنّواب السّابقين والمطارنة والمرشّحين للانتخابات النّيابيّة وأعضاء المجلس الأعلى للرّوم الكاثوليك وشخصيّات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة.

بعد النّشيد الوطنيّ، ألقى راعي الأبرشيّة المطران كيرلّس سليم بسترس كلمة رحبّ فيها بالحضور وقال: "أيّها الرّبّ يسوع المسيح قلت لتلاميذك: حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا أكون في وسطهم". ها نحن مجتمعون باسمك في هذه الأمسية. نطلب منك أن تباركنا، وأن تذكر أبنا وبطريركنا يوسف المغبوط وإخوتنا الأساقفة وجميع السياسيّين أصحاب المعالي والسّعادة والسّيادة وكلّ الرّهبان والرّاهبات وكلّ أبناء الرّعايا والأصدقاء الذين حضروا في هذا اللّقاء، لقاء المحبّة، أنعم علينا جميعًا بأن نزداد في محبّتك ومحبّة بعضنا بعضًا لكيّ نشهد لقيامتك ونعزّز وحدتنا فيك، أنت رأس الكنيسة الواحد.

في هذا الزّمن الفصحيّ نطلب منك يا من قمت من بين الأموات أن تساعدنا على أن نتابع في هذا الوطن شهادتنا المسيحيّة وهذه الشّهادة هي أنّ الله محبّة، وأنّه أرسل ابنه الوحيد ليجمع في الوحدة أبناء الله المشتّتين من مختلف الأديان والمذاهب. فمعك بدأ انسان جديد وعهد جديد بين البشريّة وبين الله، الله يدعو جميع البشر إلى أن يعيشوا معًا بسلام ووئام كجسد واحد في المحبّة والاحترام المتّبادل، لهذا نجتمع ولهذا نصلّي. أبانا الذي في السّموات".

 

وكانت كلمة لراعي المناسبة قال فيها: "أيّها الأحبّاء، أشعر بسرور وفخر بوجودي اللّيلة بينكم مشاركًا في هذا الاحتفال العائليّ السّنويّ الّذي تصنعه أبرشيّة بيروت للرّوم الملكيّين الكاثوليك لأولادها داعية إيّاهم إلى أنّ يعبّروا فيه عن محبّتهم لبعضهم البعض وعن تضامنهم بعضهم مع بعض من ناحية، وعن محبّتهم وتضامنهم مع رعاتهم وخدّامهم الرّوحيّين من ناحية أخرى. مثل هذه اللّقاءات ينشط جسم الأبرشيّة ويعطيه زخمًا ودفعًا جديدًا مذكّرًا كلّ واحد منّا أنّه ينتمي إلى عائلة كبيرة تنمو وتقوى بتضافر جهود أعضائها وتشابك أعمالهم وتلاقي أفكارهم وتطلّعاتهم. وما هو أبعد من ذلك ما تبعثه هذه اللّقاءات من فرح في قلوبنا كلّنا.

يلاحظ أنّ الحياة المعاصرة تجعل يومًا بعد يوم حواجز بين النّاس وتباعد فيما بينهم وتأتي الكنيسة لتنبّهنا إلى هذا الخطر وتجعلنا نحسّ وندرك كم طيّب أن يكون الأخوة معًا، كم جميل أن يفكّر بعضنا مع بعض وببعض، كم قويّ أن يشعر الواحد أنّ بقربه من يستطيع أن يتّكل عليه ويلجأ إليه.

 

هذه هي المرّة الادأولى التي أشارككم فيها بهذا الاحتفال الجميل، أشكر سيادة الأخ المتروبوليت كيرلّس سليم راعي هذه الأبرشيّة الذي شاء أن يعبّر عن محبّته الأخوية بجعلي أرعى هذا الاحتفال، وأن يفرحني بمشاركتي فيه. سيادة المطران كيرلّس سليم بسترس رجل كنيسة ليس فقط على مستوى بيروت وكنيستنا الملكيّة بل على مستوى الكنيسة الجامعة. إن تولّيه رعاية هذه الأبرشيّة العريقة التي باتت تضمّ معظم أولادنا في لبنان وصارت بالتّالي مشاغلها وهمومها وأتعابها كثيرة، وطّد فيها السّلام والوئام وأشاد المؤسّسات والكنائس، باعثًا فيها الحياة بتواضع وحكمة وبساطة ومحبّة وتسامح وفرح. عَرَفَ سيادته كيف يحافظ على التّوازن وحسن العلاقة مع سائر الكنائس في العاصمة بيروت ومع الأخوة المسلمين على تنوّعهم جاعلًا كنيستنا البيروتيّة الرّائدة في المكان الذي لها وراسمًا لها الخطّ الذي عُرفت وتُعرف به، كنيسة جامعة، كنيسة التّلاقي، كنيسة التّفاهم، كنيسة التّوافق، بعيدًا عن العصبيّة أيًّا كان نوعها، وعن التّقوقع أيًّا كان سببه، وعن الإقصاء مهما اشتدّت دواعيه، ولا عجب فبيروت هي النّاصية في كنيستنا ولأنّها كذلك فهي مسؤولة قبل غيرها من الأبرشيّات ومثل لها. كلّ فكر فيها، كلّ عمل فيها، له وزنه وصداه في سائر الأبرشيّات. ومع الشّكر لسيادة الأخ كيرلس سليم أحيّي وأشكر أبنائي الكهنة رعاة هذه الأبرشيّة على خدمتهم المحبّة المتفانيّة الغيورة، وكم فيهم من جندي مجهول يعمل بالصّمت والإمحاء.

أصلّي إلى الله أن يباركهم ويقدّسهم، أحيّي وأشكر كلّ النّشاطات العاملة في الأبرشيّة ألا بارك الله مقاصدهم ونجح أعمالهم. أحيّي وأشكر كلّ فرد منكم على حضوره الذي هو بلا شكّ دليل على أنّ الكنيسة تعني لنا الشّيء الكثير وعلى أنّنا نريد كلّنا أن نسعى إلى خيرها. أحيّي وأشكر من حضر هذا الاحتفال وأشرف عليه.

وفي الختام أرفع دعائي إليه تعالى لكي يحرس هذه الأبرشيّة ويقدّس أبناءها ويقوّي أواصر المحبّة والوحدة بينهم فيكونوا رعيّة واحدة لراع واحد. كلّ عام وأنتم بخير".

 

ثمّ قدّم العبسيّ وبسترس لطعمه درعًا تكريميّة، تقديرًا لخدماته وعطاءاته.