علوم
26 تموز 2018, 11:06

العلماء يحددون مصدر الغبار على سطح الكوكب الأحمر

توصل العلماء إلى أن الغبار الذي يغطي جزءا كبيرا من سطح المريخ يأتي من تشكيل جيولوجي يبلغ طوله ألف كيلومتر بالقرب من خط استواء الكوكب الأحمر.

ويقول العلماء إن المنطقة الضخمة التي سميت "Medusae Fossae Formation" هي السبب في "تلويث الكوكب".

ويأتي هذا الاكتشاف في حين تجتاح الكوكب الأحمر بأكمله عاصفة ترابية ضخمة. ووجدت الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "Nature Communications"، تطابقا كيميائيا بين الغبار في الغلاف الجوي للمريخ والتكوين الجيولوجي المسمى "Medusae Fossae Formation".

وقال المعد المشارك في الدراسة، كيفن لويس، وهو أستاذ مساعد في علوم الأرض والكواكب في جامعة جونز هوبكنز، إن "تعرض هذه الرواسب الضخمة للتآكل بمرور الوقت هو السبب الرئيس لتغطية المريخ بهذا الكم من الغبار وتلوثه".

وتمكن الفريق من تحديد المنطقة على أنها تحتوي على وفرة من الكبريت والكلور، بالإضافة إلى تطابق نسبة الكبريت مع الكلور في غبار المريخ. وتشير النتائج السابقة إلى أن التشكيل الجيولوجي مصدره أحد البراكين، وبمجرد بلوغ حجمه 50% من حجم الولايات المتحدة الأمريكية القارية، أدت الرياح إلى تآكله حتى وصل حجمه إلى نحو 20% من الحجم الأصلي، ومع ذلك، يمثل هذا التكوين أكبر رواسب بركانية معروفة في نظامنا الشمسي.

وأدى هذا التآكل إلى وجود تضاريس شكلتها الرياح تعرف باسم "yardangs"، ومن خلال حساب المساحة التي فقدت من التشكل الجيولوجي، يقدّر العلماء أن كمية الغبار الحالية على سطح المريخ تكفي لتغطيته بطبقة تتراوح سماكتها بين 2 إلى 12 مترا.

ويتسبب الغبار في مشاكل حادة بالنسبة للبعثات على سطح الكوكب الأحمر، بما في ذلك مركبة الاستكشاف "سبيريت"، حيث يمكن للغبار أن يتسلل إلى الأدوات باهظة الثمن ويغمر الألواح الشمسية التي تحتاجها المركبات الفضائية لتشغيل المعدات الكهربائية.

وينفصل الغبار على الأرض من التكوينات الصخرية الضعيفة بفعل قوى الطبيعة مثل الرياح والمياه والأنهار الجليدية والبراكين والنيازك، وعلى مدى أكثر من 4 مليارات عام، ساهم جريان الأنهار والأنهار الجليدية في انتشار الغبار على سطح المريخ، حتى وإن كان بنسبة بسيطة.

وعلى الرغم من انتشار الحفر النيزكية على سطحه، إلا أن الجزيئات التي تنتج عن اصطدام النيازك أكبر من الجزيئات الدقيقة التي تشكل غبار المريخ.

وتؤثر جزيئات الغبار أيضا على مناخ المريخ من خلال امتصاص أشعة الشمس ما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة على سطحه وارتفاعها في غلافه الجوي. وقد يؤدي هذ الاختلاف في درجة الحرارة إلى عواصف شديدة تؤدي بدورها إلى وصول مزيد من الغبار إلى الغلاف الجوي.