ثقافة ومجتمع
16 أيلول 2016, 12:30

العلم نور.. لا نار

ماريلين صليبي
يعيش الطّفل سنوات ثلاث أولى مدلَّلًا بين ذراعَي والديه، يستيقظ في الوقت الذي يعتبره الأنسب، ينام متأخّرًا مهما أصبح الظّلم داكنًا، يأكل كلّما نقر الجوع قلبه، يبكي حينما تلمع الحاجة في فكره، يشاغب ليسيطر على الاهتمام، يمتلك الحرّيّة المطلقة والحكم النّاهي كملك في بيته العائليّ.

 

إلّا أنّ مدّة الحكم الدّكتاتوريّ المتفلّت هذا سرعان ما تنتهي، ليثور المغلوب على الغالب ويدير حملة انقلاب تزجّ الحاكم الظّالم في "سجن المدرسة"، وتعود الخلافة الحاكمة إلى الأهل من جديد.

هي صورة مبالغ فيها طبعًا، غايتها الوحيدة إظهار حدّة النّظام وجدّيّته، نظام سرعان ما يتّبعه الطّفل عند دخوله المدرسة.

لذلك، فإنّ الطّفل يبادل المدرسة والعلم بالكراهيّة والحقد، وعلى الأهل لعب دور فعّال لإعادة الأمور إلى سكّتها الطّبيعيّة.

العلم، أيّها التّلميذ، نور يضيء دروب الجهل، وشمس تشرق لتنير ظلمة ليل الأمّيّة.

العلم حياة أبديّة للنّفس والفكر والوعي، هو بحر واسع وينبوع لامتناهي تفيض منهما المعرفة لتروي كسل العقل.

العلم عَلَم الحرّيّة والإستقلاليّة والاكتفاء الذّاتيّ، والمدرسة ساحة معركة وحرب مع الجهل يخرج منها المرء منتصرًا أكيدًا واثقًا.

على الأهل إذًا السّعي لزرع حبّ العلم في قلوب أطفالهم، ليعتبروا المدرسة بيتًا ثانيًا يغرفون منه الكفاءات والمعارف الضّروريّة لمواجهة مشاكل الحياة القاسية.