لبنان
17 تشرين الأول 2023, 09:30

العمّار في قدّاس إقليم كاريتاس- جزّين: نطلب من الرّبّ أن يرفع الغضب الّذي تشهده المنطقة ووطننا لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة المطران مارون العمّار في كنسية سيّدة النّجاة- صيدون، قدّاس إقليم كاريتاس- جزّين السّنويّ، بحضور ومشاركة رئيس الرّابطة الأب ميشال عبّود ونائبه الأب رولان مراد، والدّكتور نقولا حجّار، والمدير التّنفيذيّ جيلبر زوين ولفيف من الكهنة وشخصيّات سياسيّة وعسكريّة وبلديّة واختياريّة وممثّلين عن الجمعيّات المحلّيّة والأخويّات.

بعد الإنجيل، ألقى المطران العمّار عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نطلب من الرّبّ أن يرفع الغضب الّذي تشهده المنطقة ووطننا لبنان، لأنّه وأمام هذه الظّروف الصّعبة تكون الصّلاة مفيدة وتشكّل عاملاً فعّالاً حتّى يلهم الله المسؤولين فيصلّوا ويتعاونوا لإيجاد الحلول المناسبة.

نحن اليوم نقيم قدّاسًا، ونذكر فيه رابطة كاريتاس الّتي أحبّ المسؤولون فيها أن يكون القدّاس في هذه الرّعيّة، و قد شاركوا في هذا القدّاس وكانوا زينته، لدينا الأب ميشال عبّود والأب رولان وكلّ الآباء الأجلّاء وكلّ المسؤولين الّذين يعملون في هذا الإقليم إضافة إلى شباب كاريتاس، وهنا نشكرهم على تعبهم معنا، لكن المطلوب أيضًا أن نساعد بعضنا البعض. من هنا كان هذا القدّاس لنقول لهم إنّنا جاهزون للتّعاون معكم  لتكون رسالة كاريتاس مباركة في هذه المنطقة خصوصًا وأنّها تسمح لنا بأن نكون من العذارى الحكيمات  لأنّنا من خلال كاريتاس نحضر الزّيت والمصباح لإنارة حياتنا عندما نقف أمام الرّبّ الدّيّان، تشكّل كاريتاس بابًا مفتوحًا أمامنا لنضيء مصباحنا في هذه الحياة.

من المهمّ أن نقف عند القراءات الّتي سمعناها اليوم، القراءة الأولى من نشيد الأناشيد حيث يشدّد بأنّ الحبيب الحقيقيّ هو الرّبّ والحبيبة الحقيقيّة هي الإنسان المؤمن وعلينا أن تفتح دائمًا الأبواب بوجههما لحصول اللّقاء، علينا أن نفتح باب قلبنا لحضور الله في حياتنا لإعطائنا النّعم الكثيرة لنصبح أبناء الرّبّ لأنّ الرّبّ يأتي بوسائل كثيرة، عبر شخص أو عبر حاجة أو حتّى بكلمة، الرّبّ يستخدم الوسيلة المناسبة لنفهم وجوده لذلك يقول لنا القدّيس بولس "اعملوا، اجتهدوا، كونوا حاضرين لتفتحوا للرّبّ بفرح عندما يأتي إليكم لتكونوا مخلصين للمسيح".

أمّا الإنجيل فيتحدّث عن خمس حكيمات وخمس جاهلات، وهنا أتوقّف على الحكيمات اللّواتي يمثّلن الأشخاص الخيّرة والجاهلات اللّواتي يمثّلن الأشخاص غير المبالين بالرّبّ، وهذا موجود في كلّ الإنسان المنقسم بين الخير والشّرّ، هكذا خلقنا الرّبّ ليختار كلّ منّا الجهة الّتي يريدها وبكلّ إرادته على هذه الأرض، أمّا الزّيت الموجود مع العذارى الحكيمات فهنّ يمثّلن كاريتاس الّتي تشكّل ذراع الكنيسة الاجتماعيّ والباب الّذي ندخله لنحضر الزّيت والصّباح، لأنّ رابطة كاريتاس تركّز على مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان وكيفيّة تقديم هذه المساعدة وبالطّريقة الّتي يراها مناسبة، بالطّبع نحن لا نتّفق على عمل خير واحد، ولكنّنا كلّنا قادرون على القيام بعمل خير نحبّه إذا ما أردنا ذلك، لذلك تتنوّع أعمال كاريتاس الخيريّة من مساعدة فقير الى العمل التّطوّعيّ في كلّ المجالات، لأنّ عمل كاريتاس لا يقتصر على المطارنة أو الآباء أو المسؤولين فيها لأنّه عمل متكامل  يبدأ في سنّ مكبرة، فكلّ شخص قادر على عمل الخير بغضّ النّظر عن العمر ونوع العمل وهذا بحدّ ذاته كاريتاس، هذه الأعمال يراها الرّبّ حتّى ولو لم يرها أحد، الرّبّ الّذي يعرف كلّ هذه الأعمال الّتي تساعدنا على عفران خطايانا وتحقّق عمل الكنيسة وعمل المسيح الخلاصيّ معنا ومن خلالها، نعم إنّ عمل كاريتاس أيّ عمل المحبّة تجاه الآخرين هو عمل مكرّم جدًّا من الرّبّ ومن الكنيسة ومن العائلات المسيحيّة، لذلك علينا أن لا نتعب أو نتأخّر عن هذا العمل مهما كانت الظّروف، من هنا نحن ككنيسة نبارك عمل كاريتاس وكلّ العاملين فيها وكلّ من يفكّر بالخير من أجل هذه المؤسّسة ويساهم فيها."

بعد القدّاس، ألقى رئيس الإقليم المحامي أنطوان بو راشد كلمة شدّد فيها على "دور كاريتاس في المحبّة والتّضحية والعطاء رغم كلّ الظّروف الصّعبة، وأكّد أنّ "كاريتاس لن تيأس، وتزيد من إنجازاتها في هذه المنطقة". وشكر أخيرًا المطران العمّار والأب عبّود على دعمهم الإقليم والعاملين فيه.

وفي نهاية  الاحتفال قطع قالب الحلوى وأقيم غداء محبّة.