متفرّقات
16 شباط 2023, 06:20

العناصر الأساسيّة في التربية

تيلي لوميار/ نورسات
يُعتبر عالم الأطفال عالم آخر بحدّ ذاته، فهو يحتاج إلى الصّبر والحبّ في تعاطي الوالدين مع أطفالهم. وتربيتهم هي فن، فيه تنسكب المهارات الوالديّة، وتتجلّى مشاعر الأمومة والأبوّة على السّواء، وتنعكس كلّ قيمهما ومبادئهما ومشاعرهما.

في التّربية، يساهم الوالدان في نموّ أبنائهما جسديًّا وعقليًّا ونفسيًّا؛ ولكن يمكن أن تصادف هذه الطّريق بعض الصّعوبات والتّحدّيات، وإذا لم يجد الوالدان العناصر الأساسيّة لتربية سليمة يكون تخطّيها صعبًا. وفي سطورنا التّالية إضاءة على هذه العناصر ومجموعة من النّصائح إلى الأهل من أجل تربية صحّيّة.

 

بداية، يجب التّسليم بأنّه لا توجد طريقة واحدة ومثاليّة لتربية الأطفال، إذ تتعدّد الأساليب الّتي يلجأ إليها الوالدان أو يحاولان تطبيقها داخل منزلهما. غير أنّ معيار التّربية الصّحّيّة يكمن في اتّصال الوالدين بداخلهما واستنباط مشاعرهما بخاصّة تلك المتعلّقة بمشاعرهما كشخصين بالغين.

 

وفي كثير من الأحيان، يسعى الأهل إلى تأمين ظروف مغايرة تمامًا لأطفالهم عن تلك الّتي كانت متوفّرة لهم في طفولتهم، وبالتّالي يعوّضون من خلال أمور إضافيّة. وهنا يجدر على الأهل التّنبّه من عدم عرض تجاربهم السّلبيّة على أطفالهم.

 

التربية السليمة تتضمن ثلاثة عوامل أساسيّة: الحبّ، الحماية، والضّوابط.

فمند اللّحظة الّتي يتكوّن فيها الطّفل في رحم الأمّ، ولبقيّة حياته، يكون الحبّ عاملاً مهمًّا في تنمية إحساسه بالأمان. وعلى هذا الحبّ أن يكون غير مشروط فـيُحبّ الأهل أبناءهم في كلّ حين وفي كلّ حال، بحسناتهم وسيّئاتهم، بإنجازاتهم وأخطائهم. على الأهل أن يجعلوا أطفالهم يدركون أنّهم لا يحبّون ربّما الخطأ الّذي ارتكبوه وإنّما محبّتهم لهم كبيرة وثابتة ولا شيء يُزعزعها. ولعلّ من أبرز الأمور الّتي تترجم محبّة الأهل هو تمضية وقت نوعيّ مع أطفالهم لأنّ ذلك يمنحهم ثقة عالية بالنّفس وتقدير للذّات وينمّي محبّتهم لأنفسهم.

 

أمّا العامل الثّاني فهو الحماية، وهنا يتجلّى دور الأهل في تلقين أولادهم سبل حماية أنفسهم والدّفاع عنها، فيمرّرون إليهم أساليب وتقنيّات بإمكانهم استخدامها في مواجهة ظروف معيّنة كالتّنمّر المعنويّ واللّفظيّ والجسديّ، والتّحرّش… ويضعون إذًا في متناولهم استراتيجيّات يتعلّمون من خلالها قول “لا” أمام أيّ طارئ، واللّجوء إلى مصدر موثوق وإعلامه بما تعرّضوا له، وإطلاعهم كوالدين على كلّ ما يواجهونه. كما من المهمّ أن يعمد الآباء والأمّهات إلى توعية أطفالهم جنسيًّا لأنّ ذلك يساهم في تعزيز معرفتهم المسبقة وبالتّالي في التّمييز بين الصّح والخطأ.

 

وأخيرًا الضّوابط، وهو وضع الحدود والقوانين الّتي تساهم في حماية الطّفل، علمًا أنّ هناك أهل يخافون من وضع هذه الحدود لأنّهم لا يريدون إزعاج أطفالهم، فيربّونهم على فكرة أنّهم يمكنهم دائمًا الحصول على ما يبتغون.

 

ولكنّ إرساء القوانين يحظى بأهمّيّة بالغة في عمليّة التّربية، فالهدف منه تربية الأطفال على احترام القوانين. البيت هو مدرسة صغيرة تدرّبهم على التّقيّد بالضّوابط الصّغيرة ليتمكّنوا من تطبيق القوانين الكبيرة لاحقًا في المجتمع، فيميّزون بالتّالي بين ما هو مسموح وما هو ممنوع. ومن المهمّ هنا أن يكون الأهل واضحين وثابتين في هذه القوانين كي يدرك الأبناء مدى جديَّتها وعدم الإلتزام بها يؤدي الى عواقب مناسبة حسب عمر الأولاد ومُتَّفق عليها مُسبقًا.

 

إذًا، أيّها الأهل تذكّروا أنّكم في يوم من الأيّام كنتم أطفالاً، فلا تتردّدوا في زرع الحبّ والحنان والشّعور بالأمان والحماية في نفوس أولادكم، لأنّ تلك العناصر أساسيّة لأطفالكم أمّهات وآباء المستقبل!

لذا أيّها الأهل، لأجل تربية سليمة إليكم مجموعة من النّصائح حول التّربية الصّحّيّة:

 

– التركيز على 3 عناصر أساسيّة: الحبّ والحماية والضّوابط

– تمييز المسائل العالقة من طفولتكم وتحديد هويّتها وعدم نقلها إلى أطفالكم

–  تأمين الحماية النفسية وتعليم الولد كيفية التعبيرعن نفسه والدفاع عن نفسه.

 

المصدر: المعالجة والإختصاصيّة في علم النّفس بولين الكلاسي منصور