الفاتيكان
13 شباط 2017, 13:42

الفاتيكان لم يحسم المسألة العقائديّة حول ظهورات مديغوريه!

بعد أن شكّلت ظهورات العذراء في مديغوريه مصدر جدل واهتداء، وبعد أن شكّلت ظاهرة توافد آلاف الحجاج المسيحيّين وغير المسيحيّين سنويًّاً إلى القرية البوسنيّة الصغيرة للصلاة ولسماع ما قالته العذراء للرؤاة، محطّ مراقبة من أعلى السلطات الكنسيّة، اتّخذ البابا فرنسيس قرارًا جريئًا بمتابعة الطابع الراعويّ لهذه الظّاهرة وذلك بتعيّين رئيس أساقفة وارسو وبراغ هنريك هوزر مبعوثًا من الكرسي الرسوليّ للبحث في الوضع الرعويّ في مديغوريه، موقع الظهورات المريميّة المزعومة في البوسنة والهرسك.

 

البعثة تهدف إلى اكتساب معرفة أعمق حول الوضع الرعويّ هناك، وبخاصة حول احتياجات المؤمنين الّذين يذهبون إلى الحجّ هناك، وبناءً على ذلك اقتراح مبادرات رعويّة ممكنة للمستقبل”.  

غريغ بورك، مدير دار الصحافة الفاتيكانيّة، شددّ خلال مؤتمر صحفيّ، على الطّابع الرعويّ وغير العقائديّ لبعثة رئيس أساقفة هوزر، موضحًا أنّ “المبعوث الخاص لن يدخل في جوهر الظّهورات المريميّة الّذي يعتبر مسألة عقائديّة من اختصاص مجمع عقيدة الإيمان”.

وأشار بورك إلى أن المسألة العقائديّة للظّهورات المزعومة “لا تزال قيد البحث معلنًا أنّ هذا ليس اعترافًا ولا حكمًا سلبيًّا. ولفت إلى أنّ المسألة العقائديّة منفصلة عن الجانب الرعويّ الّذي يتعلّق باحتياجات الناس، والحياة الرعويّة، والليتورجيا، والتعليم الدينيّ، والأسرار وخبرة التعبّد الّتي يعيشونها هناك، وليس بإدارة الرعايا المحليّة.

 أمّا تاريخ الظّهورات فيعود إلى الرابع والعشرين من حزيران من العام 1981 عندما بدأ ستّة أطفال في مديغوريه، يتلقون بحسب قولهم رسائل من العذراء مريم تحمل سلامًا للعالم، ودعوة إلى الإهتداء والصلاة والصوم، وبعض الأسرار عن أحداث ستتحقّق في المستقبل.

الكنيسة تريّثت بداية حتى نيسان العام 1991 حين اتخذ أساقفة يوغوسلافيا السّابقة قرارًا كشفوا فيه أنّه لا يمكن الإعلان عن حصول ظهورات أو إيحاءات فائقة للطبيعة.

وفي تشرين الأول العام 2013 أمر مجمع عقيدة الإيمان بأنّه من “غير المسموح” للإكليروس والمؤمنين “المشاركة في لقاءات، مؤتمرات أو احتفالات عامّة تُعتبر في إطارها مصداقيّة هذه “الظهورات” مسلّمًا فيها”.

أمّا في كانون الثاني العام 2014، أتمّت لجنة فاتيكانيّة تحقيقًا في الجوانب العقائديّة والنظاميّة للظهورات المفترضة، وسلّمت مستنتجاتها إلى مجمع عقيدة الإيمان لكي يحلّلها ويصدر وثيقة عن مديغوريه ويحيلها إلى البابا ليتخذ بدوره قرارًا نهائيًّا.

يُذكر أنّ البابا فرنسيس زار البوسنة والهرسك في حزيران العام 2015، لكنه رفض التوقف في مديغوريه خلال رحلته. وأثناء رحلة العودة إلى روما، أشار إلى أن إجراءات التحقيق في الظهورات شبه مكتملة.