ثقافة ومجتمع
19 تشرين الثاني 2018, 14:00

الفقراء... صورة المسيح في العيد

ميريام الزيناتي
إقترب زمن الميلاد، زمن استقبال ابن الله الوحيد، إله ولد في مغارة متواضعة وسط البرد القارس، متشبّها بأفقر الفقراء. واليوم بعد أكثر من ألفيّ سنة على تجسّده، ما زلنا نشهد على آفة الفقر الرّهيبة، وها هو يوم الفقراء العالميّ يحلّ مجدّدًا من دون أن تتحسّن حال آلاف الفقراء والمشرّدين حول العالم، فقراء ينتظرون لفتة صغيرة لتشعرهم بغنى المحبّة.

 

وبينما نستعدّ لاستقبال طفل المغارة، نخصّ في هذا اليوم الأطفال، أطفال يشبهون الطّفل الّذي ترك عرش السّموات ونام في مزود.

أطفال سُلبت منهم طفولتهم، وسطّر الجوع ملامح وجوههم. أطفال افترشوا الشّوارع أسرّة وسط شتاء قارس، ولم يجدوا وسيلة تدفئة غير الأمل وبراءة الطّفولة.

أطفال هدّ الجوع حيلهم، ونُحتت أجسامهم بريشة المجاعة. أطفال اغرورقت عيونهم بدموع ممزوجة بلمعة البراءة، لمعة لم تسرقها منهم قساوة الحياة.

أطفال ذنبهم الوحيد أنّهم ولدوا في زمن الظّلم المستشري، زمن يتبارى فيه القادة على لقب أبطال الحروب.

أطفال لا يبغون منّا سوى لفتة دافئة، مفاجأة صغيرة ونظرة حنان. أطفال إذا ما أجمعنا على محبّتهم لوهبناهم كنوز الأرض كافّة.

أطفال هم اليوم صورة مصغّرة عن الطّفل يسوع، ينتظرون منّا استقبالهم في قلوبنا وحملهم في صلاتنا، ليستعيدوا طفولتهم هديّة في العيد.