الفاتيكان
09 تموز 2020, 08:45

الكاردينال توركسون: ما من شفاء من الوباء بدون سلام

تيلي لوميار/ نورسات
إنّها إحدى أسوأ الأزمات الإنسانيّة منذ الحرب العالميّة الثّانية، هكذا وصف عميد الدّائرة الفاتيكانيّة المعنيّة بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة ورئيس اللّجنة الفاتيكانيّة الخاصّة بوباء كوفيد- 19 الكاردينال بيتر توركسون، وباء كورونا، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بتبعاته الصّحّيّة والاقتصاديّة والانتباه إلى تأثير هذه الأزمات المتداخلة على السّلام.

وإستنادًا إلى دراسة قامت بها اللّجنة وتحديدًا فريق العمل الخاصّ بالأمن والاقتصاد، أوضح توركسون أنّ أكبر المتضرّرين من هذه الأزمات هم المرضى والفقراء والمهمّشين وضحايا النّزاعات، وأنّ الفجوة هي إلى اتّساع ليس فقط بين الأغنياء والفقراء، بل أيضًا بين مناطق السّلام والرّخاء والبيئة العادلة وتلك المعانية من النّزاعات والحرمان والدّمار البيئيّ؛ مشدّدًا بالتّالي أنّه ما من شفاء بدون سلام، وأن تقليص النّزاعات هو الفرصة الوحيدة.

هذا ورحّب توركسون بدعم مجلس الأمن لوقف إطلاق عالميّ للنّار وبدعم 170 دولة لهذا الاقتراح، لافتًا إلى  الفرق بين دعم اقتراح وتطبيقه بالفعل، مؤكّدًا على حاجة العالم إلى "عولمة التّضامن" في وجه الأزمات المتداخلة، وإلى قيادة عالميّة قادرة على إعادة بناء أواصر الوحدة وتجنُّب تبادل الاتّهامات والنّزاعات القوميّة والانعزال وغيرها من أشكال الأنانيّة، كما إلى تعزيز ثقافة اللّقاء من أجل بناء سلام دائم في عائلة بشريّة واحدة ويتقاسم أعضاؤها التّضامن، الثّقة، اللّقاء، الخير العامّ واللّاعنف الّتي هي أسس أمن بشريّ حقيقيّ.

وأكّد عميد الدّائرة المذكورة بدعم الكنيسة القويّ لهذه المشاريع السّلاميّة، موضحًا أنّه بدون الرّقابة على السّلاح لا يمكن ضمان الأمن، وبدون الأمن يكون الرّد على الوباء غير كاف، منهيًا بالتّشديد على أنّه وقت بناء عالم يعكس بشكل أفضل المقاربة المتكاملة مع السّلام والتّنمية البشريّة والإيكولوجيا.

كلام توركسون جاء خلال مؤتمر صحفيّ عقدته دار الصّحافة الفاتيكانيّة، ظهر الثّلاثاء، حول "إعداد المستقبل، بناء السّلام في زمن كوفيد- 19"، شارك فيه أيضًا كلّ من: منسّقة فريق العمل الاقتصاديّ في اللّجنة وأستاذة الاقتصاد السّياسيّ في كلّيّة علوم التّربية أوكسيليوم الرّاهبة أليساندرا سميريلي، وأليسيو بيكوراريو من الدّائرة الفاتيكانيّة المذكورة.