العالم
01 تشرين الثاني 2024, 06:40

الكرسي الرسوليّ: 'الهجمات ضدّ المدنيّين في النزاعات غير مقبولة'

تيلي لوميار/ نورسات
رئيس الأساقفة إيتوري باليستريرو، المراقب الدائم للفاتيكان لدى الأمم المتّحدة والمنظّمات الدوليّة الأخرى في جنيف يلقي كلمة أمام المؤتمر الدوليّ ال34 للصليب الأحمر والهلال الأحمر ويصرّ على الالتزام الأخلاقيّ لأطراف النزاعات المسلّحة باحترام القانون الدوليّ الإنسانيّ الذي يحمي المدنيّين، كما جاء في "فاتيكان نيوز".

 

ندّد الكرسي الرسوليّ مرّة أخرى بشدّة، بالانتهاك المنهجيّ للقانون الدوليّ الإنسانيّ وسط النزاعات المستمرّة حول العالم، بما في ذلك في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

شجب رئيس الأساقفة إيتوري باليستريرو، المراقب الدائم للفاتيكان لدى الأمم المتّحدة والمنظّمات الدوليّة الأخرى، في كلمته أمام المؤتمر الدوليّ ال34 للصليب الأحمر والهلال الأحمر المنعقد في جنيف، سويسرا، استمرارَ وقوع السكّان المدنيّين ضحايا في النزاعات المسلّحة بسبب الهجمات العشوائيّة التي تنتهك القانون الدوليّ. قال: "لا يمكن أبدًا اعتبار المدنيّين المذبوحين أضرارًا جانبيّة".

كما كرّر رئيس الأساقفة باليستريرو، قلق الكرسي الرسوليّ العميق إزاء استخدام الأسلحة المتفجّرة في المناطق المكتظّة بالسكّان، ما يتسبّب في تشريد لأعادا هائلة من السكّان ودمار واسع النطاق للمدن والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة والبنية التحتيّة الحيويّة للمدنيّين.

وأشار إلى أنّ احترام القانون الدوليّ الإنسانيّ "ليس ممكنًا فحسب، بل هو إلزاميّ"، مؤكّدًا، بكلمات البابا فرنسيس أنْ، حتّى في خضّم دمار الحرب، فإنّ كلّ شخص مقدّس.

وفي مواجهة السياق العالميّ الحالي المقلق، سلّط رئيس الأساقفة باليستريرو الضوء على الحاجة الملحّة لعمليّة تعليميّة تهدف إلى نشر القانون الدوليّ الإنسانيّ وأساسه الأخلاقيّ، وتعهّد بدعم الكنيسة الكاثوليكيّة في "إيقاظ الضمير العامّ" بشأن هذه القضايا.

 

وأشار إلى أنّ هذا الأمر يزداد أهمّيّة اليوم في ضوء التقدّم التكنولوجيّ وتسليح الذكاء الاصطناعيّ، الذي أمسى، بسرعة، عنصرًا مركزيًّا في سير الأعمال العدائيّة.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الأساقفة إنّ الكرسي الرسوليّ يدعو إلى الاستخدام المسؤول للتكنولوجيّات الرقميّة والسيبرانيّة، وحثّ على تخصيصها "للأغراض السلميّة والتعاون والإثراء المتبادل".

ومن أجل المساهمة في جهود التوعية هذه، قال ممثّل الكرسي الرسوليّ إنّ الأخير تعهّد بثلاثة التزامات في السنوات الأربع المقبلة: تدريب رجال الدين العسكريّين الكاثوليك على القانون الدوليّ الإنسانيّ، وتعزيز أسسه الأخلاقيّة، لا سيّما لحماية المدنيّين والمواقع الدينيّة، وتنمية الحوار بين الأديان من أجل تعزيز الاحترام المتبادل، ما يساهم في الدفاع عن كرامة الإنسان والنهوض بالقيم التي يسترشد بها القانون الدوليّ الإنسانيّ.  

ثمّ، ذكّر رئيس الأساقفة باليستريرو مرّة أخرى بأنّ "الحرب هي دائما هزيمة للإنسانيّة"، واختتم بتجديد نداء البابا فرنسيس بأن "لا الأسلحة ولا الإرهاب ولا الحرب، بل الرحمة والعدالة والحوار [هي] الوسيلة المناسبة لبناء السلام".

جمع المؤتمر الدوليّ ال34 للصليب الأحمر والهلال الأحمر ممثّلين عن 191 جمعيّة وطنيّة و196 دولة طرفًا في اتّفاقية جنيف.  وتحت شعار "التغلّب على عدم اليقين – تعزيز الإنسانيّة"، ركّز جدول أعماله، بشكل خاصّ، على الامتثال للقانون الدوليّ الإنسانيّ. تعزيز حماية المدنيّين والعاملين في المجال الإنسانيّ؛ تعزيز العمل الإنسانيّ المستدام بقيادة محلّيّة؛ التوقّع والاستعداد والتكيّف في مواجهة التحدّي المناخيّ، أهمّيّة "قانون الكوارث" ؛ تأثير التقنيّات الرقميّة في الحرب.