الأردنّ
25 كانون الثاني 2017, 13:47

الكنائس الرّسوليّة في الأردنّ تصلّي من أجل الوحدة والسلام

تحت رعاية مجلس رؤساء الكنائس في الأردنّ وبتنظيم من مكتب فضائيّة نورسات، أحيت الكنائس الرّسوليّة في المملكة صلاة من أجل وحدة المسيحيّين في العالم تحت عنوان "لأنّ محبّة المسيح تحثُّنا".

 

وفي كلمة الافتتاح الّتي ألقاها الأرشمندريت ميلاتوس بصل نيابة عن راعي الاحتفال  غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثّالث بطريرك المدينة المقدّسة وسائر أعمال الأردنّ وفلسطين حيث قال فيها: إنّنا في لقائنا نجتمع للصّلاة معًا من أجل وحدتنا الّتي ننشدها منذ أكثر من مئة عام، حيث نلتقي حول كلمة الرّبّ الّتي تجمع وتوحّد وتقدّس، ونحن مدعوّون للعودة للذّات والتّوبة والابتعاد عن التّشتّت والتّعصّب والتّمسّك بأفكارنا وقبول فكر الآخر الّذي ينبغي أن تربط المحبّة بين قلوبهم لتكون كنائسنا ملتقى للحبّ والسّلام.

وشارك في الاحتفال البطريرك فؤاد الطّوال بطريرك اللّاتين السّابق والمتروبوليت فينذكتوس متروبوليت فيلادلفيا للرّوم الأرثوذكس والمطران موسى الحاج مطران الموارنة في الأراضي المقدّسة والمطران منيب يونان مطران الكنيسة اللّوثريّة في الأراضي المقدّسة والمطران ياسر عيّاش مطران كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك السّابق والقائم بأعمال السّفارة البابويّة بعمّان المونسنيور روبيرتو كونا والأب أنطونيوس حنّا راعي كنيسة الأقباط الأرثوذكس في الأردنّ والقسّ فايق حدّاد راعي كنيسة الفادي الأسقفيّة العربيّة والأب زيد حبابة راعي كنيسة الكلدان في الأردنّ والأب زهير جيجي راعي كنيسة السّريان الكاثوليك وممثّلين عن المجالس والفعاليّات في الكنائس الرّسوليّة في الأردنّ، زولفيف من الآباء الكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات وجموع من المؤمنين من كافّة أنحاء المملكة

وأدار احتفاليّة الصّلاة الأب نبيل حدّاد مدير مركز التّعايش الدّينيّ الّذي قدّم كلمة ترحيبيّة جاء فيها "هذا جمعٌ للأخوة وللأخّوّة، فما أجمل أن يجتمع الأخوة معًا"، وأضاف "إنّنا جئنا لنصلّي أوّلاً للرّوح القدس المعزّي، روح الحقّ الّذي يجمعنا ونشكر مع أنوار محبّتكم نورسات الّتي تحرص كما في كلّ عام على تنظيم لقاء الأخوة للصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين...".

وفي كلمة قدّمها المطران موسى الحاج مطران الكنيسة المارونيّة في القدس قال فيها: " إنّنا في لقائنا نجتمع للصّلاة معًا من أجل وحدتنا الّتي ننشدها منذ أكثر من مئة عام، حيث تجتمع الكنائس للصّلاة من أجل وحدتها وأضاف: إنّنا كما كلّ عام نلتقي حول كلمة الرّبّ الّتي تجمع وتوحّد وتقدّس، ونحن مدعوّون للعودة للذّات والتّوبة والابتعاد عن التّشتّت والتّعصّب والتّمسّك بأفكارنا وقبول فكر الآخر".

وقدّم الأساقفة والآباء الكهنة ممثّلو الكنائس الرّسوليّة في الأردنّ نصوصًا مستوحاة من المجلس الحبريّ لتعزيز الوحدة بين المسيحيّين بالاشتراك مع لجنة الإيمان والدّستور في مجلس الكنائس العالميّ.

كما رفع ممثّلو الشّبيبة في المملكة الطّلبات من أجل أن تتمّ الوحدة بين جميع الكنائس المسيحيّة ومن أجل الملوك والحكّام والرّؤساء أن يعطيهم الرّبّ الحكمة والرّأي السّديد وأن يرحم شهداء الوطن الّذين قضوا من أجل أمن وأمان بلدنا الأردنّ الغالي.

ومُثّلت من خلال عدد من الأحجار الّتي قدمت لتبني جدار العزلة والتّفرقة بين بعضنا بعضًا والّتي بنيت على صخرة الغفران: وهي افتقار الحبّ، الاتّهام بالباطل، التّمييز، الاضطهاد، اللّامبالاة والقطيعة، التّعصّب، التّفرقة، القوّة والنّفوذ، العزلة والكبرياء، وقام الأساقفة رؤساء الكنائس بهدم هذا الجدار بصليب المغفرة معلنين بذلك رفضهم لكلّ أنواع التّفرقة والعزلة والدّعوة للوحدة المسيحيّة الكاملة.

وأكّد المطران منيب يونان رئيس الاتّحاد اللّوثريّ العالميّ أنّ الدّعوة اليوم لصلاة من أجل الوحدة ما هي إلّا تأكيد في كنائس الأردنّ وإصرار في مسيرة الوحدة المسيحيّة، فالوحدة ليست نشاطًا كنسيًّا ولا صلاة مشتركة مرّة واحدة في كلّ عام ولا ظهورًا خارجيًّا فحسب، وإنّما هي جزء لا يتجزّأ من الكرازة المسيحيّة ومن كينونة الكنيسة في العالم المعاصر وفي شهادتها في مجتمع متعدّد الأديان والثّقافات...وأشار إلى اللّقاء التّاريخيّ الذي جمع الكنيسة اللوثرية بالكنيسة الكاثوليكية ممثلة بقداسة البابا فرنسيس وتم خلاله توقيع وثيقة مسكونية بين الكنيستين.

وفي كلمة شكر للدكتورة باسمة السّمعان مدير مكتب فضائيّة نورسات في الأردنّ قالت فيها: " للسّنة السّادسة على التّوالي أخذت نورسات على عاتقها منذ تأسيسها رسالة مسكونيّة للكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة وحرصت على أن تكون رسالة مسيحيّة وطنيّة عربيّة وعالميّة للسّلام والمحبّة والتّلاقي والوئام.

وأضافت "لا ينكر أحد المساعي والجهود الّتي تبذلها الكنائس في مسيرة وحدتها، إلّا أنّه لا بدّ من القول إنّها لن تنصهر بعضها في البعض الآخر، أو تجتمع في مؤسّسة واحدة، بشكل هرميّ وإدارة مركزيّة بل ستحافظ كلّ منها على تراثها وتقاليدها وروحانيّتها في شركة الإيمان الواحد وهذا ما يمكن تسميته "الوحدة في التّعدّديّة."

وشاركت في إحياء الاحتفاليّة للصّلاة من أجل الوحدة عدّة جوقات من الكنائس الرّسوليّة قدّمت خلالها عددًا من التّرانيم الشّجيّة بالإضافة لمشاركة فرق كشفيّة وموسيقيّة ساهمت في تنظيم الاحتفال.