لبنان
29 تشرين الأول 2021, 13:30

اللّجنة الإعلاميّة في المرشديّة العامّة للسّجون في لبنان تضيء على "دور الإعلاميّ المسيحيّ في نشر الحقيقة"

تيلي لوميار/ نورسات
بدعوة من اللّجنة الإعلاميّة في المرشديّة العامّة للسّجون في لبنان، قدّم مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم محاضرة بعنوان "دور الإعلاميّ المسيحيّ في نشر الحقيقة"، وذلك في معهد نورث ليبانون كولدج جديدة- زغرتا، بحضور رئيس دير مار أنطونيوس جديدة زغرتا ونورث ليبانون كولدج في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة ورئيس مكتب الانتشار المارونيّ في بكركي وعميد كلّيّة الحقوق في جامعة الرّوح القدس- الكسليك سابقًا الأب الدّكتور لويس الفرخ، ورئيس إقليم السّجون في الشّمال ممثّل مرشد عامّ السّجون في لبنان الأب جان مورا وخادم رعيّة زغرتا- إهدن ورئيس جمعيّة دون بوسكو الأب جوزيف عنداري، ومدير جامعة سيّدة اللّويزة- فرع الشّمال الأب فرانسوا عقل، وباقة من إعلاميّي الشّمال.

أدارت النّدوة الزّميلة ليا عادل معماري، رحّبت بالمشاركين، وأكّدت أنّ الإعلاميّ المسيحيّ هو الّذي ينقل الخبر بجرأة وشفافيّة وموضوعيّة وبشهادة محبّة ورجاء واضحة.

بعد ذلك، كانت كلمة لرئيس اللّجنة الإعلاميّة في المرشديّة العامّة للسّجون في لبنان الصّحافيّ جوزف محفوض وقال: "يجب على الإعلاميّ المسيحيّ أن يكون على مستوى المصداقيّة والجرأة من خلال الشّجاعة بقول الحقّ والدّفاع عن القيم، كما يجب أن يكون إنسانًا مؤمنًا ومدافعًا عن أخيه الإنسان مهما كان هذا الإنسان مثلما دافع بولس الرّسول عن إيمانه".

بعد ذلك، ألقى الأب الدّكتور لويس الفرخ كلمة قال فيها: "جئتم اليوم للّقاء ولوضع خطّة لتفعيل الإعلام المسيحيّ والإضاءة على الواقع المعاش حيث يعاني المسيحيّون الفقر والجوع وأصبحت الهجرة هي الحلّ، وتتعرّض الكنيسة ومؤسّساتها إلى أزمات لم تشهدها في عصرنا الحديث".

أضاف: "تعلمون جيّدًا أين أصبح الإعلام اليوم، بأعظمه مبنيّ على السّياسة والكراهيّة والشّتم وعلى تحرّكات الشّارع والاتّهامات من هنا ومن هناك، فضاعت الحقيقة وهل من حقيقة بالمطلق. وكما تعلمون أيضًا انتقل الإعلام سريعًا من مرحلة تقليديّة إلى مرحلة فوضويّة مفتوحة حيث أصبح كلّ شخص يكتب وينشر فضل التّكنولوجيا ووسائل الاتّصال".

وإختتم: "جئتم اليوم لوضع خطّة لتفعيل الإعلام المسيحيّ بإدخال ذهنيّة جديدة مبنيّة على التّوعية والبرامج الموثّقة والانفتاح على المخطّط العالميّ الجديد ونقل الخبر بذكاء وحنكة لأنّ القارىء أصبح عالميًّا".

من جهته، رأى الأب جوزيف عنداري "أنّه يجب على الإعلاميّ أن  يسلّط الضّوء على الحقيقة الّتي هي وحدها يسوع المسيح ونأمل أن يكون الإعلام ذاك الصّوت الصّارخ في إيصال الحقيقة وأن يلتزم بمبادىء الكنيسة وتعاليمها وإلّا ليس بإعلاميّ".

بعد ذلك، قدّم مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام محاضرته نقل في مستهلّها تحيّات رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري وأعضاء اللّجنة، وعبّر عن فرحه بلقائه أعمدة الإعلام المسيحيّ في شمال لبنان وقال: "الكنيسة اليوم باتت بحاجة إلى رؤية إعلاميّة هادفة، وتصويب البوصلة نحو الحقيقة الشّفّافة والواضحة، لأنّ الجسم الإعلاميّ بات عدده يتضاعف مع كثرة حملة الهواتف الخليويّة والتّواصل الاجتماعيّ وكلّ ذلك يضع القارىء والمشاهد أمام أخبار تضليليّة بعيدة عن الحقيقة."

وتساءل الأب عبدو أبو كسم "هل الإعلاميّ المسيحيّ هو رسول أم مراسل؟" وأجاب: "إنّ الإعلاميّ المسيحيّ هو النّاشر للحقيقة، يكرّس ذاته لينقل الخبّ بدقّة ومصداقيّة وأمانة وبطريقة رجائيّة حتّى لو كانت الاخبار انسانية مؤلمة يجب أن يطعمها بنفحة رجائية".

كما تطرّق إلى الحواجز الّتي تمنع الإعلاميّ المسيحيّ من نقل الحقيقة وبإمكانه أن يتخطّاها إذا أراد وهي: الحواجز المادّيّة، الارتهان السّياسيّ، التّحريض كالصّحافة الصّفراء،  وتضليل الرّأي العامّ، الأمر الّذي يضع الإعلاميّ أمام اختبار جريء يعلن خلاله الحقيقة بأمانة والتزام وبمجّانيّة ويقظة دائمة وأن يكون مطّلعًا على أخبار الكنيسة، وأن يخلق روح الحوار والمحبّة في رسالته الإعلاميّة وعند ذلك، يمكن أن يكون الإعلاميّ المسيحيّ رسولًا ومراسلاً في آن معًا".

إختتم حديثه بالدّعوة إلى إيجاد نواة إعلاميّة متماسكة في منطقة الشّمال من خلال مجموعة إعلاميّين قادرين على نقل الخبر بأمانة ومحبّة والتزام وتوثيق بعيدًا عن الحواجز الّتي تمّ ذكرها".

في ختام المحاضرة، أقيمت جلسة نقاش حواريّة خلص إليها المجتمعون إلى عدّة اقتراحات من أبرزها: التّحرّر من الحواجز، تخصيص برامج توعويّة هادفة للمنتشرين والشّباب بلغاتهم كي يجدّدوا التّواصل مع لبنان، تخصيص أسبوع إعلاميّ سنويّ في المدارس والجامعات لتوعية الطّلّاب على الإعلام ودوره الهادف، وأن يلتزم الإعلاميّ بالشّهادة الحقيقيّة للكلمة."