اللّيلة لتسقط الأصنام والأقنعة!
هو احتفال "هالوين" الّذي لا يتردّد يزرع مخالبه في وسطنا عشيّة عيد جميع القدّيسين، ولا يتوقّف عن غرز مفهوم خاطئ في عقول شبيبتنا. هؤلاء يتنكّرون لثقافتهم ليتنكّروا بأقبح الأزياء الوثنيّة حتّى بدون أن يدركوا معنى هذا العيد الغربيّ.
في تلك اللّيلة، تسير كائنات أضحت بغريبة عن كيانها مرتدية أزياء السّحرة والهياكل العظميّة وكلّ ما يمتّ للقبح بصلة بهدف إخافة الأرواح الشّرّيرة وإبعادها عنها.
نعم، كائنات مجرّدة من إيمانها بإله القيامة والحياة، لا يكسو جلدها إلّا هيئات ضعيفة انحنت أمام قدرة الشّرّ ورضخت له وقبلت أن يسيّرها في ليلة مظلمة.
هي تخلّت عن صورة الله الّتي لبستها منذ الولادة ورسّختها بمعموديّة النّور والنّار. هي تجبّرت على الرّوح القدس ودنّست اسمه بأقبح الصّور.
اليوم، وفيما تتهيّأون يا أيّها "الهالوينيّون" لأمسية الشّعوذة هذه الّتي تعيدنا إلى زمن الجهل والأصنام، تذكّروا أنّ فراغًا لن يمتلئ اللّيلة بل إنّ أبواب الهاوية ستنفتح ليقع قليلو الإيمان في هوّة الشّكّ والضّلال، هوّة انزلقت فيها أرجلكم لأنّ إيمانكم لا يزال ضعيفًا، فإبليس سيتربّصّ اليوم في كلّ "لقطينة" يبتسم ثغرها استهزاء واستخفافًا بعقولكم، وتبثّ عيناها الجاحظتان سمومًا وشرورًا.
اللّيلة تذكّروا أنّ تلك الأرواح الّتي تطاردونها هي ليست سوى روح إبليس الّتي خافت الله ولم تستطع أن تكسر كلامه، فسقطت من سمائها واحترقت بلهيب نار جهنّم.
تذكّروا أنّ مصير كلّ من يعصي تعاليم يسوع ويسلك درب الحياة المتعرّجة سيكون حتمًا الهلاك.
اللّيلة، قفوا وقولوا لا لهذه الثّقافة الغريبة الّتي تفتك بمجتمعنا. تجرّأوا أن تعلنوا الحرب على تقاليد بالية تقتل الرّوح وتهلك النّفس.
اللّيلة، صدّوا كلّ تلك الأصنام وأعيدوا لإيماننا المسيحيّ هيبته وسلّطوه دستورًا على حياتكم أمام هذا "الهالوين" وسلاطينه.
لينبثق اللّيلة نور المسيح وقدّيسيه ويعيد الجمال إلى تلك الوجوه المقنّعة، وليسطع نور يسوع من عيونهم ويعيد إليها الحياة والسّلام.