المؤتمر الصحفيّ المعتاد للبابا فرنسيس على متن طائرة العودة
تحدّث البابا فرنسيس يوم الأحد مع الصحفيّين الذين يغطّون رحلته الرسوليّة إلى لوكسمبورغ وبلجيكا في خلال مؤتمره الصحفيّ المعتاد على متن الطائرة.
في ما يلي مكثّف عن الأجوبة التي ردّ بها البابا على أسئلة الصحفيّين المرافقين له.
بدأ اللقاء بنوطةٍ مرحة أبدا فيها الأب الأقدس إعجابه بالمجتمع اللوكسمبورغيّ الذي وصفه بالمتّزن وذي القوانين المدروسة. ثمّ تطرّق سؤالٌ إلى عمليّة تطويب الملك بودوان البلجيكيّ التي قيل عنها إنّها ارتكزت على مواقف الملك ومنها معارضته الإجهاض. فأجاب البابا إنّ استقاله الملك من منصبه تطلّبت منه الشجاعة لأنّه، وهو يواجه قانونًا لصالح الموت، استقال ولم يوقّع عليه وهذا ما يفعله "سياسيٌّ" حقيقيّ. وأصرّ الأب الأقدس على المضيّ قدمًا بدعوى التطويب لأنّ الملك "رجل قدّيس".
"أمّا بالنسبة إلى المرأة، فهي"، قال البابا، "لها الحقّ بالحياة، كما أطفالها، ودعونا لا ننسَ أنّ الإجهاض هو جريمة قتل، وفق البرهان العلميّ أيضًا. في الإجهاض، ثمّة كائنٌ بشريّ يُقتل، والأطّباء، الذين يمارسونه-اسمحوا لي أن أقول هذا- هم قتلى محترفون...وللمرأة الحقّ في الدفاع عن الحياة...
ثمّ، تناول أحد الأسئلة مأساة ضحايا الاعتداءات الجنسيّة التي يبدو أنّها تخفّ وطأةً "عندما يتحدّث إليكم بعض الضحايا شخصيًّا"، فكيف تنوون متابعة مطالب هؤلاء؟
وألن يكون من الأفضل إنشاء قسم مخصّص في الفاتيكان، ربّما كيان مستقلّ، كما يطلب بعض الأساقفة، لمعالجة هذه الآفة في الكنيسة بشكل أفضل واستعادة ثقة المؤمنين؟
أجاب الأب الأقدس أولًا على النقطة الثانية مؤكّدًا وجود لجنةٍ أنشأها الكاردينال أومالي وهي تجدي نفعًا وأنّ الشكاوى في هذا الصدد تصل إلى الفاتيكان وتتمّ مناقشتها وهو شخصيًّا يستقبل حالاتٍ من هذا القبيل، وأصرّ على أنّه يدعم هذه اللجنة ويشجّعها على المضي قدمًا.
"ثانيًا"، كما تابع البابا، "يقول البعض إنّ الإحصاءات تشير إلى أنّ 40-42-46٪ من المعتدى عليهم هم في الأسرة والحيّ المحلّيّ. 3٪ فقط في الكنيسة. لا يهمّني ذلك. أنا أتناول شأن تلك الاعتداءات التي تتعلّق بالكنيسة!
نحن نتحمّل مسؤوليّة مساعدة الأشخاص الذين تعرّضوا للاعتداء الجنسيّ والعناية بهم. يحتاج البعض إلى علاج....هناك أيضًا التعويض وهذا ينصّ عليه القانون...
لكن يجب أن نعتني بالأشخاص الذين تعرّضوا للإيذاء وأن نعاقب المعتدي، لأنّ الاعتداء ليست خطيئة اليوم التي ربّما لن تكون موجودة غدًا. إنّه اتّجاه. إنّه مرض، ولهذا السبب، يجب أن نقدّم للمعتدي ونراقبه.
لا يمكنك ترك المعتدي حرًّا في عيش حياة طبيعيّة، مع مسؤوليّات في الرعايا والمدارس. أعطى بعض الأساقفة وظائف للكهنة الذين فعلوا ذلك، بعد المحاكمة والإدانة، على سبيل المثال، في المكتبة، ولكن من دون اتصال مع الأطفال في المدارس والرعايا.
ولكن يجب أن نمضي قدما في هذا. قلت للأساقفة البلجيكيّين ألّا يخافوا وأن يكافحوا إلى الأمام...العار هو التستّر.