متفرّقات
03 نيسان 2023, 12:15

المؤتمر المسيحي الدائم يعقد جمعيته العامة الأولى: طاقاتنا عظيمة وعملنا الموحّد ليس موجّهًا ضد أحد

تيلي لوميار/ نورسات
عقد المؤتمر المسيحي الدائم جمعيته العامة الأولى في قاعة دير مار الياس أنطلياس، بحضور غالبية الأعضاء ومشاركة الأعضاء الآخرين عبر تقنية zoom من مختلف المناطق. والهيئة العامة تألّفت من مسؤولين روحيين، رؤساء بلديات، جمعيات ومؤسسات مسيحية إجتماعية، دينية وثقافية، نقابيين، إعلاميين، تربويين وأكاديميين ورجال أعمال ومن مختلف المجالات.

وكان المؤتمر المسيحي الدائم قد أعلن إنشاؤه في نداء تأسيسي تمّ إطلاقه خلال مؤتمر صحافي في المكان عينه بتاريخ 2 شباط 2023 .

إستهل اللقاء بترحيب من منسقة المؤتمر المسيحي الصحافية لارا سعد مراد، تلته كلمة الإفتتاح التي ألقاها رئيس إتحاد أورا الأب طوني خضره والتي بدأها بصلاة من القلب تستلهم بركة الرب لهذا اللقاء. وقال الأب خضره في كلمته: "أرحّب بكم فردًا فردًا وأشكركم على وجودكم هنا. حضوركم يثبت أنّنا متّحدون وملتزمون بالعمل معًا، وأنّ طاقاتنا عظيمة وفي وحدتنا قوّتنا، ولذلك لا نخاف، لأنّنا أبناء الرجاء ولا قائد لنا إلاّ يسوع المسيح..." وأضاف: "إنّ اجتماعنا هنا هدفه تنظيم عملنا وتوحيد جهودنا لنحقّق معًا الهدف المنشود، وهو الوقوف إلى جانب بعضنا البعض والحفاظ على حضورنا في وطننا، علمًا أنّ عملنا لا يستهدف أحدًا وليس موجّهًا ضدّ أحد، لا طائفة ولا حزب، بل يهدف إلى أن نجتمع معًا ونتوحّد لكي نبقى في وطننا ويبقى أولادنا في أرضهم ولا يهاجروا..." وختم الأب خضره بالقول: "أنتم الملح الذي تكلّم عنه السيد يسوع المسيح،أنتم النور والخميرة. لا تخافوا، أتركوا المنشغلين بالعدّ يعدّون، والمستقوين يستقوون، والفاسدين يفسدون، وتعالوا نكمل الطريق، فلا أحد يستطيع عدّ حبّات الملح والخميرة، أو ذرّات النور. باسم كلّ موجوع ومقهور ومظلوم، باسم كلّ متألّم بصمت، باسم كلّ إنسان ما زال يتمسّك بإيمانه رغم كلّ الصعوبات، أجدّد دعوتي للجميع بدون استثناء، أحزابًا وسلطات روحية ومؤسسات وجمعيات إلخ... إلى أن نشبك الأيادي حتى نكون سندًا وأملًا حقيقيًّا لبعضنا البعض فنعبر معًا إلى برّ الأمان."

 

حركة لا تهدأ

ثم قدّم عضو الهيئة التنفيذية المؤقتة للمؤتمر المسيحي الدائم رئيس المجلس العام الماروني ميشال متّى مسرد سير أعمال المؤتمر منذ انطلاقه حتى اليوم وقال: "وقّعتم مشكورين على النداء التأسيسي للمؤتمر المسيحي الدائم، فشكّلتم بموجب توقيعكم الهيئة العامة للمؤتمر، متخطّين الـ 900 متجاوب مع العمل على إنقاذ الوجود المسيحي في لبنان وحضوره الفاعل بكلّ الوسائل المشروعة السلمية والممكنة..."، وتابع متّى: نأتيكم بما يلي، عارضين ما تمّ منذ المؤتمر الصحافيّ حتًى اليوم من خطوات عمليّة وخطط عمل:

جديرٌ إعلامكم بانبثاق ما تسمّى الهيئة التنفيذيّة المؤقّتة للمؤتمر، ضمّت مسؤولي الجمعيّات واللقاءات التي انضمّت إلى المؤتمر أو ممثّلين عنها. وهي تجتمع أسبوعيًّا. وتضم الهيئة التنفيذية المؤقتة الجمعيات والمؤسسات التالية: اتّحاد أورا، Liban Cenacle، لبنانيّون من أجل الكيان، جبهة الحريّة، المجلس الأرثوذكسيّ اللبنانيّ، لقاء وحدة ورؤية، رابطة اللاتين في لبنان، الرابطة اللبنانيّة للروم الأرثوذكس، قدامى القوّات اللبنانيّة، منتدى الشرق للتعدّديّة، النورج، المجلس العام الماروني، جمعيّة أصدقاء المدرسة الرسميّة في المتن، حركة التجدّد للوطن، لقاء الإثنين- كسروان، رابطة الروم الكاثوليك، تجمّع أبدًا لبنان، رابطة الأخويات في لبنان. 

وقال متّى: "تمّ القيام بزيارات إلى السادة المطارنة راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم، وراعي أبرشية جونيه المارونية المطران أنطوان العنداري، وراعي أبرشية جبيل المطران ميشال عون، كما تمّت زيارة قدس رئيس عام الرهبانية الأنطونية الأباتي مارون أبو جودة، وكان التجاوب ممتازًا من قبل الجميع. كذلك عقدت سلسلة اجتماعات مع عشرات النقابات والإتحادات والجمعيات المسيحية، والتجاوب كان ممتازا أيضًا." وختم متّى: "العمل متواصل كخلية نحل واجتماعاتنا مستمرة مع كل فرد او مجموعة ممن يحملون الهم المسيحي ويؤمنون بان لبنان لن يكون الا بصيغته التعددية الحضارية، وبان لبنان لم ولن يكون من دون المسيحيين. وإنّنا إذ ننظر إلى انضوائكم وكلّ الخيّرين الفاعلين تحت مظلّة المؤتمر، نصبو إلى تفاعلٍ كبير خصوصًا على المستوى الشبابيّ في هذه النهضة الإنقاذيّة."

 

مشاريع حيويّة

تخلل الإجتماع عرض مختصر لأهم المشاريع في إطار المؤتمر المسيحي الدائم، وهي مشاريع حيوية تتعلق بشكل مباشر وعملي بتفعيل الحضور المسيحي وتثبيت المسيحيين في لبنان أينما وجدوا. قدم هذه المشاريع أعضاء من الهيئة التنفيذية المؤقتة للمؤتمر وهم: الأستاذ إميل عيد (مؤسسة النورج)، رئيس منتدى الشرق للتعدّديّة الدكتور كميل شمعون، الأستاذ ميلاد القارح (جبهة الحرية) و الأستاذ بيارريحان Liban Cenacle) ).

 

الشفافية 

بعد ذلك كانت كلمة لمديرة العلاقات العامة والتمويل في إتحاد أورا السيدة كاتيا حبشي، أكّدت فيها على أنّ لجنة التمويل في المؤتمر المسيحي الدائم تعمل ضمن أطر الإحترام التام للشفافية، ولذلك ستكون جميع الحسابات خاضعة للتدقيق الدولي كي يعرف كل مساهم في أي مشروع كيف واين تم التصرّف بتبرعاته. وأضافت أنه تمّ تشكيل لجنة تهتم بتمويل المشاريع التي يتمّ إقرارها في إطار أعمال المؤتمر. وأوضحت حبشي أن عملية التمويل ليست مجرد تبرعات ولكنها ستكون بغالبيتها على شكل إستثمار يعود بالربح على المتبرعين.

 

مجتمعنا يستحق

إختتم اللقاء بكلمة لرئيس رابطة اللاتين الأستاذ رفيق بازرجي قال فيها: "نعود اليوم بالذاكرة إلى بداية تاسيس لبنان، فمنذ ذلك الوقت تلاحقنا المشاكل والخلافات. والكارثة أننا مستمرون على هذا النمط ولم يتغير شيء حتى اليوم.

أوصلنا أنفسنا إلى الفقر والبؤس بسبب خياراتنا الخاطئة، واليوم نفتش على أدنى حقوقنا بدءًا من الكرامة وصولا إلى الكهرباء والماء والإستشفاء والقضاء وغيرها. أصبحت النفايات والسرقات والنزوح وهجرة الشباب والتفتيش عن لقمة العيش شعارنا وهدفنا، من دون أن ننسى عمليات الإنتحار التي شهدناها "بالجملة، والحبل عالجرار..." باختصار، لقد سرقوا مستقبلنا وطموحاتنا، والأهم، سرقوا وقتنا. بالسياسة الوسخة التي  استعملوها والزبائنية التي زرعوها في عقولنا، نجحوا في أن يفرّقونا ويفرقوا حتى بين أفراد العائلة الواحدة.

اليوم، قررنا أن نكسر هذا المنطق وننتفض كطير الفينيق لأن الأوان لم يفت بعد. نحن شعب لا ينكسر، ولذلك ندعوكم إلى التعاون وشبك الأيادي معا ضمن خطتنا الواحدة الهادفة والمدروسة إبتداء من مناطقنا، وعلى أسس علمية واضحة في المجالين الإقتصادي والإجتماعي. من هذا المبدأ ندعو جميع الجمعيات، الروابط، المؤسسات، العائلات، الأفراد، والأحزاب إلى التعاون مع المؤتمر المسيحي الدائم من أجل توحيد الجهود لأن في الإتحاد قوة. علينا أن نتعالى عن جروحاتنا واختلافاتنا ونسير في إطار خطة استراتيجية مسيحية واحدة، لكي نعبر إلى شاطئ الأمان، مع التأكيد على أننا لا نطلب من أحد أن يلغي نفسه، لأننا نؤمن بالتنوع، ولكن هذه الفترة الصعبة والدقيقة التي نمر بها تستوجب التنازل والتعاون ونبذ الأنانية لنكون يدا واحدة لأن مجتمعنا المسيحي يستحق. إخواني وأخواتي، الأوان لم يفت، نحن أبناء الرجاء، فساعدونا لبناء مجتمع يليق باسم المسيح."

تخلّل اللقاء توزيع استمارات التطوع على الراغبين بالمساعدة في أعمال المؤتمر المسيحي الدائم، ومداخلات قيّمة للمشاركين واقتراحات مهمة لعدد من المواضيع التي تتطلّب معالجة، كما تمّت الإجابة على عدد من أسئلة الحضور، وتمّ التشديد على ضرورة إنخراط الجميع في أعمال المؤتمر.