لبنان
23 نيسان 2019, 11:15

المتروبوليت بقعوني: كلّ من يرانا بحاجة أن يرى المسيح القائم

ترأّس متروبوليت بيروت للرّوم الكاثوليك المطران جورج بقعوني قدّاس إثنين الباعوث، في كاتدرائيّة مار الياس- وسط بيروت، ألقى خلاله عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام":

 

"سنرتّل في الفترة المقبلة "أنتم الّذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم"، ونتذكّر أنّنا لبسنا المسيح منذ أن تعمّدنا: المسيح المتألّم والقائم من بين الأموات والمسيح المرسل والّذي يرسل. قلائل جدًّا من يعرفون أنّ يحيوا القيامة. المسيح محبّ وعادل وهو وعدنا في الإنجيل أن يبقى معنا إلى الأبد، وبهذا الوعد نعتصم نحن المؤمنين. والمسيح القائم هو معنا كلّ الأجيال حتّى انقضاء الدّهر، وهذا يجعلنا في حالة فرح وسلام وطمأنينة وتعزية ورجاء وأمل. يعطينا ملء الحياة.
يجب أن نعرف أن نقوم مع المسيح وأن نعبّر عن حقيقة روحيّة بأنّنا في حالة فرح وابتهاج، وأنّنا قائمون مع المسيح وأنّنا قادرون أن نغلب كلّ علامات الموت في حياتنا. وإثنين الباعوث هو الإثنين الّذي أرسل فيه يسوع تلاميذه، فيسوع أعطى تلاميذه الرّوح القدس وأرسلهم، ومحور كرازة التّلاميذ كانت تركّز على أحداث آلام وموت وقيامة يسوع، كانوا يتحدّثون عن قيامة يسوع ويقولون نحن شهود على القيامة. العالم بحاجة إلى أن يرى فينا شهودًا للقيامة. ومثلما انطلق الرّسل للشّهادة للقيامة، فالمسيح أرسلنا لنكون رسلاً له يشهدون يوميًّا في حياتهم لقيامته.

أشجّعكم أن تعلنوا في حياتكم انتصار يسوع، ستمرّون في الآلام والمشاكل وستعرفون الإحباط والكآبة والفشل والمرض الجسديّ والنّفسيّ والرّوحيّ والخطايا، ولكن الأساسيّ هو الانتصار مع المسيح، فكلّ من يرانا بحاجة أن يرى المسيح القائم.
منذ مجيئي إلى هذه الأبرشيّة وأنا ألاحظ أنّ المسيحيّين يصلّون لقيامة لبنان ولكنّهم يعيشون الإحباط والتّذمّر والتّأفّف، ولقد أصبحت الأبرشيّة والكنيسة حائط مبكى، فالمسيحيّون يشاركون في القدّاس ويضعون المزارات ويحملون صور القدّيسيين ولكن لا فرح ولا سلام لديهم. لماذا؟ لأنّنا لا نعرف كيف ننتصر.
يجب أن تدرّبوا أنفسكم كيف تعيشون مع المسيح وتواجهون كلّ حالات الموت. يجب أن نعرف أن نتحرّر من الأمور الّتي تكسرنا وتكبّلنا وتعجزنا، ونحن قادرين بنعمة الله أن نحطّمها كلّها بنعمة يسوع القائم من بين الأموات، وبالمسيح القائم من الموت يجب أن نبشّر.
المجتمع البشريّ بحاجة إلى المسيح. يجب أن نعلن قيامة يسوع في حياتنا اليوميّة وفي جهادنا ضدّ الخطيئة وفي وجه كلّ علامات الموت المحيطة بنا والإحباط في حياتنا مع الثّقة بالانتصار بقوّة يسوع القائم من الموت".