لبنان
11 آب 2020, 06:30

المتروبوليت موسي للمطران عوده: لستم لوحدكم!

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما للرّوم الأرثوذكس سلوان موسي رسالة تقدير إلى راعي أبرشيّة بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس الياس عوده وإكليروسها، مثمّنًا وقفة الإيمان والعزم ورباطة الجأش الّتي أبدوها بعد انفجار بيروت. وكتب سلوان في رسالته:

""لأنّ من قبلك هي عين الحياة وبنورك نعاين النور!"

أكرّر المعايدة بعيد التّجلّي الّذي تميّز هذا العام بالنّور الّذي حملتموه إلينا من بعد الانفجار الكبير. فقد وقفتم أمامنا حاملين إلينا نور المسيح المعزّي. وهذه شهادة مميّزة بفعل أنّكم شهود على عمل نعمة الله فيكم وفي الأبرشيّة الّتي ترعونها بثبات وإيمان وعزم. فهذا النّور لا ينبع من نجاحات وإنجازات وموقع، بل من الإيمان الثّابت بيسوع المسيح ومن اتّباعه حتّى النّهاية.

هذا ذكّرني بحديث الرّبّ عن النّور الموضوع على المنارة ليضيئ لكلّ الّذين في البيت، وعن المدينة الموضوعة على الجبل والّتي تصير عرضة لخطر مَن يرغبون بكنوزها. هذا الانفجار أخذ معه ضحايا كثيرة، وخلّف آلامًا كثيرة، لكنّه لم يقضِ على إيمانكم، بل ظهر وهجه أكثر.

لا يمكنني أن أغفل عن ذكر إكليروس أبرشيّتكم، فهم يتحلّون بمناقب هي من زرعكم، وأقصد رباطة الجأش الّتي بها يتعاطون مع الحالة الجديدة الّتي أفرزها الانفجار: إيمان وعزيمة ورباطة جأش وشكر لله على عنايته الكبيرة. هذا أمر يعزّينا عندما نلتقي بهم.

نحن نتشدّد بهذه الشّهادة. وهذه حال الكثيرين في غير مكان. محاولاتنا للمساعدة في تلبية حاجات كنائسكم ومؤسّساتكم اليوم لا تعدو سوى جزء يسير ممّا يقدّمه الجميع، وهي تشكّل جوابًا على هذه شهادتكم الّتي ترتسم أمامنا، من جهة، وهي مبادرة صغيرة حتّى نفي دينًا متراكمًا عبر السّنين لصالحكم بفعل محبّتكم الأخويّة لإكليروس أبرشيّتنا ومؤمنيها، من جهة أخرى.

لستم لوحدكم. فقد التفّ الجميع حولكم ليتشدّدوا بكم ويشدّدوكم. أشكر الله معكم على كلّ مَن بادركم بالاستفقاد والمحبّة ومدّ يد العون، بدءًا بصاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر والبطاركة الآخرين، بالإضافة إلى الإخوة المطارنة. فالتّعاضد الحاصل هو ثمرة المحبّة الأخويّة الصّادقة.

أضمّ صلاتي إلى صلاتكم من أجل تعزية المحزونين والمصابين والمتضرّرين، في ظلّ تضافر الجهود الأخويّة من أجل المثابرة في مدّ يد العون والتّعزية، كما يوصي بولس الرّسول: "(...) وادّين بعضكم بعضًا بالمحبّة الأخويّة، مقدّمين بعضكم بعضًا في الكرامة" (رومية 12: 10)."