علوم
21 تموز 2022, 13:05

المجلس الوطني للبحوث العلمية نشر تقريره السنوي الـ٣٨ حول الواقع البيئي للشاطئ اللبناني: التكاثر الكثيف لقناديل البحر أمر طبيعي بين تموز وآب

الوكالة الوطنيّة للإعلام
شدّدت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية تمارا الزين، خلال حفل اطلاق التقرير السنوي الثامن والثلاثين حول "الواقع البيئي للشاطئ اللبناني"، على أن "هدف المجلس الأول هو تقديم رصد علمي موثوق يتيح للحكومة والسلطات المعنية وفي طليعتها الوزارات والبلديات، وضع سياسات عامة ناجعة ومستدامة لا ترقيعية وموقتة"، مشيرة إلى أن "فريق المجلس سيباشر العمل على تحويل هذه النتائج إلى منصة رقمية تفاعلية تتيح الوصول السريع لكل المعطيات ويطمح، إذا ما توافرت الإمكانات المادية والبشرية، لرصد أكبر عدد ممكن من النقاط كي تكون نتائجنا أكثر شمولية وتغطية".

بدوره، عرض مدير مركز علوم البحار ميلاد فخري آلية الرصد وأهم النتائج التي توصل لها فريق عمله.

وأشار التقرير إلى أن "المركز الوطني لعلوم البحار التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية بدأ بمسح التلوث البكتيري والعضوي والملوثات الأخرى الكيميائية والمعادن الثقيلة على طول الشاطئ اللبناني منذ 38 سنة وازداد عدد النقاط التي يتم مسحها من 6 نقاط في منتصف الثمانينات من القرن الماضي إلى 37 نقطة مرجعية خلال العام الحالي 2022، كما توسعت مروحة التحاليل لتشمل أيضا تحليل بعض أنواع الأسماك المتواجدة في بحر لبنان والخصائص الفيزيائية للمياه بالإضافة مؤخرا إلى التلوث البلاستيكي"، لافتا إلى أنه "لإنجاز هذا المسح، يستعين المجلس الوطني للبحوث العلمية بالتسهيلات التقنية المتطوّرة التي توفرها الباخرة العلمية "قانا"، وبالجهاز العلمي والفنّي في المركز الوطني لعلوم البحار، بالإضافة إلى عدد من مشاريع التعاون مع المنظمات الدولية التي توفر إمكانيات لوجيستية ومادية لإجراء المسوحات والتحاليل المخبرية على مدار السنة".

وأشار التقرير إلى أنه "تم اختيار المواقع وفقا للمعايير البيئية التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية من أجل تحديد التلوث الشاطئي وأثره على الصحة العامة، وهي مواقع جغرافية محددة تتيح مقارنة النتائج عبر السنوات بما يسمح أيضاً بدراسة تطور الحالة البيئية للشاطئ اللبناني وفق معطيات علمية دقيقة. تتضمن هذه المواقع: مسابح شعبية، نقاط بالقرب من مصبات الأنهر، شواطئ صخرية ورملية عامة وخاصة، نقاط قريبة من معامل صناعية، و نقاط قريبة من مصبات الصرف الصحي. هذه المحطات الشاطئية ال 37 تمتد على طول الساحل اللبناني من أقصى الشمال في عكار إلى أقصى الجنوب في الناقورة (خارطة)".

ولفت إلى أنه "استتنادًا إلى الفحوصات البكتيرية في المياه تبيّن النتائج ما يلي: 24 موقع من أصل 37 جيدة إلى جيدة جدا موزعة على امتداد الشاطئ اللبناني من الشمال إلى الجنوب. وتتميز هذه المواقع بتدني التلوث البكتيري والعضوي كما أن تركيز البكتيريا البرازية أقل من النسب المسموح بها. فالحالة البيئية العامة لمياه هذه المواقع جيدة إلى جيدة جدا، وينصح بالسباحة فيها وهي: طرابلس / بجانب الملعب البلدي، أنفة / أسفل دير الناطور، أنفة / تحت الريح،  الهري / شاطئ ذو منفعة خاصة، سلعاتا / الشاطئ الشعبي، البترون / الحمى، عمشيت / الشاطئ الشعبي، جبيل / شاطئ البحصة الشعبي، جبيل/ الشاطئ الرملي، الفيدار / أسفل جسر الفيدار، العقيبة / مصب نهر إبراهيم، البوار / شاطئ عام، الصفرا / أسفل شير الصفرا، جونيه / شاطئ المعاملتين، بيروت / عين المريسة (بين مرفأ الصيادين الجديد والريفييرا)، الدامور / شاطئ ذو منفعة خاصة، الجية / شاطئ  ذو منفعة خاصة، الرميلة / شاطئ  ذو منفعة خاصة، الأولي / الشاطئ شمال مصب نهر الأولي، الغازية / الشاطئ الشعبي، الصرفند / الشاطئ الشعبي، عدلون / الشاطئ الشعبي، صور /  شاطئ المحمية الطبيعية، الناقورة/ شمال مرفأ الناقورة. 7 مواقع من أصل 37 ملوثة إلى ملوثة جدا ولا تصلح للسباحة. هذه المواقع ملوثة بكميات كبيرة من البكتيريا البرازية حيث أن المستويات أعلى من المسموح بها. هذه المواقع هي: ، طرابلس / المسبح الشعبي، جونية / المسبح الشعبي الرملي، الضبية / جانب المرفـأ، أنطلياس / مصب نهر أنطلياس، بيروت / المنارة(أسفل منارة بيروت)، بيروت /شاطئ الرملة البيضاء الشعبي، صور /  شاطئ المطاعم. 6 مواقع من أصل 37 حذرة إلى حرجة غير مأمونة ونسب التلوث البكتيري في مياهها تعتبر متوسطة وتتعرض للتلوث بشكل متقطع أو ظرفي وهي: عكار / القليعات، المنية / شاطئذو منفعة خاصة، طرابلس / الميناء مقابل جزيرة عبد الوهاب، البترون / شاطئ البحصة العام، خلدة / شاطئ  ذو منفعة خاصة، صيدا / الشاطئ الشعبي"، مشيرا إلى أن "التلوث البكتيري الذي تم تحديده بوضوح في المواقع التي تمت دراستها، يعود بشكل رئيسي إلى مياه الصرف الصحي وعصارة المكبات الرئيسية التي تلوث مياه الشاطئ اللبناني، في ظل التقصير المستمر بعدم معالجة المياه المبتذلة قبل وصولها إلى الشاطئ، أو كون القليل من محطات التكرير لا تزال في مرحلة التكرير الأولي وتعمل بشكل جزئي ودون طاقتها".

وأشار إلى أن "النتائج أظهرت أن المياه السطحية في بيروت وصور تحوي كميات كبيرة من القطع الميكروبلاستيكية ولكن مياه بيروت هي الأكثر تلوثًا. إنّ الكميات التي وجدت في هذه الدراسة هي أكثر من ضعفي ما وجد في أماكن أخرى من المتوسط"، محذرا من "استهلاك أسماك النّفيخة Lagocephalus sceleratus، وهو نوع ذو سمية عالية وهذه الأسماك الغازية تنتشر على طول الشاطئ اللبناني من المياه الضحلة وحتى عمق 40 متر وهي تعتبر أحد أكثر الأنواع الضارة والسامة"، مشيرا إلى أن "التكاثر الكثيف لقناديل البحر أمر طبيعي بين تموز وآب وقد تختلف أعدادها أو كثافتها من سنة إلى أخرى حسب اتجاه التيارات وحركة الموج والرياح المسيطرة وعوامل التغير المناخي خاصة ارتفاع الحرارة. سابعًا، إن الأسماك المحلية التي يتم اصطيادها بعيداً عن مصبات الصرف الصحي أو الصناعي هي سليمة، غير ملوثة وصالحة للاستهلاك بأمان من ناحية تركيزات المعادن الثقيلة (كادميوم، رصـاص وزئبق)".

ولفت إلى أن "تحاليل المعادن الثقيلة (فناديوم، رصـاص، نحاس وكادميوم) في رسـوبيات البحر على طول الساحل اللبناني أظهرت معدلات تركيز منخفضة تقل عن النسب المقبولة عالميا، باستثناء رسوبيات منطقة الدورة البحرية التي أظهرت مستويات مرتفعة جداً من الكاديوم والرصاص. بينما أظهرت رسـوبيات منطقتي شـمال صـور وعكار معدلات مرتفعة من الرصاص فقط".