العراق
12 نيسان 2024, 10:45

المحادثة الروحيّة لغة تَواصلٍ لِنيل الخلاص - المجلس العامّ للرهبنات الكاثوليكيّة

تيلي لوميار/ نورسات
بحضور لفيف من الرهبان والراهبات في العراق، نظّم المجلس العامّ للرهبنات الكاثوليكيّة في العراق لقاءً خاصًّا تحت عنوان "المحادثة الروحيّة" قدّمته الأخت جميلة ريشا من رهبانيّة القلبين الأقدسين في لبنان، سلّطَت فيه الضوء على محاورٍ عدّة من الإصغاء والصلاة والصمت والمشاركة كطريق ناجع للتواصل مع الروح القدس و للوصول للشراكة مع باقي الجماعات، وفق راديو مريم – أربيل.

 

إحتضنت الجامعة الكاثوليكيّة في أربيل اللقاء الذي أخذ صبغة الندوة العمليّة التي اشتركت فيها مختلف الرهبانيّات في ورشات عملٍ صغيرة ناقشوا في ما بينهم الخبرات والتحدّيات وسبل حلّها، إضافة إلى العديد من وقفات التأمّل والصلاة.

تطرّقت الأخت ريشا إلى أهميّة عيش المحادثة الروحيّة ضمن الجماعة الواحدة لتكريس مفهوم التحوُّل من الأنا نحو الجماعة مبيِّنة أنّ الثالوث الأقدس في أزليّته، صانعُ للخلاص البشريّ، وعليه، تكون المحادثة لغةَ تواصلٍ لنيْل الخلاص.

ولفتت ريشا إلى أنّ اللقاءات الجماعيّة تحمل في طيّاتها تحفيزًا على الإصغاء للروح القدس في حضور الجماعة ويكونون، في هذه اللقاءات، مشتركين  في جسد المسيح عن طريق  اللقاء مع الآخر.

أعرب العديد من الإخوة والأخوات عن سرورهم عقب اللقاء الذي جمعهم مع بعضهم البعض والذي قال عنه الأنبا سامر صوريشو، أمين المجلس إنّه اجتماعٌ حول المسيح؛ البوصلةِ التي تحدّد توجّهَنا، وفيها نكتشف إيماننا العميق ونجدّده بالاستماع للخبرات الشخصيّة والجماعيّة.

زوّادةُ اللقاء الأخويّ خُتمت مع بركة القدّاس الإلهيّ الذي ترأّسه المطران بشّار متّي وردة، راعي أبرشيّة أربيل للكلدان الذي بدوره ذكّر في العظة، بالحاجة إلى الصوت الذي ينتظره المؤمن من الخارج ويجعله يلتف إلى ذاته مبتعدًا عن الأنا، فالأصوات الآتية من الداخل لن تعطي التعزية لوحدها على غرار ما جرى مع مريم المجدليّة التي انحنت تبكي خسارتها عند القبر وعيونُها شاخصة إلى القبر وهي حزينة على قصّةٍ انتهت قبل أوانها وتجربة اشتاقت إليها، إلّا أّن الصوت الذي منحها الطمأنينة هو الصوت الذي ناداها وقال "يا مريم".

تابع المطران شرحه قال"أظهر ربّنا لطفه مع مريم فرافقها في مراحل إيمانها وهو أيضًا يريد مرافقتنا في كلّ مرحلة لننشر الإيمانَ المُفرح، وهو يعلم الحزنَ والغضب والتذمّر الذي يدور في فلك قلوبنا الباكية عند قبور كثيرة".

وأضاف "الله ينادينا من المستقبل عالمًا أنَّنا لن نكون على ما نحن عليه اليوم ... والذين ينقادون ببركة روح الله تُحيا أجسادُهم الميتة فالله يُعْتِقُ البشرية من العبودية".