دينيّة
28 أيار 2017, 07:00

المحبّة هويتنا

مات المسيح وقام وصعد إلى السّماء لتتجلّى ذروة محبّته لنا وتثمر ثمارًا خلاصيّة، ووضعها صخرة أساسيّة في بناء الإيمان وشهادة تليق بأبناء الله.

 

اختارت الكنيسة أن تختتم زمن القيامة بإنجيل يوحنا، بعد العشاء الفصحي. بعد خروج يهوذا، توجّه يسوع إلى تلاميذه الأحد عشر وأعلن لهم تمجيده وتمجيد الله فيه "أَلآنَ مُجِّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ ومُجِّدَ الله فِيه." (يو 13: 31)، وأخبرهم أنّه ماضٍ إلى حيث لا يستطيعون الذهاب وأوصاهم "وَصِيَّةً جَديدَةً أُعْطِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. أَجَل، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُم. بِهذَا يَعْرِفُ الجَمِيعُ أَنَّكُم تَلامِيذِي، إِنْ كَانَ فيكُم حُبُّ بَعْضِكُم لِبَعْض" (يو 13: 34 - 35).

لقد أعطاهم خارطة طريق واضحة ومحدّدة، حمّلهم مسؤولية المحبّة ومسؤولية كونهم تلاميذه ليتمجّدوا بدورهم ويمجّدوا الله فيهم، هم المؤتمنون على حضارة المحبّة. فمحبّتنا لبعضنا البعض علامة لا تُخطىء ليعرف العالم أنّنا أبناء الله، وبمحبّتنا بعضنا البعض يبقى المسيح معنا وبيننا، وتكون رسالتنا صادقة.. بمحبّتنا بعضنا البعض، نثمر ويدوم ثمرنا.

فلنحبّ بعضنا إذًا على مثال الرّبّ لنستحق بنوّته ونبني عالمًا أفضل، فهذه مسؤولية كلّ مسيحي معمّد.