صحّة
25 أيار 2021, 05:55

المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يصرّح بأن النحل مهم للغاية بالنسبة إلى حياتنا

تيلي لوميار/ نورسات
أبرز المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) في اجتماع رفيع المستوى نُظّم بشكل افتراضي تحت شعار" ملتزمون بحماية النحل- إعادة البناء على نحو أفضل من أجل النحل".، بمناسبة الاحتفال الرابع باليوم العالمي للنحل، مدى أهمية الدور الذي يؤديه النحل وغيره من الملقحات في ضمان خدمات النظم الإيكولوجية والأمن الغذائي والتغذية وسبل كسب العيش.

 

وصرّح المدير العام قائلًا "إن خطة عام 2030 تدعو إلى القضاء على الجوع والفقر. لذلك، نحن بحاجة إلى إيجاد نظم غذائية أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود. ويؤدي النحل دورًا مهمًا في هذا الصدد. فهو مهم لأمننا الغذائي وتغذيتنا وللبيئة".

وأضاف المدير العام قائلًا "تشير التقديرات إلى أن قيمة خدمات التلقيح بالنسبة إلى الإنتاج الغذائي العالمي تبلغ 600 مليار دولار سنويًا."

وتابع قائلًا "تأخذ المنظمة بزمام قيادة الفعاليات العالمية للاحتفال بالسنة الدولية للفواكه والخضروات لعام 2021. وتكتسي نسخة هذا العام أهمية بالغة لإبراز الدور الذي تؤديه الملقحات بالنسبة إلى الفواكه والخضروات."

فثلاثة من كل أربعة أنواع رئيسية من المحاصيل الغذائية في مختلف أنحاء العالم تعتمد، بصورة جزئية، على الملقحات. غير أن النحل والملقحات البرية الأخرى، مثل الطيور والخفافيش والفراشات والخنافس، آخذة في التراجع من حيث كثرتها وتنوعها في أقاليم عديدة. وإن معظم الدوافع الكامنة وراء ذلك هي من صنع الإنسان. ومن شأن عدم وجود الملقحات أن يؤثر إلى حد كبير على منتجات، منها، على سبيل الذكر لا الحصر، البن والتفاح واللوز والطماطم والكاكاو.

ولا يكتسي التلقيح أهمية حاسمة لضمان الأمن الغذائي فحسب، وإنما يمكن أن يساعد أيضًا على تنويع سبل كسب عيش المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، الذين تأثروا بشدة بتبعات جائحة كوفيد-19.

ويمكن لأنشطة التعافي من جائحة كوفيد-19 أن تؤدي أيضًا إلى التقليل من الدوافع الكامنة وراء فقدان التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية - وفي الوقت نفسه إلى خفض المخاطر الناشئة عن الجائحة بموزاة حماية مجتمعات الملقحات الموجودة لدينا. وتعزى مخاطر الجائحة إلى تزايد تغير استخدام الأراضي وتدهور الموائل والتوسع الزراعي والتكثيف غير المستدام، وهو ما ينطوي أيضًا على عواقب وخيمة لا تحمد عقباها بالنسبة إلى مجتمعات الملقحات.

وحث المدير العام المشاركين في حدث اليوم على العمل يدًا بيد مردِدًا: "ملتزمون بحماية النحل- إعادة البناء على نحو أفضل من أجل النحل"!.

ودعا المتحدثون الذين تناولوا الكلمة لاحقًا إلى التعاون والتضامن على الصعيد العالمي من أجل التصدي للمخاطر التي تطرحها جائحة كوفيد-19 بالنسبة إلى الأمن الغذائي وسبل كسب العيش الزراعية، مع إسناد الأولوية للتجدد البيئي وحماية الملقحات. وكان من بين المتحدثين الرفيعي المستوى السيد Jože Podgoršek (وزير الزراعة والغابات والأغذية لجمهورية سلوفينيا)؛ والسيدة Julia Klöckner (الوزيرة الاتحادية للأغذية والزراعة في جمهورية ألمانيا الاتحادية)؛

والدكتور Taïga (وزير الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك والصناعات الحيوانية في جمهورية الكاميرون)؛

والسيد David Cooper (نائب الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي)؛

والسيد Jambaltseren Tumur-Uya (وزير الدولة لوزارة الأغذية والزراعة والصناعة الخفيفة في منغوليا).

 

توطيد أواصر التعاون

أعقب الجلسة الافتتاحية توقيع مذكرة تفاهم بين المدير العام للمنظمة والسيد Jeff Pettis، رئيس الاتحاد العالمي لجمعيات مربي النحل "Apimondia". وتسعى مذكرة التفاهم، التي تستند إلى ما يزيد عن 60 سنة من التعاون، إلى توطيد أواصر التعاون بين المنظمة والاتحاد العالمي لجمعيات مربي النحل من أجل تربية النحل بطريقة مستدامة. وينصب تركيز خطة العمل المتفق عليها بشكل خاص على تسخير موارد التنمية التي تتيحها تربية النحل لمعالجة القضايا الحاسمة الأهمية التي لها آثار تطال المجتمعات الريفية، وهو ما سيسمح للمنظمتين بإيجاد أوجه تآزر ومساعدة البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع تعزيز وحماية النحل والملقحات.

وقد قدمت عروض تقنية مفيدة للغاية وجرت نقاشات تقنية واسعة النطاق بمشاركة خبراء مرموقين عالميًا، منهم: السيد Olivier Badibanga، المدير الإداري لوكالة تشجيع الاستثمار في جمهورية الكونغو الديموقراطية "API-CONGO"؛ والسيدة Jane Stout، أستاذة العلوم الطبيعية، كلية ترينيتي في دبلن؛ والسيدة مريم حمال، مربية نحل، الجزائر؛ والسيد Lucas Garibaldi مدير معهد البحوث في الموارد الطبيعية والإيكولوجيا الزراعية والتنمية الريفية (IRNAD)، الأرجنتين؛

والسيد Phrang Roy، منسق شراكة الشعوب ‏الأصلية للتنوع ‏البيولوجي الزراعي ‏والسيادة الغذائية، والرئيس المؤسس لجمعية الوجبات المتأنية والتنوع البيولوجي الزراعي في الشمال الشرقي (NESFAS)، الهند. وقدم السيد Max Rünzel، الرئيس التنفيذي لمؤسسةHiveTracks ومنسق مشروع World Bee Count (الذي تم إطلاقه في اليوم العالمي للنحل لعام 2020)، تحديثًا خاصًا بشأن هذا المشروع وتربية النحل الذكية مناخيًا القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم إسدال الستار على الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للنحل بملاحظات ختامية أدلت بها السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام للمنظمة، التي توجهت بالشكر إلى كل من جمهورية سلوفينيا والاتحاد العالمي لجمعيات مربي النحل "Apimondia" وجميع المتحدثين على ما قدموه من إسهامات لا تقدر بثمن.

وذكرت السيدة Bechdol بما جاء على لسان المدير العام بالتأكيد على ما يقدمه النحل من خدمات تلقيح فريدة ولا يمكن الاستعاضة عنها، هي دعم سبل عيش الناس والكوكب. وأوضحت قائلة "يقع على عاتقنا جميعًا دور يجب أن نضطلع به في حماية النحل والملقحات الأخرى لصون التنوع البيولوجي وتعزيز النظم الغذائية والزراعية."

 

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة