لبنان
23 كانون الثاني 2020, 14:45

المركز الكاثوليكيّ للإعلام قدّم لـ"أحد كلمة الله"

تيلي لوميار/ نورسات
عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفيّة في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام تحت عنوان "أحد كلمة الله– الكتاب المقدّس ولبنان"؛ شارك فيها رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران أنطوان- نبيل العنداري، رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المطران ميشال عون، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار، أمين عام جمعيّة الكتاب المقدّس د. مايك باسوس، وحضرها الأب أندريه فرح، مدير البرامج في جمعية الكتاب المقدّس الشدياق جو عيد، مديرة النشر في الجمعية آني بابوغلانيان، مستشار ترجمة كتاب مقدّس من اتحاد جمعيات الكتاب المقدّس العالمي د. عيسى دياب، وأعضاء من الجمعية ومن اللجنة ومن الإعلاميين والمهتمّين.

بداية رحّب المطران أَنطوان– نبيل العنداري بالحضور وقال: "أَهلًا وَسَهلًا بِكُم في مُستَهَلِّ النَدَواتِ الصَحَفِيَّة لِهذِه السَنَة 2020. نَبدّأُ النَدوَةَ الأُولى حَولَ الرِسالَةِ الحَبرِيَّة على شَكلِ بَراءَةِ بَابَوِيَّة، أَصدَرَها قَداسَةُ البابا فرَنسيس في الثَلاثينَ مِن شَهرِ أَيلول المَاضي، يَومَ عيد القِدّيس جِيرُوم، تَحتَ عُنوان: فَتَحَ أَذهانَهُم، "والتي أَنشَأَ بِمُوجِبِهَا "أَحَدَ كَلِمَةِ اهلج" الذي سَيُحتَفَلُ بِه كُلَّ سَنَة في الأَحَدِ الثَالِث مِنَ الزَمَنِ العادي بِحَسَبِ الطَقسِ اللاتيني ويُصادِفُ عِندَنَا، هذهِ السَنَة، السادس والعِشرين من كانون الثاني 2020، ويَتَوافَق معَ خِتامِ أَسبُوعِ الصَلاةِ مِن أَجلِ وَحدَةِ المَسيحيين".

تابع "إِنَّهُ يَومُ الرَبّ، اليَومُ الاحتِفالي المُكَرَّس لِلتَأَمُّلِ بِكَلِمَةِ اللّهِ وَإِعلانِهَا. كَما أَنَّهُ مُكَرَّسٌ لِلكِتابِ المُقَدَّس، كَي نَكونَ على صِلَةٍ ثَابِتَة معَ الكَلِمَة الحَيَّة التي لا يَتعَبُ الرَبُّ أَبَدًا مِن تَوجِيهِهَا إِلى عَروسِهِ الكَنيسَة".

أضاف: "يُؤَكِّدُ لَنَا الأَبُ الأَقدَس أَنَّنَا بِحَاجَةٍ طَارِئَة كَي تَكونَ صِلَتُنَا مَعَ الكُتَبِ المُقَدَّسَة ومَعَ القائمِ مِن بَينِ الأَموات مَألوفَةً وَحَميمَة. لَقَد دَعا الحَبرُ الأَعظَم في رِسالَتِه إِلى الثِقَة بِالكِتاباتِ المُقَدَّسَة، وَإِلّاَ سَيَبقى القَلبُ بَارِدًا والعُيونُ مُغَمَّضَة وَكَأَنَّهَا مُصَابَةٌ بِأَشكالٍ مُتَعَدِّدَة مِنَ العَمى. وَأَوصى قَداسَتُهُ بِالإاحتِفالِ بِهذا اليَوم بِطَريقَةٍ تُذَكِّرُ بِأَهَمِّيَةِ إِعلانِ كَلِمَةِ اللّه في الليتورجِيَّا، وَبِتَشجيعِ قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس في الحَياةِ اليَومِيَّة."

أردف: "ثُمَّ شَرَحَ البابا فرَنسيس أَنَّهُ لا يُمكِنُ لِلكِتابِ المُقَدَّس أَن يَكونَ مُجَرَّدَ إِرثٍ لِلبَعضِ أَو مَجموعَةَ كُتُبٍ لأَصحابِ الامتِيازات. الكِتابُ المُقَدَّس هُوَ مُلكٌ لِلشَعب المَدعوّ لِيَعرِفَ نَفسَهُ في تِلكَ الكَلِمَة. إِنَّهُ الكِتابُ الذي يُوَحِّدُ المُؤمِنينَ وَيَجعَلُهُم شَعبًا واحِدًا. وفي هذا السِياقِ عِينِه يُصِرُّ قَداسَةُ البابا على عَدَمِ التَعَبِ مِن تَكريسِ الوَقتِ لِلكِتاباتِ المُقَدَّسَة وَالصَلاةِ مِن خِلالِهَا قَائلًا: "عِندَما نَتَوَقَّفُ لِلتَأَمُّلِ والصَلاة في نَصٍّ مُقَدَّس، نَكونُ قَادِرينَ على التَكَلُّمِ بِواسِطَةِ القَلبِ لِبُلوغِ قُلوبِ الأَشخاص الذينَ يُصغُونَ، بِهَدَفِ التَعبيرِ عَمّا هُوَ أَساسي وعَمَّا يُنتِجُ ثَمَرًا". إِنَّ الاحتِفالَ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ لا يَعني فَقط دِراسَتَهَا وحَسب، بَل رَبطَهَا بِواقِعِ الحَياةِ اليَومِيَّة لِلإِنسان، ويُضيفُ قَداسَتُه "إِنَّ أَحَدَ كَلِمَةِ الله يَتَمَتَّعُ بِقِيمَةٍ مَسكونِيَّة، لأَنَّ الكِتابات المُقَدَّسَة تَدُلُّ مَن يُصغونَ إِلَيهَا على الطَريق الذي يَجِبُ اتِّبَاعُهُ، لِلتَوَصُّلِ إِلى وَحدَةٍ أَصيلَة وَراسِخَة"."

وإختتم المطران العنداري بالقول "نَشكُرُ لِلمُنتَدينَ مُساهَمَتَهُم في هذِهِ النَدوَة لِتَسليطِ الضَوءِ على أهَمِّيةِ كَلِمَةِ الله لِنَغتَني ونَحتَفِلَ بِهَا في هذا الوَطَنِ اللُّبناني الذي يَذكُرُهُ الكِتابُ المُقَدَّس سَبعينَ مَرَّة في مُجمَلِ أَسفارِه".

وتحدّث المطران ميشال عون عن "أحد كلمة الله: أهمّيّته، غايته، وعيشه"، فقال: "بتاريخ 30 أيلول الماضي أصدر قداسةُ البابا فرنسيس براءةً بابويّة عنوانُها "فتح أذهانهم" يوجِب الاحتفال كنسيًّا بكلمة الله في الأحد الثالث من الزمن العادي بحسب الطقس اللاتيني، الموافق هذه السنة 26 كانون الثاني، وأوكل تنظيم الاحتفال به إلى المجلس الحبريّ للتبشير الجديد. في مار بطرس في روما، أثناء القداس، سوف يُهدي قداسته الكتاب المقدّس إلى 40 شخصًا، وسوف يضع على عرشٍ مخصَّص الكتابَ المقدّس الذي استُعمل في المجمع الفاتيكاني الثاني. فما أهمية إنشاء هذا اليوم الاحتفاليّ بكلمة الله؟ وما هي الغاية منه؟ وكيف يمكننا عيشه والاحتفال به؟".

تابع: "إنّ تخصيص يوم أحد للاحتفال بشكلٍ مميّز بكلمة الله، يقول قداستُه، يرتكز على القناعة بأنّ العلاقة بين المسيح القائم من الموت وجماعة المؤمنين والكتاب المقدّس هي أساسيّة للغاية بالنسبة لهويّتنا المسيحية. بدون الكتاب المقدّس، يبقى جوهر أحداث رسالة يسوع الخلاصية غير مفهوم للمؤمنين، على حدّ قول القدّيس إيرونيموس: "من يجهل الكتاب المقدّس يجهل المسيح"."

أضاف: "لذلك كان البابا فرنسيس قد طلب في ختام اليوبيل الاستثنائيّ للرحمة، التعمّقَ في فكرة "تخصيص يوم أحد من السنة الليتورجية لكلمة الله، كي نفهم الغنى الذي لا ينضب، والنابع من هذا الحوار المتواصل الذي يقيمه الله مع شعبه"، والسعي إلى الاحتفال بكلمة الله بشكلٍ يسمح للكنيسة بأن تعيش مجدّدًا عمل القائم من الموت الذي يفتح لنا أيضًا كنز كلمته حتى نتمكّن من أن نبشّر في العالم بهذا الغنى الذي لا ينضب".

وقال: "فالغاية من الاحتفال بيوم "أحد كلمة الله" هو عيشُ وقتٍ مميّز وغني تَعي فيه الجماعةُ المسيحيّة القيمة الكبيرة الّتي تحتلّها كلمةُ الله في حياتها اليوميّة، وتفعيلُ المبادرات الّتي تقوم بها الكنائس المحلّيّة لجعل الكتاب المقدّس في متناول المؤمنين أكثر فأكثر، ممّا يساعدهم على الالتزام بكلمة الله والشّهادة لها في حياتهم اليومية."

تابع: "أمّا اختيار هذا اليوم في الأحد الثالث من الزمن العادي للاحتفال بكلمة الله، والتأمّل بها، ونشرها، فيأتي في وقت مناسب في مسيرتِنا الكنسية، حيث نصلّي في هذا الأسبوع من أجل وحدة المسيحيّين. إنّها ليست مجرّد صدفة زمنيّة: فالإحتفال بيوم أحد كلمة الله يعبّر عن قيمة مسكونيّة، لأنّ الكتاب المقدّس يقود الذين يصغون إليه نحو الطريق الذي يجب اتّباعه من أجل بلوغ وحدة حقيقية ومتينة تتمحور حول المسيح الذي يوحّدُنا."

وقال: "أمّا عن طرق الاحتفال بهذا اليوم، فيقول قداستُه إنّ جماعات المؤمنين في الرّعايا سوف يجدون مع رعاتِهم طرقًا لعيش هذا الأحد كيوم احتفاليّ، إذ من المهمّ أن يُكَرَّم الكتاب المقدّس أثناء الاحتفال بالقدّاس الإلهي، ممّا يُظهِر للجماعة القيمة الكبيرة التي تملكها كلمة الله، وأهمية الإصغاء إليها واستقبالِها بإيمان".

تابع: "ومن ثمار الاحتفال بهذا اليوم، يقول قداستُه، هو وعيُ الكهنة ما للعظة من قيمة خاصّة ومميّزة للغاية، لأنّها تتّسم "بطابع شبه أسراريّ"، الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل 142. إنّ حَملَ المؤمنين على الدّخول بعمق في كلمة الله، عبر لغة بسيطة مناسبة للمستمعين، يسمح للكاهن باكتشاف "جمال الصور التي يستخدمها الربّ كي يستحثّ على ممارسة الخير". فالعظة فرصة رعويّة لا ينبغي تفويتها، لذلك ينبغي على الكهنة أن يسهروا على إعدادِها بالصلاة والتعمّق في كلمة الله كي تخاطبَ كلَ إنسانٍ في واقع حياتِه اليوميّة، وتوصِلَ إليه محبة الله التي تُعطي كل الفرح والمعنى لحياته."

أضاف: "ومن الجيّد أيضًا أن يشعرَ معلّمو التعليم المسيحيّ، بالنسبة للخدمة التي يساعدون بها على النموّ في الإيمان، بالحاجة الملحّة لتجديد أنفسهم من خلال معرفتهم للكتاب المقدّس ودراسته، والتي تمكّنهم من تعزيز حوار حقيقي بين الذين يصغون إليهم وكلمة الله".

وقال: "إنّ الرباط بين الكتاب المقدّس وإيمان المؤمنين لعميقٌ جدًّا. وبما أنّ الإيمان يأتي من السماع، والسماع يقوم على كلمة المسيح (را. روم 10، 17)، فإنّ إظهار هذه الحقيقة من خلال الاحتفال بيوم كلمة الله يهدف إلى مساعدة المؤمنين على الإصغاء إلى كلمة الرّبّ سواء كان في اللّيتورجيا أم في الصّلاة والتأمّل الشخصي. وبما أنّ كلَّ مؤمنٍ مدعوٌ للتتلمذ والشهادة للرّبّ يسوع في حياته، فمن الضروري الاهتمام بتحضير بعض المؤمنين ليكونوا مبشّرين حقيقيين لكلمة الله مع إعدادٍ مناسبٍ لهم."

وقال "رُبَّ قائلٍ يقول: ألسنا نحتفل بكلمة الله في كل أحد خلال الاحتفال بالليتورجيا الإلهية؟ فلماذا تخصيص هذا اليوم من السنة؟ لتوضيح هذا الأمر يقول قداستُه: إنّ اليومَ المخصّصَ للكتاب المقدّس لا يريد أن يكون "مرّة واحدة في السنة"، ولكن مرّة واحدة تحضيرًا للسنة بأكملها، لأنّنا نحتاج إلى التآلُف مع الكتاب المقدّس ومع القائم من بين الأموات، الذي لا يتوقّف عن كسر الكلمة وكسر الخبز في جماعة المؤمنين. لذا نحن بحاجة إلى التعمّق المستمرّ بالكتاب المقدّس، لأنّ القلب بدون ذلك يبقى باردًا والعينين مغلقتين، ونُصاب بأشكال لا تحصى من أشكال العمى".

تابع: "ندعو أبناءنا الكهنة إلى إيلاء هذا النهار من الاهتمام ما يلزم كي تظهر أهميةُ كلمة الله لحياة المؤمنين، والعمل انطلاقًا منه على تفعيل راعوية الكتاب المقدّس في الرعايا من خلال الحلقات البيبليّة والقراءة الرّبيّة ومن خلال لقاءات صلاة تتمحور حول كلمة الله."

وفي الختام، "أريد أن أشير إلى أنّ العلاقة الوثيقة مع الكتاب المقدّس والإصغاء إلى كلمة الله يساعدان المؤمن على اكتشاف إرادة الله في حياته، ويُساعدانِه على رؤية نور المسيح، واكتشافِ دعوتِه المسيحيّة، وعيش المحبة الأخويّة التي يوصينا بها الربُ يسوع."

أمّا الأب بطرس عازار ثم فقال: "يتزامن انعقاد هذه الندوة الصحفية "أحد كلمة الله – الكتاب المقدّس ولبنان"، مع أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنيسة، وكم نحن بحاجة إلى هذه الوحدة لنوحّد لبنان، كما يتزامن مع أحداث مؤسفة تحدث على أرض لبنان، اعتبرها البعض نهاية الوطن الحلم، الوطن– الرسالة، فيما اعتبرها البعض الآخر مخاضًا لولادة "رجاء جديد للبنان" .

تابع "سأتوقف في هذه المداخلة عند أفكار ثلاثة، وخاتمة، هي بعض محاور نعمل عليها في المدارس الكاثوليكية وتسعفنا لتربية تلامذتنا لمواجهة التحدّيات والاتهامات التي تشوّش العمل التربوي والرسالة التعليمية.

أوّلاً الشهادة للحقيقة: في الكتاب المقدّس دعوة للبحث عن الحقيقة التي بدونها لا يمكن للإنسان أن ينمو نموًا طبيعيًّا: جسديًّا وفكريًّا وإيمانيًّا.

ثانيًا الالتزام بعمل الخير: كلّ صفحات الكتاب المقدّس تنادي بالخير لجميع الناس، وخير الإنسان هو أن يكون دائمًا مع الله، ومشكلة الإنسان، كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني، هي "معاناته من انقسام في ذاته، ولهذا فحياة البشـر كـلّها... تبدو صراعًا مأسويًّا، بين الخير والشّرّ، بين النور والظـلمات". والكتاب المقدّس يرشدنا إلى الخير الكبير الذي نستحقه بأعمالنا الطيّبة والخيّرة، وهذا الخير هو "أنّ الله نفسه أحبنا وأرسل لنا ابنه كفّارة عن خطايانا".

من هنا تسعى مدارسنا لتربّي الأجيال الطالعة على محبّة لبنان الكتاب المقدّس وعلى عمل الخير، ملتزمة بما تدعو إليه الكنيسة في تعاليمها وتوجيهاتها الاجتماعية لكي "تشكّل قيم الحبّ والعطاء والمقاسمة والخدمة… القاعدة الأساسية التي يبني عليها المتعلّم شخصيته الذاتية".  

ثالثًا الدعوة للتأمّل بجمال الله: الكتاب المقدّس يقرّبنا من الله لنعكس بحياتنا وأعمالنا جماله. إنّنا مدعوون لنعيد إلى لبنان الصورة الحلوة التي رسمها عنه الكتاب المقدّس.

وقال "إنّ قيم الحقّ والخير والجمال هي شعار مدارسنا الكاثوليكية وستبقى. وفي أحد كلمة الله، سنصلّي في بكركي، مع أبينا السيد البطريرك، ومع عدد من تلامذة مدارسنا، ومع جمعيّة الكتاب المقدّس، لكي نعيد للبنان سلامه وجماله ولكي نتحصّن بالرجاء وبالإصغاء للروح القدس، ولكي يذكّر واحدنا الآخر بأنّنا نغتني بلبنان الكتاب المقدّس، الذي يعزّز شعارنا لهذه السنة: "معًا نكبر بلبنان الكبير". فلبنان الكتاب المقدّس هو لبنان الكبير، وسسبقى كبيرًا ببركة ربنا وشفاعة قدّيسيه، لبنان الذي من أجل مجده الكتابي نربّي متعلمينا ومتعلماتنا على “التربية المنفتحة على التنوّع، وعلى الحوار وعلى السلام بين الأديان وعلى التعرّف على التراث اللبناني وعلى إرساء روح المواطنة المرتكزة على مبادئ حقوق الإنسان وواجباته".

وإختتم الأب عازار "بقول يوحنّا فمّ الذّهب" أنّ من يقرأ الكتاب المقدّس كمن يجد كنزًا، وصورة لبنان في الكتاب المقدّس هي بعض هذا الكنز. قدّرنا الله على احترام هذا الكنز، وعلى أن نكون صوت الرجاء حيث لا رجاء، وحاملي البشارة السعيدة، والفخورين بلبنان الكتاب المقدّس، وبلبنان الوطن الرسالة، وبلبنان الأرض المقدسة".

وكانت مداخلة لد. مايك باسوس عن الكتاب المقدّس ولبنان جاء فيها: "تأتي ندوتنا، ككلِّ سنةٍ، تطبيقًا للإرشادِ الرسولي للكنيسةِ في الشرقِ الأوسط- شركةٌ وشهادةٌ، سنة 2012. وللتذكيرِ فإنَّ الكنيسةَ في لبنان أعلنتْ سنةَ 2012 سنةَ الكتابِ المقدسِ، وتخلَّلَهُ أكبرُ مشروعِ توزيعِ كتبٍ مقدسةٍ في سنةٍ واحدةٍ إذا أخذْنا بالاعتبارِ عددَ سكانِ لبنان."

تابع "ارتأت اللجنة المنظمة المكونة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، الرابطة الكتابية وجمعية الكتاب المقدس في لبنان أن تختار عنوانًا لسنة 2019 "الكتاب المقدس ولبنان" وذلك تماشيًا مع إعلان مئوية لبنان الكبير 2020".

أضاف "كان من المفروض إطلاق نشاطات هذا الأسبوع خلال الفترة الممتدّة من 17 وحتى 23 تشرين الثاني 2019. ولكن، نظرًا لظروف البلاد الراهنة، تم إرجاء بعض النشاطات، ومنها تكريم طلاب المدارس الكاثوليكية الذين تفوقوا في المسابقة الكتابية الإلكترونية لسنة 2019 من بين حوالي 6000 تلميذًا وتلميذة. وسيتمّ تكريم هؤلاء التلاميذة، وعددهم 143، يوم الأحد في 26 كانون الثاني 2020، في الصرح البطريركي في بكركي، خلال القداس الإلهي، حيث سيُمنح كلُّ تلميذ شهادة تفوّق موقّعة من غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي السامي الاحترام، وييُقدّم له نسخة عن الكتاب الجديد "جيل الانجيل". وسيتمّ إطلاق المسابقة الكتابية الجديدة بين المدارس الكاثوليكية ابتداء من الإثنين في 27 كانون الثاني 2020."

وقال "ارتأت اللجنة المنظمة أن تختار الأحد 26 كانون الثاني لتكريم الطلاب كونه اليوم العالمي الذي اختاره قداسة البابا فرنسيس كـ"أحد كلمة الله، يوم مكرّس للكتاب المقدس".

تابع "والجدير ذكره هنا هو أنّ الرسالة الحبرية للبابا فرنسيس تشدّد على تشجيع قراءة الكتاب المقدّس في الحياة اليوميّة. كما وأشار قداسته إلى أنّ "أحد كلمة الله يتمتعّ بقيمة مسكونيّة، لأنّ الكتابات المقدّسة تدلّ مَن يُصغون إليها على الطريق الذي يجب اتبّاعه، للتوصّل إلى وحدة أصيلة وراسخة".

أضاف "وها نحن اليوم نحتفل بأحد كلمة الله– الكتاب المقدس الذي يوحد كلّ المسيحيين– خلال أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين… مصلّين وآملين أن نصل يومًا ما إلى وحدة الكنائس بالروح والجسد."

أمّا موضوع هذه السنة، "الكتاب المقدّس ولبنان"، فهو يأتي ضمن نشاطات مختلفة قائمة على ترسيخ النص الكتابي في تاريخ لبنان وجغرافيّته وحضارته. والمميّز بين هذه النشاطات أنّه تمّ الاتفاق بين جمعية الكتاب المقدس وجامعة الروح القدس الكسليك (USEK) على إصدار نسخة من الكتاب المقدس أسميناها "الكتاب المقدّس ولبنان". وتتضمن الاتفاقية إجراء مسح حول المواقع الجغرافية اللبنانية، ومواقع التقاليد الدينيّة في لبنان والعادات والتقاليد والأطعمة اللبنانية والنباتات والحيوانات المتواجدة في لبنان."

"الكتاب المقدس ولبنان" سيحثّ القرّاء على مطالعة الكتاب المقدّس كقراءة رعويّة، روحية، علميّة، ووطنيّة وفهم أفضل لسياق العيش اللبناني. سيتمّ نشر هذا الكتاب في ختام احتفالات مئوية لبنان (أيلول 2020) باللغة العربية. إلّا أنّ تطلّعاتنا تتضمن ترجمة هذه الدراسات ونشر "الكتاب المقدّس ولبنان" بلغات الانتشار اللبناني، تحديدًا الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، آملين أن نصل إلى كل شخص في الانتشار المتحدّر من أصول لبنانيّة ليتعلّق اللبناني المغترب أكثر ببلده وأرضه المقدّسة".

وإختتمت الندوة بكلمة الخوري عبده أبو كسم الّذي قال: "كلمة الله، هي كلمة الحياة، وكلمة الحق، وهي التي توجّه بوصلة حياتنا نحو عيش تعاليم الإنجيل في كل حدثٍ نقوم به وفي كل عملٍ نعمله في سبيل العيش بالقرب من يسوع، الذي وحده يجب أن ينير دروبنا لنشهد لكلمته بدون خجل ومن على السطوح لأنّنا بعملنا هذا نشهد للحق".

تابع: "كم أحوجنا اليوم لنشهد بالحق، على نور الإنجيل. فما نشهده اليوم في وطننا العزيز لبنان، يستوجب منّا أن نخاطب شعبنا بصدقٍ وأمانة، وأكثر من ذلك أن نقف إلى جانبهم لننادي بكلمة الحق ونبث في قلوبهم روح الرجاء في زمن صعبٍ، لكنّه ممكن أن نتخطّاه بالاتكال على القدرة الإلهيّة، والإرادة الطيبة والكلمة الحرّة."

وأنهى قائلاً: "وفي هذا السياق، فإنّنا ومن موقعنا في المركز الكاثوليكي للإعلام، نشدّ على أيدي كل الإعلاميين والوسائل الإعلامية، الذين يواكبون الانتفاضة الشعبيّة أو الثورة معرّضين أنفسهم للخطر الشديد، في سبيل نشر ما يجري من أحداث بكل موضوعية وأمانة، وبدل من تقدير ما يقومون به، نرى أنّ هناك بعض الرعاع يعتدون عليهم عن قصدٍ، وأخشى من أن تكون هذه الاعتداءات على خلفية مذهبية ومناطقية، وعليه فإنّنا نستنكر ما حدث بالأمس مع فريق الـ MTVونشجبه بشدّة، ونطلب من المسؤولين الأمنيين تحمّل مسؤولياتهم وملاحقة هؤلاء المعتدين واتخاذ الإجراءات القانونيّة بحقّهم، فالإعلاميّون هم حرّاس الكلمة الحرّة والصادقة التي تستمد قوتها من إعلان الحقيقة، هذه الحقيقة التي ترتكز على كلمة الله."