لبنان
10 كانون الثاني 2024, 08:50

المركز الكاثوليكيّ ومجلس كنائس الشّرق الأوسط أطلقا "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" وأعلنا سنة الـ50 لتأسيس المجلس

تيلي لوميار/ نورسات
عقد المركز الكاثوليكيّ للإعلام بالشّراكة مع مجلس كنائس الشّرق الأوسط مؤتمرًا صحافيًّا، بدعوة من رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة ورئيس اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المطران يوسف سويف، أطلق خلاله "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين"، إضافة إلى عرض برنامج سنة مجلس كنائس الشّرق الأوسط اليوبيليّة، والإعلان عن الحدث المسكونيّ الموسيقيّ الّذي سيقام للمناسبة في بيروت، يوم السّبت في 20 كانون الثّاني الحالي.

شارك في المؤتمر إلى جانب المطران سويف، راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم،  مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الأب عبدو بو كسم، عميد كلّيّة العلوم الدّينيّة واللّاهوتيّة في جامعة الحكمة الخوري طانيوس خليل، الأمين العامّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط الدّكتور ميشال عبس، الأمين العامّ لجمعيّة الكتاب المقدّس الدّكتور مايك بسوس ومنظّم الحدث المسكونيّ الموسيقيّ مارك مرهج ومعنيّون بالمواضيع المطروحة.  

 

ونقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام"، استهلّ المؤتمر بكلمة ترحيبيّة وجّهها الأب أبو كسم وقال: "نلتقي في هذه الطّاولة المستديرة الّتي تجسّد رمز الوحدة بين المسيحيّين وتؤسّس لعلاقات متماسكة بين أبناء الكنائس. هذا ما تحاول الكنيسة الجامعة المقدّسة الرّسوليّة مع كلّ الكنائس المشرقيّة وسواها أن تقوم به من أجل العمل للاتّحاد في الّذي يجمعنا وهو سيّدنا يسوع المسيح. ففي كلّ سنة، تنظّم اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة لقاء يجمع بين الإخوة في كلّ الكنائس وما أجمل أن يجتمع الإخوة معًا".

 

بعدها، كانت كلمة للمطران سويف تحدّث فيها عن موضوع "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" لهذه السّنة، وهو "أحبّ الرّبّ إلهك… وأحبّ قريبك مثلما تحبّ نفسك" (لوقا 10: 27)، وشدّد على "أهمّيّة محبّة الله والقريب وضرورة السّير معًا لتخطّي المصاعب" ، موضحًا أنّ "اختيار النّصوص البيبليّة واللّيتورجيّة مستوحى من صورة السّامريّ الصّالح". كما شدّد على أنّ "المحبّة هي جوهر الإيمان المسيحيّ، وأنّه لا يمكن للمسيحيّين أن يفقدوا الأمل بالوحدة أو أن يتوقّفوا عن الصّلاة والعمل من أجل الوحدة الّتي تكون في خدمة السّلام والمصالحة".  

 

من جهته، عرض الخوري طانيوس خليل في كلمته برنامج الاحتفالات الّذي تنظّمه اللّجنة الأسقفيّة للعلاقات المسكونيّة بالشّراكة مع مجلس كنائس الشّرق الأوسط لمناسبة أسبوع الصّلاة، مشيرًا إلى أنً "اجتماع مسؤولي الكنائس والمؤمنين هو شهادة كي نلتقي للصّلاة من أجل الإله الواحد".

أضاف: "إنّ الحركة المسكونيّة تنقلنا من حالة الشّكّ والضّغينة إلى حالة المصالحة، والصّلاة هي بمثابة الرّوح للحركة المسكونيّة".

ودعا كلّ الرّعايا إلى "الاجتماع معًا في الصّلاة والعمل من أجل الوحدة" .

 

بعدها، ألقى عبس كلمة تحدّث فيها عن دور مجلس كنائس الشّرق الأوسط مضيئًا على رؤيته المستقبليّة والمشاريع الجديدة الّتي سيتمّ تنفيذها لمناسبة السّنة الخمسين لتأسيس المجلس، وقال: "اليوم قد بدأنا نصف القرن الثّاني من حياة مجلس كنائس الشّرق الأوسط، هذه المؤسّسة الّتي شكّلت موئل تلاق وتفاعل بين كنائس مهد المسيحيّة. في السّنة الخمسين لتأسيسه، يركّز المجلس على جعل هذه المناسبة محطّة تأمّل وتقييم وحوار من أجل مستقبل أفضل للعمل المسكونيّ، أو المسيحيّ المشترك، في خدمة وحدة المسيحيّين ووحدة المجتمع وفلاح وتقدّم كليهما لأنّ نظرة المجلس، المنبثقة من نظرة الكنائس، هي أنّ المسيحيّين يشكّلون جزءًا أساسيًّا من النّسيج الاجتماعيّ لأوطانهم، وما يضير مجتمعاتهم، يضيرهم، وما ينفع مجتمعاتهم، يكون نافعًا لهم".

 

بدوره، أشار مرهج إلى أنّ "الحدث المسكونيّ الموسيقيّ الّذي سيقام في الفوروم دو بيروت، يوم السّبت 20 كانون الثّاني، يأتي كتتويج لمسيرة عمرها سنة من التّحضير والتّمرين حيث تلتقي الجوقة في اختبار روحيّ يعيش فيه المرنّمون والموسيقيّون الوحدة في الصّلاة والتّسبيح الّتي دعاهم إليها الرّبّ يسوع المسيح".  

وعرّف مرهج بمضمون هذا الحدث لافتًا إلى أنّه "مكوّن من جوقة واحدة تضمّ إكليروسًا وعلمانيّين من مختلف الأعمار والكنائس حيث سترافقها أوركسترا سمفونيّة لتقديم مجموعة من الأناشيد والتّرانيم من مختلف التّقاليد الكنسيّة والطّقسيّة".

 

وكانت مداخلة للمطران بو نجم الّذي شارك خبرته في التّحضير لهذا المشروع المسكونيّ الموسيقيّ مضيئًا على محطّات بلورته ووصفه بـ"مثل حبّة الخردل"، ورفع "الصّلاة إلى الرّبّ يسوع المسيح أمير السّلام على نيّة إحلال السّلام في لبنان والعالم، ومن أجل المسؤولين في الكنيسة والوحدة المنتظرة".  

 

أمّا بسوس فشدّد في مداخلة على "ضرورة عيش المسكونيّة في حياتنا وأعمالنا" ومركّزًا على "أهمّيّة التّلاقي والعمل معًا من دون استثناء أيّ جهة".

 

في الختام، كانت دعوة عامّة "للمشاركة في هذا الحدث المسكونيّ الموسيقيّ كي نلتقي معًا ونسبّح الرّبّ بقلب واحد وروح منسحقة".